طالبت السلطة الفلسطينية امس بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على غرار لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، واكدت انها لا تمانع فحص رفات الزعيم الراحل وأوضحت انه لا يوجد اي سبب ديني او سياسي يمنع اعادة البحث في هذا الموضوع بما في ذلك فحص الرفات من قبل جهة علمية وطبية موثوقة وبناء على طلب وموافقة افراد عائلته، بينما نفى مسؤول إسرائيلي التلميحات التي تشير إلى أن إسرائيل ربما سممت عرفات بمادة البولونيوم المشعة.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «ندعو الى تشكيل لجنة تحقيق دولية على غرار لجنة التحقيق الدولية التي شكلت حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري»، مضيفا «ندعو العالم للتعامل مع هذا الملف بالجدية المطلوبة خاصة على ضوء ما كشفته قناة الجزيرة الفضائية والذي نثمنه عاليا».

واكد عريقات على ان المسألة «تتطلب التحقيق بشكل جدي وتوفير كل الامكانيات المطلوبة للجنة التحقيق الدولية للوصول الى نتائج وإعلان نتائج التحقيق بشكل علني ومعرفة من اغتال رئيس الشعب الفلسطيني الراحل ياسر عرفات».

وشدد على أن التخلص من الرئيس عرفات كان سياسيا بامتياز، مذكّرا بتصريحات إسرائيلية تعود إلى عام 2002 تعتبر عرفات عقبة في طريق السلام وتدعو إلى التخلص منه. كما تحدث عن تقصير في عمل لجان التحقيق الفلسطينية السابقة، ودعا إلى مراجعة الفترة التي حوصر فيها عرفات في مقر الرئاسة برام الله.

فحص الرفات

من جهته اعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة امس تعقيبا على التقرير الذي بثته قناة الجزيرة، ان السلطة الفلسطينية لا تمانع فحص رفات الزعيم الفلسطيني الراحل الذي توفي بمرض غامض حتى الان. واكد «ان الرئيس محمود عباس اصدر تعليماته للجنة التحقيق في استشهاد الرئيس ياسر عرفات عقب تقرير الجزيرة بمتابعة جميع المعلومات والتقارير التي تتعلق بهذا الموضوع، والاستعانة بالخبرات العربية والدولية العلمية للوقوف على حقيقة اسباب مرض واستشهاد الرئيس الراحل».

وقال ابو ردينة إن «السلطة وكما كانت على الدوام على استعداد كامل للتعاون وتقديم جميع التسهيلات للكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مرض واستشهاد الرئيس الراحل»، موضحا انه «لا يوجد اي سبب ديني او سياسي يمنع او يحول دون إعادة البحث في هذا الموضوع بما في ذلك فحص رفات الرئيس الراحل من قبل جهة علمية وطبية موثوقة وبناء على طلب وموافقة أفراد عائلته».

تعهد بمتابعة القضية

وأضاف «ان القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس عباس تعهدت بمتابعة موضوع اسباب مرض واستشهاد الرئيس الراحل، من اجل الوقوف على الحقيقة التي تقطع الشك باليقين بهذا الشأن، واتخاذ كافة الإجراءات لمتابعته». وأشار إلى انه «ما زال استشهاد الرئيس الراحل عرفات يشغل الرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي، لما له من اهمية قصوى نابعة من اهمية باعث اسم فلسطين ورمزها وقائد نضال شعبها على امتداد اربعة عقود على طريق الحرية والاستقلال».

بدورها، طالبت حركة حماس بتشكيل لجنة وطنية عليا لاستكمال التحقيق في وفاة عرفات. ودعا القيادي في حماس إسماعيل رضوان، إلى توفير كافة متطلبات التحقيق للكشف عن المتورطين عن جريمة قتل عرفات، محملاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية.

نفي إسرائيلي

إلى ذلك نفى مسؤول إسرائيلي أمس التلميحات التي تشير إلى أن إسرائيل ربما سممت عرفات بمادة البولونيوم المشعة.

وزعم المسؤول الإسرائيلي، الذي رفض ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية: «التقرير لا أساس له، وأذكركم بأن الجانب الإسرائيلي لم يكن الطرف الذي قرر حجب التقارير الطبية لعرفات».

وأظهرت استنتاجات تحاليل اجريت في مختبر في سويسرا ونقلتها قناة الجزيرة القطرية الفضائية الثلاثاء في برنامج وثائقي ان ياسر عرفات قد يكون قضى مسموما بمادة البولونيوم المشعة.

وكانت سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل قد دعت اول من أمس في لقاء مع الجزيرة إلى استخراج رفاته المدفونة في رام الله لأخذ عينات منها، بما قد يساعد بشكل حاسم على تحديد سبب وفاة زوجها.