أكمل الجيش الحر سيطرته على حي العامرية وسط حلب، المحافظة نفسها التي ارتكب فيها النظام جريمة جديدة بقتله 25 شخصاً بينهم أطفال ونساء في غارة جوية استهدفت الضحايا في مبنى لجؤوا إليه للاحتماء من الاشتباكات في مدينة الباب، بينما تحدثت أنباء عن سقوط أكثر من 100 قتيل في مذبحة جديدة نفذها النظام في بلدة حزة بريف دمشق تزامناً مع هدم جرافات تابعة للجيش منازل في غرب دمشق فيما وصفه ناشطون بأنه عقاب جماعي لمناطق معادية للرئيس بشار الأسد، فيما قتلى وجرحى معظمهم من النساء والأطفال بانفجار سيارة مفخخة، في منطقة جرمانا، في حين حاصر الجيش الحر بلدة حارم على الحدود التركية، في وقت أعلنت فيه مدينة داعل في درعا «مدينة منكوبة».

وقالت مصادر محلية إن الجيش السوري الحر أكمل سيطرته على حي العامرية وسط حلب بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، إلا أن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة على أطراف الحي، حيث أفيد بقصف جوي وبري للحي. كما أورد موقع العربية نت.

من جهتها أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية، أن «قواتنا المسلحة الباسلة واصلت ملاحقة الإرهابيين وكبدتهم خسائر فادحة». وتحدثت الوكالة عن مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر و«تدمير شاحنات صغيرة مجهزة بأسلحة ثقيلة في كفر الحمرا عند المدخل الشمالي لحلب».

قصف مبانٍ

في الأثناء، قالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من 25 شخصاً قتلوا في مدينة الباب من جراء القصف الجوي العنيف التي تعرضت له المدينة. منهم 18 شخصاً بينهم نساء وأطفال في قصف جوي على مبنى لجؤوا إليه، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن «18 مواطناً على الأقل بينهم نساء وأطفال استشهدوا إثر القصف الذي تعرض له مبنى في مدينة الباب». وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن القتلى هم 10 رجال وست نساء وطفلان مشيراً إلى أنهم سقطوا في قصف لمقاتلة على مبنى لجؤوا إليه.

وفيما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن مبنى من أربع طبقات في حي الميسر انهار بالكامل من جراء تعرضه للقصف من قبل الطيران الحربي، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سلسلة غارات جوية فجر الاثنين أسفرت عن سقوط 14 قتيلاً على الأقل في حلب.

وشاهدت صحافية من وكالة فرانس برس جثث 10 أشخاص هم رجل وامرأة وثمانية أطفال، نقلت إلى مستشفى مدني.

مذبحة حزة

من جهة أخرى، قال المركز الإعلامي إن أكثر من 100 قتيل سقطوا في مذبحة جديدة نفذها جيش النظام في بلدة حزة بريف دمشق دون توارد تفاصيل أكثر.

إلى ذلك ذكرت شبكة «شام» أن عدة انفجارات سمعت في مناطق تقع جنوب العاصمة دمشق، منها حي السيدة زينب ويلدا وببيلا والبويضة وحجيرة البلد والذيابية، وترافقت الانفجارات مع قصف من المدفعية، كما تم إطلاق الرصاص من رشاشات الطائرات.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بأن القوات النظامية السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حي ركن الدين بدمشق. كما تعرضت أحياء التضامن والعسالي والحجر الأسود للقصف من قبل القوات النظامية السورية، ما أسفر عن وفاة رجل وزوجته وإصابة طفلتهما في حي الحجر الأسود.

عقاب جماعي

وهدمت جرافات تابعة للجيش السوري منازل في غرب دمشق أمس، فيما وصفه ناشطون بأنه «عقاب جماعي» لمناطق سنية معادية للرئيس بشار الأسد.

وذكر ناشطون وسكان أن جرافات مدعومة بقوات قتالية هدمت مباني في منطقة الطواحين الفقيرة قرب طريق دمشق-بيروت السريع. وقالت امرأة تعيش في مبنى شاهق يطل على المنطقة «بدؤوا قبل نحو ثلاث ساعات. الجرافات تهدم المتاجر والمنازل. والسكان في الشوارع». وأفاد ناشطون بأن القوات النظامية أجبرت السكان على إزالة الكتابات المناوئة للأسد على الجدران وكتابة شعارات تمجد الرئيس بدلاً منها.

سيارة مفخخة

وفي السياق قال مصدر محلي لوكالة «يونايتد برس انترناشونال»: إن عبوة ناسفة انفجرت في شارع الوحدة قرب دوار الرئيس في منطقة جرمانا (يقيم فيها مسيحيون ودروز) ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وجرح آخرين معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى تدمير واحتراق عدد من السيارات، مشيراً إلى أن دوي الانفجار كان قوياً وسمع من مسافات بعيدة. وأضاف إنه تم اكتشاف عبوة ناسفة ثانية في منطقة الانفجار وجرى تفكيكها.

حصار بلدة حارم

إلى ذلك، حاصر المسلحون المعارضون للنظام السوري بلدة حارم على الحدود التركية واشتبكوا مع قوات الجيش والأمن المتمركزين في مبان حكومية وفي القلعة القديمة في البلدة. وأفاد المعارضون المسلحون إنهم يسيطرون على ست من الطرق السبع المؤدية إلى المدينة، بحسب ما أوضح ابو سعيد الذي يقود لواء الحق في الجيش الحر.

وقال «قتلنا في كمين زعيم فرقة من الشبيحة». وأضاف: «دخلنا البلدة فجر السبت من الشمال والجنوب»، موضحاً أن الجنود تدعمهم سبع دبابات انسحبوا إلى القلعة، وقال إن «عناصر من قوات الأمن يحتلون مباني رسمية».

مدينة منكوبة

وفي اللاذقية، قتل ستة أشخاص وأصيب 14 آخرون إثر قصف عنيف تعرضت له قرى استربة ودورين، وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات السورية. وتزامناً مع اشتباكات ريف دمشق وريف إدلب والقصف على حلب، أعلنت مدينة داعل في درعا «مدينة منكوبة»، وذلك «بعد وصول حجم الدمار فيها إلى مستوى غير مسبوق منذ بداية الثورة».

وذكرت اللجان التنسيق المحلية أن داعل تتعرض لقصف مدفعي وغارات جوية من قبل القوات الحكومية بشكل متواصل منذ يونيو الماضي، ما أسفر عن مقتل 50 شخصاً.