كثف المرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، تحذيراته مما سماه «الخطر الإسلامي»، في محاولة للفوز على مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في الجولة الثانية والحاسمة للانتخابات الرئاسية.

وشن شفيق في الأيام الأخيرة من حملته حملة ضاربة على جماعة الإخوان المسلمين، متهما إياها «بالوقوف وراء أعمال عنف أثناء الثورة، والمسؤولية عن الهجوم الذي استهدف مقر حملته نهاية مايو في القاهرة».

وفور إعلان نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي حصل فيها على 23.6 في المئة من الأصوات مقابل 24.7 في المئة لمرسي، أكد شفيق أن فوز مرشح إسلامي بمنصب الرئاسة «سيعيد البلاد إلى القرون الوسطى والظلامية»، على حد تعبيره.

واعتبر في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أن فوز إسلامي بمنصب الرئيس سيتسبب في «مشكلة كبيرة جداً». بيد أن ذلك لم يمنعه في وقت ما من إعلان استعداده لتعيين نائب رئيس إسلامي من الإخوان أو السلفيين حال انتخابه رئيساً. كما سعى في الوقت ذاته إلى استمالة ليبراليين من الحركات الشبابية الديمقراطية التي تتهمه بأنه من «الفلول»؛ أي من أعوان نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وأكد شفيق الذي يحظى بدعم واسع من الأقباط أنه «لا رجوع إلى الوراء»، مشيداً بالثورة التي كانت أطاحته من منصبه في رئاسة الوزراء في خضم الإطاحة بمبارك.

وتركزت حملة شفيق أيضا بشكل واسع على وعود باستعادة الأمن وتوفير مناخ اقتصادي ملائم للاستثمار، وهي من النقاط التي اصبح قسم كبير من الرأي العام المصري حساساً حيالها بعد أكثر من 13 شهراً من عملية انتقالية مضطربة.

وكاد شفيق أن يستبعد من سباق الرئاسة بعد إصدار قانون العزل الذي يمنع رموز النظام السابق من الترشح للانتخابات الرئاسية. إلا أنه أعيد لقائمة المتنافسين على المنصب بعد إحالة هذا القانون إلى المحكمة الدستورية العليا لتفصل في دستوريته. وحكمت المحكمة الخميس الماضي بعدم دستورية هذا القانون.

وعين شفيق 70 عاما، رئيساً للوزراء في الأيام الأخيرة من حكم مبارك الذي كان يواجه حينها انتفاضة شعبية غير مسبوقة بعد ثلاثة عقود من حكمه.

وفي الآونة الأخيرة ركزت حملة شفيق، الطيار السابق، على إنجازاته الحربية، مؤكدة أنه أسقط طائرتين إسرائيليتين في حرب الاستنزاف ضد إسرائيل 1969-1970.

وهو يفخر أيضا بما يعتبره إنجازاته في مجال الطيران المدني، ويؤكد أنه قام بتطوير شركة مصر للطيران وبناء مطار دولي حديث للقاهرة.

وفي بلد جاء كل رؤسائه منذ الإطاحة بالنظام الملكي في 1952 من صفوف الجيش يقول الفريق شفيق إنه «يفخر ويتشرف بأنه أحد أبناء القوات المسلحة». وهو يعتبر أن انتماءه السابق إلى الجيش «سيمكنه من إقامة علاقة سلسة» مع الجيش إذا ما انتخب رئيساً للجمهورية.

وشفيق أب لثلاث بنات، وتوفيت زوجته في ابريل الماضي بعد مرض طويل. ويقول محللون ان هذه المأساة الشخصية أكسبته تعاطفاً، خصوصاً بين الناخبات. ويشير شفيق أيضا إلى خبرته الطويلة، ويؤكد أنه يقبل النقد، لكنه بدا أقرب لنفاد الصبر والتسلط في بعض المقابلات التلفزيونية.