وصل الموفد الدولي والعربي الخاص إلى سوريا الاخضر الابراهيمي الليلة الماضية إلى فرنسا، حيث يعتزم فتح الملف السوري مع رئيسها فرانسوا هولاند قبيل توجهه اليوم الاثنين إلى العاصمة الروسية موسكو، للغرض ذاته، وسط حديث عن عزمه زيارة الصين أيضا، وتأكيدات دبلوماسيين مواصلة مهمته وتقديم «أفكار جديدة» على الرغم من فشل الهدنة بين النظام السوري والجيش الحر.
وتوجه الإبراهيمي أمس إلى باريس في زيارة إلى فرنسا تستغرق يومين يلتقي خلالها مع عدد من المسؤولين على رأسهم هولاند، حيث سيكون الملف السوري محورا وحيدا لمحادثاته. وقالت مصادر كانت في وداع الإبراهيمي لدى مغادرته مطار القاهرة إنه من المقرر أن يلتقي خلال زيارته مع عدد من المسؤولين الفرنسيين وممثلي المعارضة السورية لبحث آخر تطورات الوضع في سوريا وسبل التوصل إلى حل للأزمة على ضوء الهدنة.
وفي بكين وموسكو، التي يصلها اليوم الاثنين، سيسعى وزير الخارجية الجزائري الاسبق مرة جديدة إلى اقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الامن بشأن الازمة السورية. وسيعود الابراهيمي في نوفمبر المقبل إلى مجلس الامن بمقترحات جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة إلى طاولة المفاوضات.
وقال دبلوماسي رفيع المستوى إن المبعوث الدولي «سيعود حاملا بعض الافكار للتحرك إلى مجلس الامن في مطلع الشهر المقبل». وصرح دبلوماسي آخر أن «العملية السياسية لن تبدأ قبل ان يكون الاسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حد يقتنعان معه بانه لم يعد هناك من خيار آخر. لكنهما لم يصلا بعد إلى هذه النقطة، إلا أن الابراهيمي لديه بعض الافكار».
والهدنة التي كان يفترض البدء بتنفيذها الجمعة الماضية بمناسبة حلول عيد الاضحى لم تبصر النور، حيث تبادل النظام والجيش الحر الاتهامات بتحمل المسؤولية.
فشل متوقع
وقال ريتشارد غوان من جامعة نيويورك إن «الابراهيمي لم يزعم مطلقا أن هناك فرصة كبيرة لنجاح وقف إطلاق النار»، معتبرا أن «الدبلوماسيين في الامم المتحدة لن يحملوه تبعية هذا الفشل. والسوريون ربما سيكونون أقل تسامحا لكنهم بالتأكيد فقدوا آمالهم في الامم المتحدة». ويرى غوان أن «هناك رهانا كبيرا ان تعزز الولايات المتحدة دعمها للجيش الحر بعد الانتخابات الرئاسية، أيا يكن الفائز. وسيتعين على الابراهيمي ربما التريث للافادة من ذلك».
وعلى غرار ما حصل بالنسبة لمسعى إعلان هدنة اقترحها كوفي انان في ابريل الماضي، لم يتطلب الامر وقتا طويلا لرؤية أن دمشق ليست مستعدة لالقاء السلاح.
ولم تتسرب سوى معلومات قليلة بشأن الطريقة التي يزمع استخدامها. لكن في الكواليس، تعد الامم المتحدة خططا لإرسال قوة سلام أو مراقبة في حال تنفيذ الهدنة. كما تملك أيضاً فرقا ومعدات انسانية جاهزة لإرسالها إلى مدن حلب وادلب وحمص.
بدائل الفيتو
وقال دبلوماسي أممي رفيع المستوى إن مهمة المبعوث الاممي «شائكة.. فعليه ان يقنع الدول الاساسية في الشرق الاوسط بعدم تزويد الثوار بالسلاح»،. واضاف: «لكن إن كان يتوجب القيام بتحرك في مجلس الامن فلا بد أن يكون بموافقة روسيا والصين، وأن عارضتا تحركا ما عندئذ ستعزز تركيا والمملكة العربية السعودية والدول الغربية بالتأكيد مساعدتها للمعارضة».
تفتيش طائرة إيرانية
أمرت السلطات العراقية للمرة الثانية طائرة شحن إيرانية كانت تقوم برحلة بين دمشق وطهران بالهبوط لتفتيشها في مطار بغداد قبل أن تسمح لها باكمال رحلتها، بحسب ما افاد مسؤول عراقي أمس.
وقال رئيس سلطة الطيران المدني ناصر حسين بندر: «بناء على التوجيهات المركزية تم استدعاء طائرة شحن تابعة لخطوط ايران اير متجهة من طهران إلى سوريا السبت وأمرناها بالهبوط للتفتيش في مطار بغداد الدولي».
وأضاف: «تم تفتيشها من قبل الجهات الامنية ولم نعثر على اي محظورات وتم السماح لها باستكمال رحلتها». وأشار إلى أن «التوجيهات تنص على إنزال أي طائرة شحن نشك بها، تحمل أسلحة باتجاه دمشق وكانت هذه ثاني طائرة يتم إنزالها» مؤكدا أن «السلطات عثرت على ادوية ومواد انسانية فقط». وانزلت السلطات العراقية في الثالث من الشهر الجاري طائرة شحن تابعة لشركة الطيران نفسها قبل أن تسمح لها بمواصلة رحلتها
