تعيش العاصمة المــصرية القاهرة اليوم على وقع التظاهرات المنــقسمة إلى شطرين، الأول ساحته ميدان التحرير في مليونية دعت إليها العديد من القوى السياسية والثورية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين تأييدا لقرار الرئيس محمد مرسي بإبطال حل مجلس الشعب، واحتجاجا على حكم المحــكمة الدستورية بوقف قرار إعادة البرلمان، فيما يحتشد أنصار المرشح الرئاسي الخاسر الفريق أحمد شفيق في منطقة «المنصة» بمدينة نصر.

وعلى وقع انقسام حاد تعيشه الساحة السياسية المصرية في خلال الأيام الماضية على خلفية صراع وسجال كانت ساحته القضاء، دعت العديد من القوى السياسية والثورة في مصر، في مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين للتظاهر اليوم في ميدان التحرير للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، واصفين إياه بـ«المكبل» الذي يقلص من صــــلاحيات الرئيس محمد مرسي ويترك ذراعًا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أدار شؤون البلاد خلال المرحلة الانتــقالية منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك. كما سيعبرون عن رفضهم لقرار المحكمة الدستورية العليا الخاص بإلغاء قرار الرئيس الخاص بعودة مجلس الشعب، مشككين في «مدى نزاهة الحكم»، ومدى صلاحية الدستورية العليا في ذلك.

من جانبه، قال القيادي في حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين محمد عماد الدين إن حزبه سيشرع في اعتصام مفتوح عقب التظاهرة احتجاجا على قرار المحكمة الدستورية العليا، واصفا المحكمة بأنها «غير ذات صلة بالموضوع في الأساس»، مشيرا إلى أن حزبه دعا كافة ميادين مصر للتظاهر احتجاجا على القرار. وقال عماد الدين إن حزبه يدعو لما سماه «تطهير القضاء».

ومن بين أبرز القوى المشاركة في التظاهرة كل من جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي وحزب الوسط وحزب البناء والتنمية الجناح السياسي للجماعة الإسلامية، وحركة شباب 6 إبريل وائتلاف شباب الثورة واتحاد شباب الثورة ومجلس أمناء الثورة وغيرها من القوى السياسية والشبابية الأخرى.

تظاهرات مضادة

في موازاة ذلك، ينظم أنصار المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق تظاهرة موازية أمام المنصــة في مدينة نصر لإعلان تأييدهم لقرار المحكمة الدستورية العليا، ورفضهم لقرار مرسي بعودة البرلمان، فضلا على تعبيرهم عن رفضهم للرئيس نفــسه وكافة فصائل تيار الإسلام السياسي.

ويؤكد ثوار المنصة على احترامهم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وتأييدهم له رافضين حملات التشكيك والتخوين التي يواجهها مـــن عدد من القـــوى الســياسية والثورية الأخرى. يأتي ذلك التباين في ظل حـــالة من الاستقطاب الحاد التي تشهده الساحة السياسية بشكل عام.