حضت باريس أمس، على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس، المجتمع الدولي، وخاصة روسيا والصين، على التحرك لمنع وقوع مذبحة في مدينة حلب السورية، تزامنت مع نداء مماثل للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موجه للأسرة الدولية لوقف «المذبحة» في سوريا، في وقت اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دمشق بأنها وضعت عدة مناطق في شمال سوريا «في عهدة» حزب العمال الكردستاني، محذراً من أن بلاده ستلاحق عناصر الحزب داخل سوريا «في حال الضرورة».

وسئل وزير الخارجية الفرنسي خلال زيارة إلى وارسو عما إذا كان ينتابه قلق إزاء الوضع في حلب، فأجاب: «على بلدان العالم وبخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن أن تعمل معاً وتضطلع بمسؤولياتها».

وخص روسيا والصين بالذكر قائلاً: «نأمل أن تسمعا في النهائية الصرخات لا من شعب سوريا فحسب بل ومن بقية العالم والبلدان العربية من أجل وقف حمام الدم والمذبحة». وتزامنت دعوة فابيوس مع أخرى من قبل كي مون الذي دعا فيها الأسرة الدولية إلى استخلاص الدورس من مجزرة سربرينيتسا في البوسنة لوقف «المذبحة» في سوريا.

وقال كي مون للصحافيين: إن على المجتمع الدولي «تعلم دروس سربرينيتسا والتحرك لئلا تتكرر أوضاع مماثلة أبداً وأينما كان». واضاف: «الآن وقد تعلمنا رسالة سربرينيتسا، علينا القيام بكل شيء لوضع حد للمذبحة في سوريا».

أكراد أتراك

الى ذلك، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مقابلة مع قناة «كانال-24» إن نظام الرئيس بشار الاسد متركز في دمشق وفي جزء من منطقة اللاذقية ايضا، متهماً إياه بأنه وضع خمس محافظات «بعهدة المنظمة الإرهابية»، في اشارة الى حزب العمال الكردستاني. واضاف أن «هؤلاء يحاولون الآن ايجاد وضع يتفق مع مصالحهم عبر رفع صور زعيم المنظمة الارهابية الانفصالية»، في اشارة الى عبدالله اوجلان.

ورداً على سؤال عن إمكانية أن تستخدم تركيا حقها في مطاردة المقاتلين الاكراد حال الضرورة داخل الاراضي السورية اذا قاموا بعمل ما في تركيا، افاد اردوغان انه «أمر غير قابل للنقاش. هذا أكيد. هذه هي المهمة، وهذا ما يجب أن نفعله». واضاف ان هذا في نهاية المطاف «جزء من تغيير قواعدنا للاشتباك للجيش التركي حيال سوريا».

موقف بغداد

سياسيا ايضا، نفى الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ وقوف بلاده إلى جانب النظام، مطالبا بتغييره بـ«طريقة جذرية».

وقال الدباغ في تصريح صحافي: إن موقف الحكومة «ثابت ولم يتغير، ونحن مع الحرية لشعبنا الشقيق في سوريا، وأن يختار نظام الحكم وشكله والرئيس الذي يريده»، مشددا أن بلاده والمجتمع الدولي «يحاولان توفير الآلية والظروف التي تمكن السوريين من اختيار نظام الحكم الذي يريده». وأردف الدباغ: إن بلاده «ليست مع النظام الحالي الذي يجب تغييره بطريقة جذرية».

وكانت بغداد أعلنت رفضها لقرار الجامعة العربية الداعي إلى تنحي الأسد، مؤكدة أن القرار «سيادي وخاص بالسوريين».

اجتماع

 

انطلقت في الدوحة أمس أعمال الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري برئاسة عبد الباسط سيدا، وبحضور أكثر من أربعين عضوا وقياديا في التنظيم المعارض. وقال نائب رئيس المجلس محمد فاروق طيفور إن «الاجتماع سيستمر ليومين، ويأتي على رأس الموضوعات المطروحة الحكومة الانتقالية واستيعاب قوى المعارضة التي لم تدخل بعد في المجلس وإعادة هيكلة المجلس وتفعيل مؤسساته».