شهد الواقع السياسي في مصر اختراقاً تاريخياً، على وقع إعلان المجلس العسكري رفع حالة الطوارئ السارية منذ أكثر من 30 عاماً، مجدداً في الوقت نفسة تعهده حفظ الأمن في البلاد. بالتزامن كشف السفير المصري في الإمارات تامر منصور عن أن «تصويت المصريين المقيمين بالدولة في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية يبدأ الأحد المقبل ويستمر سبعة أيام»، فيما شدد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع على عدم مقدرة كيان واحد على تحمل مسؤولية إدارة دفة الأمور في ظل ظروف استثنائية.

وأعلن المجلس العسكري الحاكم في مصر رفع حالة الطوارئ السارية في البلاد منذ 1981، اعتبارا من أمس.

وأكد «العسكري» في بيان أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أنه «مستمر في تحمل المسؤولية الوطنية في حماية أمن الوطن والمواطنين لحين تسليم السلطة لرئيس منتخب، نظرا لانتهاء العمل بحالة الطوارئ وإعمالاً لأحكام الإعلان الدستوري والقانون».

وقال رئيس لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس الشعب المستشار محمود الخضيري، إن «العمل بقانون الطوارئ سيتوقف بنهاية يوم الخميس».

ثقل مسؤولية

وفي وقت يتأهب المصريون لخوض جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، أكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد بديع، أن «فصيلاً واحداً لا يمكن أن يتحمل المسؤولية كاملة عن مقدرات البلاد في ظل تلك الظروف»، مضيفاً أن «قيادة الأمة في هذا الوقت العصيب ليست مغنماً يتنافس عليه ومصر الآن ليست كعكة يُتزاحم لتقسيمها على الطامعين فيها، بل مسؤولية خطيرة تنوء بحملها كواهل الرجال».

وأردف بديع القول: «لا يستطيع فصيل واحد، مهما أوتي من الكفاءة وحسن التنظيم وكثرة العدد وتنوع الخبرة، أن يقوم ويوفي بكل أعباء قيادة البلاد، ومن ثم كانت دعوتنا الدائمة والملحة لكل الكوادر والكفاءات، كي يشارك معنا في حمل المسؤولية واقتسام الأعباء كي نستطيع «تعويم السفينة» التي أوشكت على الغرق وسد الثغرات وإصلاح العيوب كي ننجو جميعاً من مهالك محيطة تهدد البلد بأسرها»، مطالباً «الشرفاء والأكفاء التقدم للمشاركة في حمل الأمانة، وعلى الفاسدين المفسدين الفاشلين أن يتراجعوا فليس الوقت الآن وقتاً للعب بالنار أو محاولة إعادة عقارب الساعة للوراء، لأن هذا ضد نواميس الكون وسنن الله قاهرة وغلابة وإرادة الشعب الذي استيقظ وانتبه وثار لن تسمح بالتلاعب مرةً أخرى بعدما ذاقت الويلات على مدار العشرات من السنين».

ودعا بديع المصريين إلى ضرورة التنبه «لمحاولة خديعة جموع الشعب الطيب الصابر واستغلال فقر المواطنين وحاجتهم برشوتهم وخداعهم وشراء أصواتهم من قبل قيادات النظام السابق والمنتفعين منه من رجال الأعمال الذين يصرفون الملايين وربما المليارات من أموال الشعب المنهوبة والمهربة»، مشدداً على ضرورة الانتباه إلى «حرب الشائعات التي تبنتها أجهزة منظمة وخبيرة لقلب الحقائق وتلويث الشرفاء وفي الوقت نفسه تلميع الفاسدين والمفسدين».

وقفة احتجاجية

وفي محاولة لإقصاء المرشح أحمد شفيق من سباق الرئاسة في جولته الثانية، دعت حركة شباب 6 أبريل أمس، إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر اللجنة العُليا للانتخابات الرئاسية للمطالبة بتطبيق قانون «العزل السياسي» على أعضاء النظام المصري السابق.

وقالت الحركة في بيان تلقت وكالة «يونايتد برس إنترناشونال» نسخة منه، «إننا ندعو إلى تنظيم وقفة احتجاجية الخميس أمام مقر اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، ومسيرة اليوم تحت شعار «جمعة توقيعات العزل الشعبي»، مردفة القول: إن «الحركة ستنضم لكل القوى الوطنية المطالبة بالعزل السياسي للفلول ومحاربتهم ومحاكمتهم على الجرائم التي تورطوا فيها خلال مواقعهم بالنظام السابق».

منتخبو الخارج

وعلى صعيد انتخاب المصريين المقيمين في الخارج، كشف السفير المصري في الإمارات تامر منصور عن أن «تصويت المصريين المقيمين بالدولة في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية يبدأ الأحد المقبل ويستمر سبعة أيام، سواء بالحضور إلى مقر السفارة أو إرسال «مظروف» التصويت عبر البريد، مضيفاً أن «السفارة المصرية في أبوظبي أنهت كافة استعداداتها لاستقبال الجالية المصرية المقيمة في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية اعتبارا من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء».

وأوضح منصور أن «إجراءات الانتخابات خلال جولة الإعادة ستكون مشابهة تماما لمجريات الجولة الأولى، سواء من حيث الحضور المباشر من الناخب نفسه أو من خلال إرسال مظروف التصويت عبر البريد وفقا لتعليمات «اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية»، مؤكداً ضرورة «طباعة الإقرار البريدي سواء عند الحضور أو الإرسال البريدي، لأهميته في تسهيل العمل وتوفير الوقت، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة «حمل الناخب إقامة أو رخصة قيادة سارية وصورة بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر المميكن»، منوها بأن «شهادة الميلاد الإلكترونية لا تعد بديلاً للبطاقة أو الجواز».

 

مناشدة

 

ناشد السفير المصري في الإمارات تامر منصور المصريين الذين يحق لهم التصويت في السفارة في أبوظبي بالمشاركة في جولة الإعادة التي سيكون للصوت الواحد فيها أثر كبير وحاسم في اختيار رئيس مصر القادم.