أعلنت الرئاسية المصرية أنها ستحدد اليوم، الجهة التي سيؤدي الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي أمامها قسم اليمين الدستورية، مشيرة إلى أن البحث لا يزال جاريا في هذا الشأن للوصول إلى حل يرضي القوى السياسية ويتفق مع صحيح القانون، نافية اجراءات أي لقاءات بين مرسي ود. محمد البرادعي بشأن توليه رئاسة الحكومة، فيما لا يزال المتظاهرون يواصلون الاعتصام في ميدان التحرير لإلغاء الإعلان الدستوري المكمل والتراجع عن حل البرلمان.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، عن ياسر علي الناطق باسم الرئيس المنتخب محمد مرسي قوله إن الرئاسة ستصدر اليوم الخميس، بياناً بشأن الصورة التي سيؤدي بها مرسي اليمين الدستورية لتولي المنصب. وأضاف أن هذا الموضوع لايزال تحت البحث والدراسة، مشيراً إلى أن هناك حواراً يجري حالياً للتوصل إلى حل يرضي القوى الوطنية ويتفق في نفس الوقت مع صحيح القانون.
وحول المشاورات الجارية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، قال علي إن ما تم الإستقرار عليه حتى الآن هو أن تتولى رئاسة الوزارة شخصية وطنية مستقلة، حيث إن هناك عدداً من الأسماء المطروحة ولكن لم يتم الإستقرار على أي منها حتى الآن.
ونفى القائم بأعمال الناطق باسم الرئاسة ما تردَّد بشأن احتفاظ المجلس العسكري بحق تعيين من يتولون الوزارات السيادية، وما تردَّد عن تخصيص نسبة 30 في المئة من المقاعد الوزارية لحزب الحرية والعدالة، مؤكداً أن كل ما يدور من كلام في هذا الشأن هو من قبيل التخمينات الصحفية التي ليس لها أساس من الصحة.
كما نفى أن يكون الرئيس المنتخب عقد اجتماعاً أمس مع المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، مشيراً إلى أن آخر اتصال بينهما كان صباح السبت الماضي قبل إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسية لدعوته لحضور اجتماع القوى الوطنية التي وقعت على بيان الخروج من الأزمة، غير أن البرادعي فضّل محاولة الحديث مع المجلس العسكري في هذا الإطار.
وتُمثِّل كيفية أداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية لتولي المصب الرفيع رسمياً، لغطاً على الساحة السياسية حيث يؤكد القانونيون وعدد من النشطاء السياسيين أن يتم تأدية اليمين أمام هيئة المحكمة الدستورية العُليا وفقاً لما جاء في الإعلان الدستوري المُكمِّل الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأسبوع الماضي.
وفي المقابل، يرفض نشطاء آخرون وقادة من حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها الرئيس المنتخب، أداء اليمين الدستورية أمام هيئة المحكمة باعتبار ذلك يمثِّل إعترافاً ضمنياً بحكم قضائي أصدرته بحل مجلس الشعب (البرلمان) والذي كان من المفترض أن يتم أداء اليمين أمامه.
صلاحيات مطلقة
في موازاة ذلك، كشفت مصادر مقربة من الدبلوماسي السابق د. محمد البرادعي عن «مشاورات جدية» مع البرادعي حول توليه منصب رئيس الوزراء وتشكيل حكومة ائتلاف وطني. وأوضحت المصادر أن البرادعي اشترط لقبوله تشكيل الحكومة الجديدة أن تكون حكومة تكنوقراط، تشمل وزراء متخصصين وليسوا حزبيين، لوضع خطة شاملة قادرة على إنقاذ البلاد من المأزق الحالي، ووضع إجراءات فورية وعاجلة لتحقيق الحد الأدنى من مطالب المصريين في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
وأشارت المصادر إلى أن البرادعي طالب بتحديد صلاحيات واضحة لمنصب رئيس الوزراء، وألا يكون مجرد منصب شرفي بلا صلاحيات، مؤكدة أن البرادعي لن يقبل أي منصب إلا في وجود صلاحيات واسعة تمكنه من تطبيق أفكاره وأطروحاته للوضع الحالي.
