استشهد ثلاثة مقاومين فلسطينيين في اشتباك مسلح قرب معبر كرم أبوسالم جنوبي قطاع غزة، في حين استشهد آخران في غارة جوية ليلية على بلدة بيت حانون (شمال) القطاع.. فيما استشهد آخران بغارة جوية سبقتها غارتان ليليتان على مدينة رفح (جنوباً) أدت إلى إصابة خمسة فلسطينيين بجروح من بينهم طفلة ووالدتها.
وذكرت الإذاعة إسرائيلية أن ثلاثة عناصر تسللوا فجر أمس من قطاع غزة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948، حيث دار اشتباك معها أسفر عن استشهاد المقاومين الثلاثة، موضحة أن الاشتباك أسفر أيضا عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخر بجروح، ومشيرة إلى أن قوات الاحتلال تبحث عن ثلاثة أو أربعة مسلحين.
تأهب ومزاعم
وأعلن جيش الاحتلال حالة التأهب في مناطق: كاديش بارنيا ونيتسانا وبير ميلخا، وهي ثلاث قرى حدودية قريبة جدا من مكان الاشتباك. وقالت الناطقة باسم جيش الاحتلال افيتال ليبوفيتش ان الهجوم الفدائي وقع في منطقة «تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود مع غزة، حيث قام المسلحون بتفجير عبوات ناسفة باستخدام بنادق كلاشينكوف وقذائف آر.بي.جي». وأشارت الى أن «القذائف لم تصل الى السيارات، لكن أصيبت سيارة بنيران العبوة الناسفة والبندقية وانقلبت الى حفرة قريبة» ما أدى الى مقتل إسرائيلي. وقالت: «وجدنا أنهم حملوا معهم ألبسة عسكرية وسترات واقية من الرصاص وخوذات وقنابل يدوية وبنادق كلاشينكوف»، مشيرة الى ان هذه الاشياء تتشابه مع تلك التي حملتها المجموعة التي شنت هجمات على إسرائيل في اغسطس الماضي.
وبُعيد الحادث، دعا كل من نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شاؤول موفاز ووزير الحرب ايهود باراك «المسؤولين المصريين الجدد» الى السيطرة على الوضع في سيناء.
وقال موفاز للاذاعة العسكرية: «لا شك ان الوضع في صحراء سيناء اصبح مشكلة امنية وما حدث اليوم يشكل خطوة جديدة في التصعيد». فيما ندد باراك بما أسماه «التدهور المقلق في سيطرة القوات المصرية على سيناء».
شهيدان في غارة
في موازاة ذلك، استشهد ناشطان من سرايا القدس، الذراع المسلحة لحركة الجهاد الإسلامي، في غارة لطيران الاحتلال استهدفتهما شمال قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الإسعاف والطوارئ في غزة أدهم أبوسلمية إن طائرة استطلاع إسرائيلية قصفت بصاروخ واحد على الأقل شخصين كانا يستقلان دراجة نارية قرب مدرسة الزراعة في بيت حانون شمال قطاع غزة، ما أدى لاستشهادهما.
وأوضح أن الشهيدين هما محمد شبات (24 عاماً) وإسماعيل أبوعودة (24 عاما)، مشيراً إلى أنه جرى نقل جثمانيهما إلى مستشفى بيت حانون.
كما أعلن ابوسلمية إصابة خمسة فلسطينيين بجروح، في إحدى غارتين شنتهما طائرات إسرائيلية على هدفين في غزة وجنوبها الليلة قبل الماضية. وقال إن «طائرات إسرائيلية قصفت ورشة حدادة برفح، ما تسبب بإصابة خمسة مواطنين بينهم مواطنة وطفلها بجروح متوسطة». وأضاف أنه جرى نقل المصابين إلى مستشفى محلي في المدينة لتلقي العلاج.
ومساء شنت طائرات حربية غارة على شارع السكة في بيت حانون ما أدى إلى سقوط شهيدين وإصابة ثلاثة.
خرق للتهدئة
بدورهما، اتهمت حركتا «حماس» والجهاد الإسلامي إسرائيل بخرق تفاهمات التهدئة السائدة في قطاع غزة، والعمل على ضرب استقراره من خلال التصعيد العسكري. وأكدت حركة الجهاد ان فصائل المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي وسترد بكل قوة متاحة في الوقت المناسب. إسرائيل تنتهك كامب ديفيد
في تطور غير مسبوق، رد الجيش الاسرائيلي على العملية التي نفذت أمس على الحدود الاسرائيلية المصرية بتحرك دباباته لتصل الى منطقة حدودية يشكل وصولها مخالفة لاتفاقية كامب ديفيد المبرمة العام 1979.
وذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن الجيش الاسرائيلي أقدم في أعقاب العملية التي نفذت شمال مدينة ايلات العام الماضي، على نشر قوات اقتصرت على ناقلات جنود، دون أن يشمل ذلك تحرك وتقدم الدبابات لمسافة كالتي وصل إليها الجيش أمس.
وأضافت الصحيفة أن اتفاقية كامب ديفيد حددت نوعية القوات العسكرية المصرية والإسرائيلية التي تتواجد في سيناء والمنطقة الحدودية، وحددت منطقة عازلة من الجانبين يتواجد فيها نوع محدد من القوات متفق على نوعية تسليحها بين الطرفين، ولا يحق لأي طرف الإخلال بهذا النظام عبر إدخال قوات خارج إطار الاتفاق إلا بالتنسيق وموافقة الطرف المقابل. يذكر ان اسرائيل سمحت للجانب المصري بإدخال 20 دبابة الى سيناء والمناطق الحدودية، وكذلك زيادة عدد افراد الجيش المصري، وذلك في اعقاب زيادة نفوذ الجماعات المسلحة في سيناء.
