واصلت القوات السورية النظامية، أمس، عملياتها في مدينة حمص وريفها وسط البلاد، فيما اندلعت اشتباكات بين الجيش ومنشقين في ضواحي دمشق وريفها وفي درعا، أسفر عن مقتل 14 جندياً نظامياً، تزامناً مع انتهاء المهلة التي حددها الجيش السوري الحر للنظام للالتزام بخطة أنان، في حين سجل تحليق للمروحيات في محافظة اللاذقية الساحلية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن حي الخالدية وأحياء حمص القديمة الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، تعرضت منذ ما بعد منتصف الليل وحتى ساعات الفجر الأولى للقصف، ما أسفر عن مقتل جندي منشق. وأكد ناشطون في مدينة حمص لوكالة «فرانس برس» أن «قذائف الهاون انهمرت خلال الليل على أحياء حمص القديمة مثل المطر فيما كانت تدور اشتباكات في الأزقة بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر».
مداهمات
وفي بلدة القريتين في ريف حمص، قتل مواطن بإطلاق رصاص خلال مداهمات نفذتها القوات النظامية صباح أمس. كما قتل مواطن وابنته إثر إصابة حافلة كانت تنقلهما على طريق تلبيسة. وسقطت قذائف عدة صباح أمس على بلدة تلدهب في منطقة الحولة، من دون تسجيل أي إصابات بحسب المرصد.
وفي ريف دمشق، الذي يشهد إضراباً احتجاجاً على مجزرة الحولة في حمص، اندلعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في مدينة حرستا، في حين سمعت أصوات انفجارات في مدينة دوما كبرى مدن الريف الدمشقي، والتي تشهد احتجاجات مستمرة وتحركات للمنشقين.
وأسفرت الاشتباكات في الغوطة الشرقية عن مقتل ثمانية من القوات النظامية، بحسب المرصد، كما قتل مواطن إثر إطلاق نار في بلدة كفربطنا كما أصيب خمسة بجراح حالات بعضهم خطرة، بحسب المصدر نفسه.
تحليق مروحيات
وفي محافظة اللاذقية الساحلية، تحاول القوات النظامية اقتحام قرى جبل الأكراد حيث يتجمع عدد من المنشقين عن الجيش. وسمعت أصوات انفجارات في المنطقة في ظل تحليق لطائرات مروحية تعمل على تمشيط المنطقة بالأسلحة الرشاشة. وأفيد عن سقوط جرحى بعضهم بحال خطرة بحسب المرصد. وفي مدينة حماة (وسط سوريا) نفذت القوات النظامية حملات دهم واعتقالات في أحياء المدينة، بحسب ما أفادت مريم الحموية من المكتب الإعلامي للثورة في حماة.
اشتباكات درعا
وفي محافظة درعا (جنوب)، سمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في سحم الجولان وقرية حيط، حيث تنفذ القوات النظامية حملات مداهمات. ودارت اشتباكات عنيفة في الغارية الغربية أسفرت عن مقتل ستة جنود نظاميين على الأقل، بحسب المرصد.
وفي إدلب شمال غرب البلاد، أفاد الناشط في المكتب الاعلامي للثورة نور الدين العبدو أن القوات النظامية اقتحمت مدينة أريحا من أربعة محاور، وأسفر إطلاق النار عن سقوط جرحى وأضرار.
انتهاء المهلة
على صعيد متصل، أكدت قوات المعارضة السورية أنها ستستأنف «عمليات دفاعية» ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد بعد انتهاء مهلة نهائية حددوها للنظام السوري للالتزام بوقف إطلاق نار بوساطة الأمم المتحدة.
وقال أبوعلاء، قائد في الجيش السوري الحر، إن «النظام لا يحترم خطة السلام للمبعوث الأممي العربي كوفي أنان. النظام يقتل الشعب. لا يمكننا الوقوف متفرجين».
وكان الثوار منحوا يوم الأربعاء الماضي مهلة لمدة 48 ساعة للنظام السوري للالتزام بخطة عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لحل الأزمة. وتدعو خطته، المكونة من ست نقاط، إلى انسحاب القوات الحكومية من المدن المأهولة بالسكان، وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بوصول مساعدات إنسانية للمناطق المتضررة.
