في أعقاب خروجهم من السباق الانتخابي نحو اعتلاء كرسي الرئاسة في مصر، طفق عدد من المرشحين الخاسرين في الجولة الأولى تأسيس أحزاب سياسية، لممارسة العمل السياسي تحت غطاء من الشرعية تمهيداً لدخول بوابة البرلمان.
ووصف مراقبون الخطوة بأنها «إيجابية للغاية» إذ تأتي في وقت تشهد الساحة السياسية المصرية زخماً حزبيًا»، وحراكاً سياسياً في أعقاب سقوط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وسياسته التي كانت تعتمد تهميش تلك الأحزاب، مشيرين إلى أن «الساحة في حاجة إلى أكثر من حزب قوي، لاسيما أن هناك أحزابًا تمخضت من رحم الثورة لكنها لم تزل تتسم بالضعف وتفتقر للمؤيدين، فضلاً عن سقوطها في بئر الديون».
ولعل الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والمرشح الرئاسي الخاسر منذ الجولة الأولى عمرو موسى يقف على رأس المرشحين الذين يعتزمون تأسيس حزب سياسي، إذ أعلنت حملته الانتخابية أنها بصدد تأسيس حزب سياسي جديد لمواصلة العمل السياسي، ويحمل نفس عنوان البرنامج الانتخابي لموسى ألا وهو «الجمهورية الثانية».. إذ بدأ مؤيدوه بكافة محافظات مصر في تجميع التوقيعات الخاصة به، ليجتازوا النسبة القانونية من التوقيعات (خمسة آلاف عضو من 10 محافظات بواقع 300 عضو من كل محافظة).
«مصر القوية»
على الصعيد ذاته، يعتزم المرشح الخاسر وصاحب المركز الرابع في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية عبد المنعم أبو الفتوح تأسيس حزب سياسي مستغلاً انتشار أعضاء حملته على مستوى الجمهورية، وتكوينه قاعدة جماهيرية وشعبية طاغية، أهلته للحصول على أكثر من 4 ملايين صوت، إذ من المتوقع أن يكون اسم الحزب الجديد: مصر القوية وهو ذات الاسم نفسه الذي اتخذته حملة أبوالفتوح في الانتخابات الرئاسية للبرنامج الانتخابي.
ظاهرة صحية
من جهته، يؤكد رئيس حزب النهضة والنائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين سابقًا محمد حبيب، في تصريحات لـ«البيان»، أن «ظاهرة تأسيس الأحزاب السياسية تعد «صحية للغاية»، لافتاً إلى أن «أشواق جانحة تتملك المواطنين إلى مزاولة العمل السياسي بشكل عام، لاسيما أنهم عاشوا عقوداً من القمع السياسي الذي مارسه النظام السابق بحرفية واقتدار، إذ إنه كان يضيّق الخناق على تأسيس أي حزب جديد.
ويشير حبيب إلى أنه «وعقب أي ثورة تُسقط النظام الحاكم فمن الطبيعي جدًا ظهور عدد كبير من الأحزاب السياسية بأفكار ورؤى متباينة ومختلفة»، مضيفاً أنه «وبعد سنوات من الثورة تحدث عمليات الاندماج بين الأحزاب وسقوط أخرى غير قادرة على المنافسة، إذ تتركز المنافسة بين الأحزاب القوية.
تدشين
على الصعيد ذاته، أعلن المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية وأحد أشهر الناشطين السياسيين محمد البرادعي منذ أسابيع قليلة بدء خطوات تأسيس حزب سياسي جديد باسم حزب الدستور، فيما أعلن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المستبعد من سباق الانتخابات الرئاسية وصاحب الشعبية الأكبر بالشارع المصري، أعلن اعتزامه أيضًا تأسيس حزب سياسي على خلفيات إسلامية.
أحزاب قوية
أشار عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة خالد تليمة إلى أن «الساحة السياسية في مصر في أمس الحاجة إلى أحزاب قوية».
وأردف تليمة القول: «هؤلاء المرشحون أصحاب شعبية كبيرة بالشارع المصري، بما يعني أن أي حزب سيقومون بتأسيسه سيكون حزبًا قويًا يستطيع المنافسة، ويثري الحياة السياسية، خاصة أن هناك أحزابًا جديدة ضعيفة تواجه أزمات مالية قوية، كما أن هناك مجموعات كبيرة من شباب الثورة يريدون تأسيس حزب يعبّر عن أهدافهم، وأهداف الثورة، إلا أنهم يصطدمون باشتراطات تأسيس الأحزاب».