لوّح الأسيران الفلسطينيان بلال ذياب وثائر حلاحلة بالعودة للإضراب عن الطعام في حال أخلّت إدارة السجون الإسرائيلية بتطبيق الاتفاق مع الأسرى، في وقت كشفت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان أن الأسرى في مستشفى سجن الرملة يعانون أوضاعاً صعبة للغاية، في ظل ارتكاب الاحتلال انتهاكات خطيرة بحق الأسرى المضربين عن الطعام.
وأشارت مؤسسة «الضمير» إلى أن محاميتها منى نداف زارت مستشفى سجن الرملة، والتقت كلاً من الأسرى: أكرم الريخاوي، ومحمود السرسك، ومحمد التاج، وبلال ذياب، وثائر حلاحلة.
وأبلغ الأسير التاج، (40 عاماً) من بلدة طوباس، المحامية نداف أنه أضرب عن الطعام لمدة 67 يوماً، وكان قد أعلن فك إضرابه الاثنين الماضي بناء على اتفاق بينه وبين إدارة السجن، يقضي بالتعامل معه كأسير حرب، وبالتالي لا يجبر على التقيد بلباس السجن والوقوف على العد.
وأوضح السرسك أنه نقل إلى سجن «جلبوع» في الخامس عشر من مايو الجاري، بعد رحلة شاقة استمرت 13 ساعة، بينما كان في يومه الستين من إضرابه عن الطعام. وتم احتجازه لمدة ليلة كاملة في زنزانة انفرادية في سجن «الجلمة»، قبل أن يصل إلى «جلبوع»، في محاولة لإجباره على وقف إضرابه، وعندما أعلن تمسكه بالإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطلبه في معاملته كأسير حرب يتمتع بما نصت عليه اتفاقية جنيف الثالثة من حقوق لأسرى الحرب، نقل مرة أخرى إلى «الجلمة»، وقامت سلطات السجن بتكبيله من يديه وقدميه وحاولوا إرغامه على تناول الحليب.
ونقلت «الضمير» عن الأسرى قولهم إن إدارة السجن قامت بتوجيه الشتائم لهم، وقالت لهم «سوف تموتون في مستشفى سجن الرملة»، وقامت بإدخال بعضهم إلى غرف صغيرة قرب عيادة السجن، وبدأ حراس السجن بالاعتداء عليهم بالضرب، وهم عراة تماماً.
كذلك، قالت المحامية نداف أن الأسير الريخاوي، (39 عاماً) من غزة، ما زال مستمراً بإضرابه المفتوح عن الطعام منذ 43 يوماً، مطالباً بإعادة محاكمته.
وأشارت إلى أن الأسير فقد من وزنه نحو 16 كيلوغراماً نتيجة لإضرابه، بالإضافة إلى أنه يعاني من أزمة وأمراض أخرى تفاقمت نتيجة للإهمال الطبي الذي يعاني منه، كالسكر وهشاشة العظام وضمور في عدسات العين، وارتفاع في نسبة الكولسترول في الدم، ومشاكل في الكلى، علماً بأن الأسير الريخاوي معتقل منذ عام 2004، ويقبع في مستشفى سجن الرملة منذ 8 سنوات.
أما الأسير محمود السرسك (25 عاماً) المضرب عن الطعام منذ 67 يوماً، فقد التقته المحامية لوقت قصير جداً، ولم يتمكن من الاستمرار في الزيارة نتيجة لتدهور حالته الصحية جراء الإضراب.
وأوضحت المحامية نداف أن الأسير السرسك لم يتلق أي زيارة من قبل طبيب خاص من طرفه، ولم يتم نقله إلى المستشفى رغم تدهور حالته الصحية.
وفي لقائها بالأسير بلال ذياب (27 عاماً)، علمت المحامية أنه يعاني من آلام في المعدة، وصداع، وقال الأسير إنه يرفض الذهاب إلى مستشفى «أساف هاروفيه»، لأنهم يفرضون على الأسرى أن يكونوا مقيدي الأيدي والأرجل طوال الوقت. أما الأسير ثائر حلاحلة (33 عاماً)، فقال للمحامية إنه يشعر بآلام حادة في المعدة والبنكرياس والظهر.
وطالبت مؤسسة الضمير بمساءلة ومحاسبة دولة الاحتلال على الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها بحق الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، مشيرة إلى أن الأسيرين السرسك والريخاوي يجب أن يعرضا على طبيب خاص من خارج مصلحة السجون، وأن يتم نقلهما فوراً إلى مستشفى متخصص.
