شهدت باحات المسجد الأقصى أمس مواجهات بين شرطة الاحتلال والمصلين، وذلك بعد استفزاز ديني من قبل المستوطنين طال المسلمين والمسيحيين على حد سواء في مدينة القدس المحتلة، فبعد اقتحام جماعات يهودية متطرفة للمسجد الأقصى وأدائها طقوسا تلمودية في ساحاته، نفذ مستوطنون متطرفون اعتداء جديدا على إحدى الكنائس المسيحية في القدس وخطوا شعارات عنصرية مسيئة لنبي الله عيسى عليه السلام، تحمل تهديدا بـ«دفع الثمن»..
فيما حذرت حركة «حماس» من انتفاضة ثالثة رداً على استمرار الانتهاكات في القدس. ونفذ المتطرف اليهودي موشي فيجلين تهديده باقتحام المسجد الأقصى، بمناسبة ما يمسى بـ«عيد العرش اليهودي»، برفقة عشرات المستوطنين وعدد من الحاخامات الإسرائيليين، الذين قاموا بتدنيسه بأداء طقوس تلمودية في ساحاته وسط حراسات معززة من عناصر الوحدات الخاصة في الشرطة الإسرائيلية.. ما فجّر ردة فعل غاضبة من قبل المصلين خلفت مواجهات بين شرطة الاحتلال والمصلين.
وقالت شرطة الاحتلال إنها أوقفت فيجلين بعد أن أدى طقوسا دينية «خلافا لقواعد النظام والسلوك في المكان، وقد تم إخراجه من باحات الحرم وتمت إحالته للتحقيقات».
وأكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن فيجلين وعددا من المستوطنين قاموا بتأدية بعض الشعائر التلمودية وذلك وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما تعالت أصوات التكبيرات من طلاب وطالبات مصاطب العلم الذين يرابطون في المسجد.
تأهب واعتقال
وسادت منذ صباح أمس حالة تأهب قصوى في صفوف قوات الاحتلال، التي نشرت عشرات من قواتها الخاصة في أنحاء متعددة من المسجد وخاصة عند مدخل باب المغاربة. كما فرضت قوات الاحتلال طوقا عسكريا محكما على البلدة القديمة، ووضعت حواجز طيارة في شوارع وطرقات البلدة المؤدية إلى المسجد الأقصى، ونشرت أعدادا كبيرة من عناصر حرس الحدود والشرطة في كافة أنحاء البلدة خاصة على بواباتها ومحيطها.وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال أخرجت جميع المصلين الشباب من هم دون سنة الـ45، ولم يبق فيه إلا من هم فوق الـ45 عاما. كما اعتقلت 11 فلسطينيا، من بينهم 3 فتيات واحد حراس المسجد، واربعة صحافيين ومصور تلفزيوني.
مواجهات
وعقب ذلك، اندلعت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين وقوات الاحتلال في ساحات المسجد الأقصى. وقال مصدر مقدسي فلسطيني إن عشرات الفلسطينيين رابطوا في المسجد الأقصى، واعترضوا مجموعة من المتشددين اليهود الذين حاولوا اقتحام باحات المسجد وتأدية صلوات تلمودية.
وذكر المصدر أن مواجهات اندلعت داخل الساحات بين الفلسطينيين وعناصر الجيش والشرطة الإسرائيلية تخلّلها عراك بالأيدي.
كما شهدت بعض بوابات المسجد تجمهرا كبيرا للمواطنين من سكان وتجار القدس القديمة وسط مشادات كلامية مع قوات الاحتلال التي منعتهم من دخول المسجد.
دفع الثمن
في موازاة ذلك، خط مستوطنون إسرائيليون شعارات باللغة العبرية مسيئة للمسيح عليه السلام، على جدران دير مسيحي في القدس.
وقالت وسائل إعلام محلية إن مستوطنين خطوا الشعارات المسيئة على باب مدخل دير تابع للرهبان الفرنسيسكان في جبل الزيتون في القدس. وقال أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى إن المستوطنين خطوا شعارات عنصرية على مدخل الدير تطالب بـ«دفع الثمن» وتسيء لنبي الله عيسى عليه السلام.
واعتبر عيسى أن اعتداءات المستوطنين المتطرفين، والتي تأتي في «عيد العرش اليهودي»، تأتي في إطار مسلسل انتهاكات الاحتلال للمقدسات المسيحية والإسلامية في الأراضي المقدسة.
وكان متطرفون يهود أحرقوا الشهر الماضي باب دير في منطقة اللطرون غرب القدس، وكتبوا شعارات معادية للمسيح على الجدران.
إغلاق
الى ذلك، واصلت سلطات الاحتلال إغلاق مسجد الحرم الإبراهيمي في الخليل في وجه المصلين المسلمين ومنعتهم من دخوله لمدة 48 ساعة، بحجة الأعياد اليهودية والسماح للمستوطنين اليهود بدخوله. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أن الاحتلال منع عشرات الفلسطينيين من دخول الحرم الإبراهيمي منذ صلاة فجر أمس، وسمح للمستوطنين بدخوله بكل حرية. وأفادت مصادر محلية أن جيش الاحتلال كثف من نشر حواجز عسكرية قرب بلدة يطا، وخاصة منطقة زيف ومسافر يطا، واحتجز عشرات المركبات ودقق ببطاقات ركابها، فيما شن حملة ضد المركبات المتوجهة إلى منطقة المسافر، واحتجز سائقيها لعدة ساعات.
إدانة
من جهتها، نددت الرئاسة الفلسطينية باستمرار الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، محذرة من تداعيات «لا تحمد عقباها».
ودانت الرئاسة في بيان الممارسات الإسرائيلية، محذرة من هذه المساس بالمقدسات الإسلامية
والمسيحية «التي تؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين وقد تدخل المنطقة إلى دوامة من العنف لا تحمد عقباها».
انتفاضة ثالثة
وبدورها، حذرت حركة «حماس» إسرائيل من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ردا على استمرار الانتهاكات في القدس. وقال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم إن الأجواء التي تخيم على الأراضي الفلسطينية بعد اقتحام المسجد الأقصى من قبل الشرطة الإسرائيلية وجماعات المستوطنين تنذر باندلاع انتفاضة ثالثة. وأضاف إن «هذه الأحداث شبيهة بالأجواء التي سبقت انتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر 2000».
ثكنة عسكرية
استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي على منزل في منطقة البقعة قرب مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، وحولته إلى ثكنة عسكرية، وأجبرت سكانه على الإقامة في الطابق الأرضي ومنعتهم من الحركة في المنزل. وقال صاحب المنزل سالم السلايمة، في تصريح لوسائل الاعلام، إن جيش الاحتلال اعتاد على احتلال منزله في الأعياد اليهودية منذ أربع سنوات لفترة تزيد عن 22 يوما.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال داهم منزله ليلة الاثنين وحوله إلى ثكنة عسكرية بعد أن طلبوا من عائلته المكونة من 17 فردا، إخلاء الطابق العلوي والسكن مع ابنه في الطابق السفلي من المنزل. وأضاف إن جيش الاحتلال طلب منه التوقيع على ورقة مكتوبة باللغة العبرية إلا انه رفض التوقيع عليها لعدم معرفته بمحتواها. يذكر أن منزل السلايمة يقع بالقرب من مستوطنة خارصينا شرق الخليل وتتعرض المنطقة إلى هجمة استيطانية متواصلة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين.
