توجه 47 فلسطينياً من آباء وأمهات وزوجات 25 أسيراً من قطاع غزة فجر أمس لزيارة أبنائهم وذويهم في المعتقلات الإسرائيلية، وذلك للمرة الأولى منذ 6 سنوات واصل الاحتلال فيها حرمان الأسرى من لقاء ذويهم.
وانطلق الأهالي من أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غرب مدينة غزة في حافلات أقلتهم، إلى معبر بيت حانون شمال القطاع، ثم إلى زيارة أبنائهم وذويهم في عدد من المعتقلات الإسرائيلية، وذلك تنفيذاً للاتفاق الذي وقعه في 14 مايو الماضي قادة إضراب الأسرى مع مصلحة السجون الإسرائيلية، بعد معركة «أمعاء خاوية» استمرت 28 يوما.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قالت، في لقاء مع ذوي الأسرى وممثلي المؤسسات المعنية في غزة، بأنه تمت الموافقة من قبل السلطات الإسرائيلية على زيارة 47 من ذوي الأسرى لأبنائهم وعددهم 25 أسيراً، بشروط إسرائيلية عقب موافقة جهاز الشاباك الإسرائيلي، لافتةً إلى أنها «زيارة تجريبية»، ستليها زيارات أخرى في الأيام المقبلة لباقي أهالي الأسرى.
ويُعّد العدد المسموح له بالزيارة بعد 6 سنوات من توقف الزيارات قليلاً جدًا مقارنة بعدد أسرى القطاع البالغ نحو 450 أسيرًا. وتمنع إسرائيل ذوي أسرى غزة من زيارتهم منذ يونيو 2007.
من جهته، قال مدير مركز دراسات الأسرى في غزة رأفت حمدونة إن «الاحتلال ما زال ينتهك القانون الدولي الانساني بحق 475 معتقلا فلسطينيا من قطاع غزة لم تشملهم الزيارة تحت ذرائع وحجج غير مقبولة».
رحلة العمر
وفيما تغمرهم اللهفة والحنين لملاقاة أبنائهم وذويهم، انتظر عدد من ذوي الاسرى في مقر الصليب الاحمر قبل ساعة ونصف من الموعد المحدد للتجمع، ومنهم أمهات مسنات وآباء كبار في السن، بعضهم غير قادر على المشي.
كما حضر عدد من الاطفال وهم يحملون صورا لآبائهم الاسرى. وقد كتب على واحدة منها «الحرية للأسرى».
وقالت والدة الأسير محمد حمدية، المعتقل منذ 1989 والمتواجد بسجن ريمون، قبيل انطلاق الحافلة إنّ الفرحة تغمر قلبها في تلك الزيارة التي أسمتها «رحلة العمر» رغم كبر سنها و«عدم تحملها لإجراءات الاحتلال المشددة والانتظار الطويل» قبل رؤية ابنها.
فيما لم تتمالك الحاجة رابعة بدوي والدة الاسير عبد الحليم بدوي، وهي من سكان مخيم رفح للاجئين جنوب القطاع، نفسها من الفرح.
وقالت: «لأول مرة اشعر بطعم الفرحة.. سأرى ابني مع حلول شهر رمضان هذه فرحة كبيرة.. كنت اتمنى ان تصلني رسالة واحدة منه خلال الاعوام الستة الماضية التي حرمت فيها من رؤيته لأتأكد من انه لايزال على قيد الحياة».
بينما لم تتسع الفرحة قلب والدة الأسير إياد الجرجاوي فور وصولها إلى مقر الصليب الأحمر، قائلة: «شعوري لا يمكن وصفه فإنني سعيدة جداً لأني سأري ابني»، معتبرةً لحظة اللقاء هي أروع لحظة في حياتها، وخاصة عندما تحضنه بعد هذه الفترة من الغياب.
احتجاج
إلى ذلك، اعتصم عشرات الأطفال أمس، أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة رام الله، للمطالبة بالإفراج الفوري عن نظرائهم الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال.
وردد الأطفال المشاركون في الاعتصام شعارات تنادي بعدم قانونية اعتقال الأطفال، وهو ما يعتبر جريمة بحق الإنسانية.
الاحتلال يفرج عن رئيس «التشريعي» الفلسطيني الخميس
قال مكتب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك أمس إن السلطات الإسرائيلية قررت الإفراج عنه بعد غدٍ (الخميس).
وذكر المكتب، نقلا عن فادي القواسمي محامي الدويك، قوله إن المحكمة العسكرية في معتقل عوفر قررت قبول التماس عنه لعدم تمديد اعتقاله الإداري والإفراج عنه يوم الخميس المقبل مع انتهاء مدة حكمه الحالي.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل الدويك في 19 يناير الماضي على حاجز جبع، أثناء مغادرته رام الله، وصدر بحقه قرار بالاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر.
من جهة ثانية، زعم جهاز الأمن العام في اسرائيل انه ألقى القبض، بالتعاون مع جيش الاحتلال والشرطة في قرية حزما شمال القدس، قبل حوالي شهرين على خلية فلسطينية خططت لاختطاف جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
وبحسب زعم الإذاعة العبرية، فإن «هذه الخلية كانت تنوي اخفاء هذا الجندي في مغارة او شقة سرية ثم نقله الى اقارب أسرى فلسطينيين بارزين كأحمد سعدات ومروان البرغوثي، لقاء مبالغ من المال، ليستخدموه بدورهم اداة في المساومة على اطلاق سراح ذويهم»، على حد زعمها. وافادت الإذاعة العبرية ان «رجب صلاح الدين، البالغ من العمر اثنين وخمسين عاما، ترأس هذه الخلية، التي ضمت ايضا نصيف سعيد، واتضح خلال التحقيق ان الخلية حاولت عدة مرات اختطاف جنود في منطقة معاليه ادوميم، كما اتضح انه في اعقاب فشل هذه المحاولات؛ خططت الخلية لارتكاب عملية اختطاف الجندي داخل الخط الأخضر على الطريق بين القدس وتل ابيب».
