تواصل الحراك السياسي الرامي إلى مواجهة التحديات التي يفرضها الملف السوري، حيث اكد وزير الخارجية التركي أحمد داود واغلو أمس أنه اتفق ورئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارازني على مواجهة اي محاولة لاستغلال الفراغ في السلطة في سوريا من قبل «جماعات متشددة»، في وقت كان هاتف نظيره الايراني علي أكبر صالحي، توازيا مع تدريبات عسكرية تركية على الحدود السورية.
وذكر بيان نشره موقع رئاسة أقليم كردستان العراق أمس أن اوغلو وبارزاني اتفقا على «التعاون والتنسيق في جهودهما لمساعدة الشعب السوري لتحقيق تطلعاته المشروعة لسوريا ديمقراطية حرة وتعددية». وقال البيان الذي صدر بعد لقاء داود اوغلو وبارزاني في اربيل عاصمة اقليم كردستان إن الجانبين اعربا عن«"قلق عميق ازاء عدم الاستقرار والفوضى التي تعم سوريا».
واضاف البيان إن داود اوغلو وبارزاني شددا على انه «سيتم النظر في أي محاولة لاستغلال الفراغ في السلطة من قبل أي جماعة أو تنظيم متشدد وأن أمرا كهذا يعتبر تهديدا مشتركا وينبغي معالجته بتنسيق مشترك». وتابع: «يجب ان تكون سوريا الجديدة خالية من المجموعات والمنظمات المتشددة والارهابية المتطرفة».
ورأى داود اوغلو وبارزاني ان الوضع في سوريا «خطير وكارثي، وتصرفات النظام السوري وسياسته في اثارة الصراع الطائفي والعرقي في تصاعد مستمر، والمستجدات في سوريا تمثل تهديدا للامن والاستقرار الاقليمي». كما اكدا «التزامهما بالانتقال السلمي السياسي في سوريا»، واتفقا على «التعاون والتنسيق في جهودهما بغية مساعدة الشعب السوري من اجل تحقيق تطلعاته المشروعة لسوريا ديمقراطية حرة وتعددية».
أوغلو وصالحي
إلى ذلك، تلقى وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي اتصالاً هاتفياً من نظيره التركي بحث خلاله الجانبان الأزمة في سوريا. وقالت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء إن صالحي تلقى اتصالاً هاتفياً من أوغلو حيث بحث الجانبان العلاقات المشتركة بين البلدين والأزمة في سوريا. وأضافت إن صالحي شدّد خلال الاتصال على «ضرورة حل الأزمة السورية عبر الحوار والطرق السلمية». وأشار إلى أن الحل يجب أن يكون «من دون تدخل القوى الخارجية في الشأن السوري».
تدريبات تركية
وبالتزامن، قالت وكالة «دوغان» التركية للانباء إن الجيش التركي أجرى تدريبات بالدبابات على الحدود السورية في استعراض للقوة يستهدف على ما يبدو الأكراد السوريين الذين تربطهم صلات بانفصاليين في تركيا ويقال إنهم يسيطرون على مناطق في سوريا. وافادت «دوغان» ان دبابات وبطاريات الصواريخ أجرت مناورات على بعد كيلومتر واحد من الحدود السورية في منطقة سوروج في إقليم سانلورفا الذي يقع على الجانب الآخر من إحدى البلدات السورية التي تردد أنها تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي السوري.
وأرسلت تركيا عربات مدرعة وبطاريات صواريخ إلى مناطق تقع على حدود المناطق الكردية في شمال سوريا، حيث تقول جماعات معارضة إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد تركت أراضي لجماعة حليفة لحزب العمال الكردستاني. ولم تظهر دلالة على أن القوات التركية ستعبر الحدود، لكن انقرة، العضو في حلف شمال الأطلسي، حذرت من أن أي هجوم ينشأ عن وجود لحزب العمال في شمال سوريا قد يعطيها مبررا للتدخل. وشنت أنقرة قصفا متكررا على شمال العراق الذي يديره الأكراد وأرسلت قوات إلى المنطقة التي توجد فيها معسكرات للحزب.
