عقد مجلس الأمن الدولي مساء أمس جلسة خصّصت لبحث مستقبل بعثة المراقبين الدوليين الذين علقوا عملهم في سوريا الأسبوع الماضي نتيجة تصاعد وتيرة العنف.. في حين أبدت الحكومة السورية استعدادها لإخراج المدنيين المحاصرين داخل مدينة حمص دون قيد أو شرط، ومن أي ممر يؤدى لإنقاذهم، متهمة من وصفتهم بـ «مجموعة إرهابية مسلحة» بعرقلة خروجهم من المدينة، التي أنّت طوال ساعات نهار أمس من القصف المدفعي على أحيائها التي باتت بحسب إفادات موثقة تعيش أوضاعاً إنسانية مزرية.
واستمرت الاشتباكات العنيفة والقصف على ريف دمشق ومدينة حمص حيث يحاصر آلاف المدنيين، حيث قتل نحو 20 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان «استمرار القصف المروع على أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء من حمص القديمة والقرابيص في حمص».
وتوجه المرصد إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس مجلس الأمن وكل منظمات حقوق الإنسان من أجل «اتخاذ الإجراءات كافة التي توقف عمليات القتل الممنهج التي يتعرض لها الشعب السوري في حمص». وذكّر البيان بوجود «أكثر من ألف عائلة (في حمص) ممن منعهم استمرار القصف والعمليات العسكرية من مغادرة بيوتهم وأحيائهم ويعيشون الآن في ظروف إنسانية مزرية».
وكانت السلطات السورية، اتهمت في بيان صادر عن وزارة الخارجية، من وصفتها بـ «مجموعة إرهابية مسلحة» بعرقلة خروج المواطنين المحاصرين تحت القصف من حمص، مؤكدة أنها بذلت كل مساعيها مع المراقبين الدوليين لإخراجهم إلى أماكن آمنة.
وأفاد البيان الوزاري السوري أن السلطات «قامت منذ أسبوع ببذل كل جهد لإخراج المواطنين الأبرياء من المناطق التي توجد فيها المجموعات المسلحة في حمص إلى أماكن آمنة»، عبر اتصالات مع قيادة المراقبين الدوليين من أجل تسهيل خروج هؤلاء المواطنين، «لكن مساعي بعثة المراقبين لم تنجح في تحقيق هذا الهدف بسبب عرقلة المجموعات المسلحة لجهودها».
وقال مصدر مسؤول في الخارجية إن هذه «المجموعات المسلحة تريد تمرير الوقت لتحقيق مكاسب إعلامية رخيصة وضغطا عالميا على سوريا وتوجيه الاتهامات الباطلة إلى الحكومة بإعاقة خروج هؤلاء المواطنين»، متهمة «المجموعات الإرهابية»، بحسب وصفها، باستخدام «المواطنين الأبرياء دروعا بشرية».
وترافق القصف على حمص مع اشتباكات عنيفة في محيط حي بابا عمرو الذي سيطرت عليه قوات النظام في مطلع مارس بعد شهر من القصف والحصار، وبعد أن تحول رمزا لمناهضة نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال قائد كتيبة في الجيش السوري الحر ناصر نهار إن المعارك قاسية. وأضاف: «ما زلنا نقاتل لكننا لم ندخل بابا عمرو بعد»، موضحاً أن الهدف هو استعادة الحي. كما وقعت اشتباكات بعد منتصف الليل في محيط بعض أحياء حمص المحاصرة أسفرت عن مقتل جندي من القوات النظامية.
أما مدينة الرستن فتتعرض لقصف بالطائرات الحوامة من القوات النظامية التي تحاول السيطرة على المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ شهر فبراير. وقتل ثلاثة مواطنين في إطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية لحي الجورة في مدينة الزور. وفي حماة، أكدت اللجان أن جيش النظام أعدم أربعة طلاب في سهل الغاب ذبحاً بالسكاكين.
حرائق أنابيب نفط
إلى ذلك، أشار المرصد إلى انفجار في أنبوب نفطي يمر في منطقة حمص لم تعرف أسبابه. كما اشتعلت النار في أنبوب نفط يمر في بلدة القورة في محافظة دير الزور نتيجة إقدام مجهولين على تفجيره.
في مدينة حلب (شمال)، قتل مواطن اثر إصابته بإطلاق رصاص عند منتصف ليل الاثنين الثلاثاء أثناء مشاركته في تظاهرة ليلية في حي السكري. وقتل مقاتل معارض في منطقة اعزاز في محافظة حلب اثر اشتباكات مع القوات النظامية. في محافظة إدلب (شمال غرب)، أفيد عن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في قرية واقعة على الحدود السورية التركية.
في ريف دمشق، ارتفع عدد القتلى إلى خمسة، بينهم طفل، نتيجة القصف العنيف وإطلاق النار الذي تشهده أحياء عدة في مدينة دوما التي تتعرض للقصف منذ أكثر من ستة أيام.
