في تحذير هو الأول من نوعه، وصف الاتحاد الأوروبي امس الأوضاع التي تشهدها سوريا، نتيجة القمع الذي تمارسه القوات الموالية للنظام، بأنها «مأساة إنسانية تعيد للأذهان تفكك يوغسلافيا السابقة في حروب البلقان»، في وقت أعلن أعلنت الولايات المتحدة أنها تسرّع الجهود لحمل الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي.

وقالت رئيسة معالجة الأزمات الدولية في الاتحاد الأوروبي كريستالينا جورجيفا في بيان امس ان القتال الذي يدور في أنحاء سوريا من مدينة لأخرى ومن بلدة لأخرى يعيد للأذهان تفكك يوغسلافيا في التسعينات. وأوضحت أن «سوريا تنزلق الى مأساة انسانية على نطاق واسع تعيد ذكريات مروعة عن يوغسلافيا السابقة». واضافت: «يجب منح المدنيين في سوريا امكانية مغادرة مناطق القتال بطريقة منظمة وآمنة بدون خوف على حياتهم». وقالت جورجيفا: «يجب منح المنظمات الإنسانية امكانية الوصول بسلام الى مناطق القتال للقيام بإجلاء الجرحى والمدنيين». واضافت: «اناشد المجتمع الدولي وبوجه خاص مجلس الأمن بالأمم المتحدة التركيز على الأزمة الإنسانية في سوريا ودعم ندائي لوقفات انسانية واحترام القانون الإنساني الدولي».

وأذاعت جورجيفا البيان في اليوم السابق لتولي فرنسا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن امس، والتي تخطط لطلب عقد اجتماع عاجل بشأن سوريا ربما على المستوى الوزاري، في محاولة لإنهاء الجمود الدبلوماسي ومنع اراقة مزيد من الدماء. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند انه سيحاول اقناع روسيا والصين بدعم مزيد من العقوبات رغم رفضهما ذلك حتى الآن. وأبرزت الحروب في يوغسلافيا السابقة فشل اوروبا في وقف العنف في فنائها الخلفي. وفي حرب البوسنة التي استمرت من 1992 الى 1995، قتل نحو 100 ألف شخص قبل ان تجبر الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي الأطراف على الجلوس الى مائدة التفاوض.

تسريع أميركي

إلى ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فينتريل ان الولايات المتحدة تسرّع الجهود لحمل الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي. وقال فينتريل رداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي عقده بوزارة الخارجية ان «الوضع خطير ونحن نشهد استمرار النظام باعتدائه على شعبه». وأضاف: «نحن مستمرون ونسّرع كل الجهود التي تبذل لحمل الأسد على التنحي في أقرب وقت ممكن».

وأوضح: «نحن بالتأكيد لا نستمر في العمل مع دول تشاطرنا الرأي عينه بشأن العقوبات، بل نعمل أيضاً على توفير الدعم للمعارضة وتوفير ملايين الدولارات للدعم الإنساني بغية مساعدة السوريين داخل سوريا، والذين فروا إلى خارجها، ومن الواضح ان مشاريع المحاسبة التي وضعناها مستمرة أيضاً».