كشفت مصادر فلسطينية، أمس، عن أن الجمعيات الاستيطانية الإسرائيلية سرّعت، وبتفويض من حكومة الاحتلال، في الأيام الماضية وتيرة المشاريع الاستيطانية على تخوم المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة تنفيذاً لمخططات لإقامة حدائق ومتاحف وكنس ومراكز دينية، من خلال القيام بأعمال حفريات في سرية تامة، لإتمام شبكة الأنفاق الممتدة تحت «الأقصى» والبلدة القديمة والتمهيد لهدم تل «باب المغاربة» ضمن ما يسمى مخطط استحداث ساحة البراق، في حين صدر موقف سلبي من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا برفضها عضوية فلسطين.

وأفادت المصادر أن ما يسمى جمعية «العاد» الاستيطانية وشركة «صندوق حفظ إرث المبكى»، التابعة لمكتب رئيس حكومة الاحتلال، تنفذ، وبالتنسيق مع سلطة الآثار الصهيونية، مشاريع المراكز التهويدية الهادفة لفرض الأمر الواقع، وطمس التاريخ العربي والإسلامي من مشارف «الأقصى»، كمقدمة لمخطط إقامة سبعة أبنية تعرف بـ«مرافق الهيكل» تمهيداً لبناء الهيكل المزعوم.

وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إنه وامتداداً لهذه المشاريع، تشهد ساحة البراق و«باب المغاربة» أعمالاً متواصلة لمشاريع بنى تحتية وحفريات سرية لإقامة مبنى مؤلف من سبعة طوابق بمساحة ثلاثة آلاف متر مربع أطلق عليه اسم «مركز كيدم».

وأفاد مركز معلومات وادي حلوة بسلوان بأن «الحفريات في مدخل حي وادي حلوة بسلوان جنوب المسجد الأقصى مستمرة لربط ما يسمى بمدينة داود بشبكة الأنفاق الممتدة تحت الأقصى، والمؤدية لساحة البراق بمخطط بيت الجوهر الذي سيقام قبالة باب المغاربة، حيث سيقام متحف للتراث اليهودي بمساحة 160 ألف متر مربع، ومركز تهويدي تحت الأرض باسم متحف ضوئي سمعي يروج بالصوت والصورة للتاريخ اليهودي والهيكل المزعوم». وأوضح المركز أن دولة الاحتلال شرعت في الوقت ذاته في تنفيذ مشاريع تهويدية للعقارات والمقدسات خطط لها منذ عشرات الأعوام.

احتلال الخليل

في موازاة ذلك، كثفت قوات الاحتلال من تواجد دورياتها وحواجزها العسكرية أمس في بلدات وقرى محافظة الخليل، ما جعلها بمثابة ثكنة عسكرية للاحتلال.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال أقامت العديد من الحواجز العسكرية على مداخل المحافظة، كما وضعت قوات مكعبات اسمنتية على الطريق الواصل بين قرية الرماضين وبلدة الظاهرية أقصى جنوب الخليل، وتواجدت دورياتها بشكل مكثف في عدة أحياء من المدينة.

عباس يجدد

إلى ذلك، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مجدداً، على ضرورة تجميد الاستيطان، وذلك في مقابلة بثتها القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي مساء السبت. وقال إن الفلسطينيين سيستأنفون محاولاتهم للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية ما لم تمض مفاوضات السلام مع إسرائيل قدماً.

رفض عضوية

بالمقابل، رحبت إسرائيل بقرار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا رفض قبول فلسطين بصفة مراقب فيها، فيما صوتت تركيا ضد الطلب الفلسطيني الأمر الذي اعتبرته الدولة العبرية مؤشراً على اهتمام أنقرة بإنهاء الأزمة الدبلوماسية معها.

بينما أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، ضرورة أن تتحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولياتها، في ما يتعلق بملف الاستيطان في الأراضي المحتلة.