تحت عنوان «الرئيس المسموم»، نشرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية تقريراً تخطّى ما يمكن وصفه «الخطوط الحمراء» في إسرائيل، وتناول أمر التحقيقات الإعلامية العربية بشأن اغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، مشيرة إلى أن تل أبيب حاولت اغتياله 40 قبل ان تنجح في تسميمه العام 2004.

وتساءلت «يديعوت احرونوت»: «هل اغتالت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أبو عمار بالسم؟ وهل سيمر وقت طويل جداً حتى نحصل على إجابة حاسمة لهذا السؤال الذي بات الأكثر انتشاراً هذه الأيام؟».

وأجابت: «لكن المؤكد هنا ان إسرائيل وأجهزتها الأمنية بذلت طيلة العقود الماضية جهوداً كبيرة لاغتيال أبو عمار زعيم منظمة التحرير الفلسطينية».

ونشر ملحق «7 أيام» الأسبوعي، الصادر عن صحيفة «يديعوت احرونوت»، أمس تحقيقاً مطولاً تناول فيه المحاولات الإسرائيلية لاغتيال عرفات «حتى جاء دور الحالة المرضية الغامضة التي وضعت حداً لحياته»، بحسب تعبير الملحق الأسبوعي.

وتناول الصحافي رون برغمان مُعد التحقيق، الذي حمل عنوان «الهدف أو المسموم»، وبالتفصيل قصة عرفات وصراعه مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي لم تنجح في اغتياله رغم محاولاتها.

محاولات فاشلة

وتقول الصحيفة: «تفاخر ياسر عرفات في أحد اللقاءات الصحافية معه بنجاته من أكثر من 40 محاولة اغتيال، إضافة إلى عشرات المرات التي نجا فيها من الموت المحقق سواء في أرض المعركة أو في حوادث، وهناك منطق بالاعتقاد بأنه ليس هناك أدنى شك بأن عرفات كان هدفاً لعدد كبير جداً من محاولات الاغتيال ولسبب ما نجا منها دائماً»، على حد وصفه.

وتضيف: «لعرفات الكثير من الأرواح.. هكذا يقول ضابط استخبارات إسرائيلي رفيع، واستمر هذا الوضع كما هو مفهوم حتى نوفمبر 2004 حيث وضع مرض غامض حد لحياة أبو عمار». وتتابع: «مع الاحترام لتحقيق قناة الجزيرة، فإن الحقيقة انه لم يوفر دليلاً قاطعاً وثابتاً يشير إلى اغتيال عرفات، وبكل تأكيد لم يشر التحقيق إلى عنوان دقيق خرج منه الشخص أو الأشخاص الذين اغتالوه، وليس هناك ما يزعج الفلسطينيين بالقول ان المخابرات الإسرائيلية دست السم للرئيس.

ولكن ورغم الضبابية التي تلف قضية موته، ليس هناك شك ان إسرائيل حاولت أكثر من مرة اغتياله وكان جزءاً من هذه المحاولات خلاقاً وإبداعياً بشكل خاص، وشملت المحاولات الإسرائيلية استخدام جناة وخارجين عن القانون من سوريا وصولاً إلى المظاريف المفخخة، وعلى الأقل انتهت محاولة واحدة (عملية الكرامة) بمأساة، وفي بعض الأحيان انتقلت المخابرات الإسرائيلية حالة من الغرابة الحقيقة مثل محاولة اغتيال عرفات بواسطة عميل فلسطيني خضع لحالة من التنويم المغناطيسي».