اعتبر مساعد الرئيس السوداني د.نافع علي نافع، ما يحدث من تظاهرات في بلاده مؤامرة صهيونية أميركية، وذلك بعد 17 يوماً من اندلاع حركة الاحتجاجات في هذا البلد ضد إجراءات التقشف التي أعلنت عنها حكومة الخرطوم والذي رافق ارتفاع في الأسعار في وقت دعا فيه ناشطون إلى تظاهر بعد غد تحت شعار «جمعة شذاذ الآفاق»، تزامنا مع دعوات اطلقتها المعارضة للحركات المسلحة المتمردة للتحالف معها من أجل العمل على اسقاط نظام الرئيس عمر البشير.
ورغم انحسار نسبي للمظاهرات خلال الأيام الأخيرة فإن الاحتجاجات لا تزال مستمرة في معظم المناطق السودانية بعد جمعة «لحس الكوع»، التي عرفت صدامات عنيفة بين الشرطة والمحتجين أسفرت عن اعتقال ما يزيد عن ألف متظاهر. وعلى الرغم من نفي الشرطة السودانية مراراً، استعمال القوة المفرطة ضد المحتجين، إلا أن الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات تقول إن 1000 شخص اعتقلوا منذ بدء الاحتجاجات، وتتحدث بعض مصادر المعارضة عن تعرض بعضهم للتعذيب على يد الأمن السوداني، كما جرى الحديث أيضاً عن إصابات بالذخيرة والرصاص المطاطي.
وفيما تجري تحضيرات لمسيرات تضامنية مع الاحتجاجات خارج السودان، انتظمت مسيرات خلال الأيام الأخيرة في أكثر من 20 مدينة حول العالم، توجهت إلى السفارات السودانية في واشنطن ولندن وباريس وبرلين والقاهرة وعواصم أخرى. في الأثناء، دعا ناشطون مجدداً إلى جمعة أطلق عليها بعضهم «جمعة شذاذ الآفاق»، في رد على وصف الرئيس السوداني عمر حسن البشير للمتظاهرين بشذاذ الآفاق.
تحالف
في غضون ذلك، دعت المعارضة السودانية الحركات المسلحة المتمردة للتحالف معها من أجل العمل على اسقاط نظام الرئيس عمر البشير واكدت ان الحل للازمة التي يعيشها السودان لا يكون الا بزوال الحكومة الحالية باعتبارها السبب الرئيسي فيها، في وقت يتم فيه اليوم الاربعاء التوقيع علي وثيقة البديل الديمقراطي التي وضعها تحالف المعارضة كبديل للحكومة الحالية وتتضمن دستورا وفترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات.
ورسم الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني القيادي بتحالف المعارضة يوسف حسين صورة قاتمة للأوضاع في السودان وقال في مؤتمر صحافي عقده بالخرطوم ان ما يمر به السودان ليس فجوة غذائية او عجزا يمكن تعويضه وانما هو ازمة وانهيار اقتصادي شامل، مشيرا لارتفاع نسبة التضخم التي تجاوزت الـ: 30في المئة، محذرا من ذلك الارتفاع سيضاعف من معاناة المواطن خاصة بعد تدني قيمة الجنيه مقابل الدولار، بقوله:« إذا تجاوز التضخم تلك النسبة سيعقبه الطوفان». وأكد حسين ان الاحتجاجات والتظاهرات التي شهدها السودان خلال الاسبوعين الماضيين ضد اجراءات التقشف التي فرضتها الحكومة مؤخرا وزيادة الاسعار سيتواصل باعتبار ان الاثار التي المترتبة على تلك الزيادات ستتزايد.
موضحاً أن ما اتخذته الحكومة من إجراءات لمعالجة الأزمة كان بغرض قطع الطريق امام الاحتجاجات حتى تصبح انتفاضة شعبية شاملة إلى ذلك من المنتظر أن تنظم شبكة الصحافيين السودانيين اليوم وقفة احتجاجية امام مقر مفوضية حقوق الانسان بالخرطوم ضد التضييق على الحريات واغلاق ومصادرة الصحف واعتقال الصحافيين .
تجدد الاشتباكات
على صعيد آخر، تجددت الاشتباكات بالنيل الأزرق ،وقالت القوات المسلحة السودانية إنها صدت أول من أمس هجوما جديدا لقوات الجيش الشعبي في منطقة ديم منصور جنوب مدينة الكرمك بولاية النيل الأزرق، في حين جددت اتهامها لدولة جنوب السودان بدعم متمردين سودانيين. وقال الناطق باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد أن الجيش السوداني تمكن من قتل قائد القوات المهاجمة وهو برتبة رائد، إضافة إلى تكبيد هذه القوات خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
وجدد الصوارمي اتهام الخرطوم لجوبا بالاستمرار في دعم المتمردين السودانيين على الرغم من استمرار المباحثات بين البلدين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بشأن ترتيبات عدم دعم المتمردين في كليهما. وأكد الناطق العسكري وجود مؤشرات حقيقية تعزز اتهام بلاده لدولة الجنوب بدعم متمردين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، مشدداً أن القوات المسلحة ترصد كل تحركات المتمردين في النيل الأزرق وجنوب كردفان.
اتفاق
وقعت الخرطوم مع منظمة الأمم المتحدة اتفاقية في إطار مساعدات المنظمة الدولية الإنمائية للبلاد للفترة من 2013إلى 2016 بقيمة ملياري دولار. وقع الوثيقة النهائية لإطار المساعدات في الخرطوم وزيرة التعاون الدولي إشراقه سيد محمود نيابة عن الحكومة السودانية، فيما وقعه عن الأمم المتحدة المنسق المقيم للشؤون التنموية والإنسانية في السودان علي حسن الزعتري. ودعت الوزيرة إلى التفكير بشأن الشراكة مع الأمم المتحدة خلال هذه المرحلة المهمة التي يمر بها السودان.