وكشفت المصادر أن البرادعي اشترط حال قبوله لمنصب رئيس الوزراء ألا يضم التشكيل الوزاري الجديد سوى مقعدين لجماعة الإخوان المسلمين ومقعدا واحدا للسلفيين، على أن يكون بقية الوزراء من التكنوقراط والمتخصصين ولا ينتمون لأى أحزاب سياسية.
اعتصامات التحرير
في هذه الأجواء، يواصل المتظاهرون في ميدان التحرير اعتصامهم لليوم الثامن، للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، والتراجع عن حل البرلمان المنتخب. وأكد عدد من المعتصمين استمرارهم لحين تحقيق بقية مطالبهم بعد أن أصدرت محكمة القضاء الإداري حكما بإلغاء قرار الضبطية القضائية لرجال الشرطة العسكرية والاستخبارات الحربية؛ حيث لم يتبق سوى الغاء الإعلان الدستوري المكمل وتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب مع إعطائه كافة الصلاحيات، وإلغاء قرار حل مجلس الشعب، بالإضافة الى عدم المساس بالجمعية التأسيسية المنتخبة لإعداد الدستور.
لا نية لفض الاعتصام
ومن جانبه، أكّد قيادي في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، عدم وجود اتجاه لفض الاعتصام المتواصل في الميدان للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري المُكمل وحل مجلس الشعب. وشدّد عضو الهيئة العُليا في الحزب محسن راضي على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» على أن آلاف المعتصمين في الميدان مستمرون في اعتصامهم حتى تتحقق كافة المطالب. وأردف القول: «مستمرون حتى لا يتحكم العسكر في إدارة شؤون البلاد بعد 30 يونيو الجاري».
مخاوف من التراجع
في غضون ذلك، يبدي بعض القوى الثورية قلقه من انسحاب جماعة الإخوان المسلمين من الاعتصام، رغم نفيها ذلك.
يقول الناطق باسم حركة «شباب 6 إبريل» طارق الخولي إن الحركة فوجئت بتراجع أعداد المعتصمين بصورة كبيرة، وغياب جماعة الإخوان المسلمين بصورة واضحة، الأمر الذي عزّز شائعات انسحابهم من الميدان، وهدد الاصطفاف الوطني، وجعل البعض يناقش فكرة قطع العلاقات السياسية مع الجماعة من جديد، وخاصة أن الأعداد تراجعت بصورة واضحة وذلك عقب فوز د. مرسي.
وأعطت حركة «شباب 6 إبريل» للجماعة مهلة 48 ساعة للعودة إلى الميدان مجددًا، والالتزام بعهدها على مواصلة الاعتصام حتى إلغاء الإعلان الدستوري المكمل وإعادة انعقاد البرلمان مرة أخرى. يأتي ذلك في الوقت الذي نفت فيه الجماعة رسميًا تلك الشائعات، مؤكدة أن أنصارها متواجدون في الميدان، وستتزايد أعدادهم بصورة كبيرة خلال الأيام القليلة المقبلة أيضًا، ملقية باللوم على القوى السياسية التي لم تشارك في الاعتصام الأمر الذي أظهر الأعداد قليلة.
لقاء
أكدت مصادر مطلعة في مطار القاهرة أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستصل مصر السبت المقبل في أول زيارة لمسؤولة أميركية ودولية لمصر عقب فوز د. محمد مرسي بالرئاسة.
وكشفت المصادر عن أن تعليمات أفادت بوصول كلينتون على متن طائرة خاصة بصحبة وفد أميركي للقاء مرسي وعدد من المسؤولين في أول لقاء رسمي بين مسؤول أميركي وأجنبي مع مرسي عقب توليه الرئاسة رسميا على أن تغادر مصر في اليوم الثاني من يوليو حيث ستبحث مستقبل العلاقات المصرية الأميركية والتأكيد على التزام مصر باتفاقية السلام مع إسرائيل والالتزام بحرية العقيدة للأقباط.
