وسط مشاعر ملؤها السكينة والطمأنينة يواصل حجاج بيت الله الحرام أداء مناسكهم تمهيداً لمغادرة المشاعر المقدّسة عبر العودة إلى مكة المُكرّمة لأداء طواف الوداع بعد استكمالهم رمي الجمرات، وشهدت المشاعر المقدسة تدافعا محدودا، اصيب فيه عدد من الحجاج. ودعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز المجتمع الدولي إلى استصدار مشروع يدين كل من يتعرض للديانات السماوية.

وبدأ الحجاج رمي الجمرات في أول أيام التشريق الثلاثة بعد أن أدوا يوم أمس مناسك يوم النحر وباتوا ليلتهم في مشعر منى، إذ استكملوا أول أمس مناسك يوم النحر، وهي رمي جمرة العقبة وطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة والنحر والحلق أو التقصير، فتحللوا بذلك من الإحرام.

وبعد يوم النحر يواصل الحجاج إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق «11 و12 و13 من شهر ذي الحجة في منى لرمي الجمرات الثلاث الصغرى فالوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات.

ويجوز لمن أراد التعجيل في يومين أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الحادي عشر والثاني عشر ويغادر قبل غروب الشمس.

وأصيب أمس 36 حاجا نتيجة تدافعهم عند محطة قطار عرفة رقم 3 عند البوابة 3.

إسعاف حجيج

وقال بيان لهيئة الهلال الأحمر السعودي إن فرق الإسعاف نقلت 18 حالة إلى المستشفيات الموجودة في نطاق عرفة، وتمت معالجة 18 حالة في موقع الحادث كان غالبيتها نتيجة الإجهاد والإعياء ومعظمها كانت من كبار السن والنساء.

ونفى اللواء علي بن سعيد الغامدي - قائد قوات أمن الحج والعمرة السعودية المسؤولة عن مهام إدارة حركة الحشود بمحطات القطار- ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن وقوع تدافع ودهس بمحطات قطار المشاعر المقدسة.

وعزا الغامدي في تصريحات للصحافيين ما حدث إلى عطل في إحدى مركبات القطار ووقوع حالات إعياء بين كبار السن والمرضى خاصة مرضى السكري الذين أجهدوا من الانتظار.

إسهام قطار

وأعلن الناطق بوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، أنّ قطار المشاعر ساهم العام الجاري في نقل 24 في المئة من الحجاج الذين أدوا فريضة الحج البالغ عددهم رسميا نحو ثلاثة ملايين حاج.

وتوقع اللواء منصور التركي الناطق الأمني باسم وزارة الداخلية، أن يشهد جسر الجمرات السبت ارتفاعا في رمى الجمرات في الدور الثاني بسبب توجّه الحجاج الذين يقيمون بحي العزيزية عبر الانفاق ومن المتوقع أن تكون نسبة الرجم في الدور الثاني أعلى من مثيلتها العام الماضي.

وأضاف التركي أنّ الحج يسير بشكل طبيعي وفق ما هو مخطط له، حيث نشرت السلطات السعودية ما يقرب من 170 ألف رجل أمن للحفاظ على سلامة الحجاج وتنظيم تنقلهم.

مطالب ملكية

وفي ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، طالب العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الأمم المتحدة بمشروع يدين كل من يتعرض للديانات السماوية. وقال الملك عبدالله خلال استقباله شخصيات إسلامية ورؤساء بعثات الحج في الديوان الملكي بقصر منى، أطالب الأمم المتحدة بمشروع يدين أي دولة أو مجموعة تتعرض للديانات السماوية، مضيفاً: «واجب كل مسلم الدفاع عن دينه». واعتبر العاهل السعودي أنّ الحوار يعمل على تعزيز الاعتدال والوسطية في الإسلام ويقضي على أسباب التطرّف.

ورأى أنّ حوار الأمة الإسلامية مع نفسها واجب شرعي، فالشتات، والجهل، والتحزب، والغلو، عقبات تهدد آمال المسلمين.

وقال العاهل السعودي إنّ فكرة مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية الذي أعلنا عنه في مكة المكرمة لا يعني بالضرورة الاتفاق على أمور العقيدة، بل الهدف منه الوصول إلى حلول للفرقة وإحلال التعايش بين المذاهب بعيدا عن الدسائس أو غيرها، الأمر الذي سيعود نفعه لصالح أمتنا الإسلامية وجمع كلمتها.