في تلميح واضح للأزمة السورية المتفاقمة، وفي إصرار على استمرار موقف بلاده الداعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده لديها موقف خاص بها تجاه التطورات في العالم الإسلامي، وأن طهران ستدافع عن هذا الموقف في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وتعقد في مكة المكرمة اليوم وغداً بغياب سوريا، في وقت رحب نظام دمشق بالتوصيات التي خرج بها المؤتمر الذي انعقد مؤخراً في طهران بشأن الأزمة السورية باعتبارها وقفت إلى جانب الحق ضد الباطل، فيما تصل بكين اليوم مبعوثة الرئاسة السورية بثينة شعبان لإجراء مباحثات مع المسؤولين الصينيين بشأن الأزمة.
وقال نجاد الذي وصل إلى السعودية أمس انه يأمل أن «تركز القمة على تعزيز الوحدة وتخفيف الأحقاد بين البلدان الإسلامية». وأضاف «هناك بلدان مختلفة لديها مواقف مختلفة بشأن التطورات في العالم الإسلامي، والأمة الإيرانية لها موقفها الخاص بها ونحن سندافع عن هذا الموقف أثناء القمة»، في تلميح الى سوريا.
وقال الرئيس الإيراني إن «العالم اليوم يمر بوضع حساس جدا، فمعظم المجموعات تتحرك والأعداء يقومون بتحركاتهم، فيما يكرس قسم كبير من طاقة الحكومات والجماعات الإسلامية للخلافات والمواجهات».
من جانبه، نوه وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي بمبادرة العاهل السعودي ودعوته لقمة التضامن الإسلامي في مكة المكرمة، مؤكدا أن «الدعوة للقمة جاءت في وقتها للم شمل الأمة الإسلامية وتأكيد اللحمة بين البلدان الإسلامية»، متمنيا أن تخرج قمة مكة بنتائج ملموسة لصالح الأمة الإسلامية.
الملف الدامي
من جانب آخر، قال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي أن «الملف السوري سيكون على رأس أولويات القادة في القمة».
وأضاف أوغلي أن «سوريا لن تكون ممثلة في القمة الإسلامية»، مشيرا الى «توصية من اللجنة التنفيذية على مستوى المندوبين بتعليق عضويتها في المنظمة»، موضحا أن «هذه التوصية ستعرض على وزراء الخارجية لإقرارها ولذلك حتى الآن ليست حاضرة».
شعبان في بكين
من جانب آخر، أعلنت الصين أن مبعوثة الرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان ستزور بكين اليوم الثلاثاء.
وأوضحت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن «بثينة شعبان ستلتقي مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي»، وأضافت أن «الصين تفكر أيضا في دعوة عدد من أعضاء المعارضة السورية لزيارة البلاد». وقال الناطق باسم الوزارة تشين غانغ: «لتعزيز الحل السياسي للمشكلة السورية، تحرص الصين دوما على إحداث توازن في عملها بين الحكومة السورية والمعارضة».
مؤتمر طهران
إلى ذلك، رحبت السلطات السورية بمؤتمر طهران التشاوري حول الأوضاع في سوريا لأنه «يستند إلى مبدأ الدفاع عن الحق في مواجهة الباطل»، على حد تعبيرها.
وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية السورية أمس: «لقد تابعت وزارة الخارجية والمغتربين باهتمام مجريات اجتماع طهران التشاوري حول سوريا الذي انعقد في 9 أغسطس الجاري في العاصمة الإيرانية طهران بهدف تعزيز جميع الجهود الدولية والإقليمية لمساعدة سوريا على إيجاد مخرج للأزمة».
واعتبرت السلطات أن المؤتمر هو من مبدأ مساندة الحق في وجه الباطل، قائلة: «وإذ ترحب الحكومة بتلك الجهود المبذولة لمساعدة سوريا على تجاوز ازمتها استنادا لمبدأ الدفاع عن الحق بوجه الباطل ودعم المطالب المشروعة للشعب السوري عبر الحوار الوطني السلمي وضمن المناخ الهادئ بعيدا عن أي تدخل اجنبي بالشأن السوري».
تزايد لاجئين
أكّدت مديرية حالات الطوارئ التركية أمس عبور حوالى سبعة آلاف لاجئ سوري الحدود التركية في الأيام الثلاثة الماضية هربا من العنف في بلادهم ليبلغ عددهم الاجمالي في تركيا 60 الف شخص،
وأضافت المديرية أنّ وصول الافواج الاخيرة تزامن مع تكثف المعارك في حلب كبرى مدن الشمال السوري.
وتستقبل تركياهؤلاء اللاجئين السوريين في تسعة مخيمات أقامها الهلال الأحمر التركي على طول الحدود السورية بحسب المديرية.أ.ف.ب
الى جانب اللاجئين، تؤوي تركيا مئات العسكريين السوريين المنشقين الذين التحق بعضهم بصفوف الجيش السوري الحر الذي يقاتل نظام دمشق.