بعد أقل من 24 ساعة على انعقاد مؤتمر «أصدقاء اليمن» في العاصمة السعودية الرياض وإقراره مساعدات بزهاء 4 مليارات دولار، أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر «تخصيص المساعدات المقدمة للخدمات الإنسانية المباشرة»، في الأثناء قُتل 52 عنصراً من «القاعدة» في مواجهات مع قوات الجيش المتقدمة تجاه محافظة أبين، فيما كشفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن «خبراء أميركيين قرصنوا مواقع إلكترونية للقاعدة في اليمن».

وقال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أمس، إنه «سيتم تخصيص مساعدات مؤتمر «أصدقاء اليمن» للخدمات الإنسانية المباشرة.ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» عن بن عمر قوله لدى وصوله مطار صنعاء الدولي، إن «نجاح مؤتمر «أصدقاء اليمن» يعود إلى واجد جميع الدول الصديقة في اجتماع الرياض، وتأكيد الجميع على ضرورة مساعدة اليمن خلال هذه المرحلة كون احتياجاته كثيرة وإمكانيات الحكومة محدودة».

وأوضح بن عمر أن «ما تم تقديمه في مؤتمر الرياض سيتم توجيهه لخدمة الاحتياجات في المجال الإنساني وإنعاش الاقتصاد اليمني، فضلاً عن عدد من المشاريع التي تحتاجها اليمن في المرحلة المقبلة»، لافتاً إلى أن «اجتماعاً آخر سيعقد في الرياض للدول المانحة، وسيكون تقني بدرجة كبيرة وسيدخل في عدد من التفاصيل المتعلقة بمساهمات الدول المانحة والمشاريع المحددة».

وأردف بن عمر القول: «نحن كأمم متحدة نقوم بمجهود خاص من أجل حض المجتمع الدولي ككل، وجميع الدول المانحة و«أصدقاء اليمن» على ضرورة تكثيف جهودهم في مجال دعم الاقتصاد اليمني والعملية السياسية»، مجدداً في الوقت ذاته التزام المنظمة الدولية في إقناع «أصدقاء اليمن» لتكون مساهمتهم في المستوى الذي تتطلبه الأوضاع».ومن المقرر أن يقدم بن عمر تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي حول الأسبوع المقبل حول الأوضاع السياسية في اليمن ومدى الالتزام بنصوص المبادرة الخليجية وتنفيذ قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي.

مباحثات

سياسياً، بحث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس في صنعاء مع وفد الكونجرس الأميركي برئاسة رئيس لجنة العلاقات الخارجية لشرق آسيا ستيف تشابوت، التسوية السياسية باليمن وفق المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي.وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن هادي وتشابوت بحثا التسوية السياسية التاريخية في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وأشار هادي إلى أن «الشعب اليمني اختار الخروج من الأزمة الطاحنة بالطريقة السلمية والانتخابات التي احتشدت إليها الجماهير بصورة غير مسبوقة من اجل تجنب الإحتراب والانقسام وما لا يحمد عقباه»، مشيراً إلى بلاده بصدد تهيئة ظروف للولوج إلى المؤتمر الوطني الشامل بعد تشكيل لجنة الاتصال واللجنة التحضيرية العليا، من أجل مناقشة كل القضايا التي تهم الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وبحضور المكونات السياسية والثقافية والاجتماعية بكل أطيافها واتجاهاتها".

52 قتيلاً

وفي إطار المواجهات بين قوات الجيش ومسلحي «القاعدة» بعدة جبهات في الجنوب، أكدت مصادر عسكرية لوكالة «فرانس برس» أمس، أن «الجيش اليمني قتل 52 عنصراً من «القاعدة» في طريق تقدم حملته ببطء لطرد عناصر تنظيم من محافظة أبين الجنوبية، وسط مقاومة من مسلحي التنظيم».وأفاد مصدر عسكري ميداني أن الجيش قتل 52 عنصرا من القاعدة، فيما أكد مصدر طبي في عدن أن «عنصرين من الجيش قتلا ايضا في المعارك»، مضيفاً أن «عناصر القاعدة شنّوا هجوما على الجيش في منطقة وادي بنى غرب جعار لكن الجيش تصدى لهم وقتل أكثر من 52 شخصا منهم ويحتفظ بجثث 25 منهم».

قرصنة أميركية

وفي هجوم الكتروني نادر، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إن «خبراء الكترونيين أميركيين في وزارة الخارجية تمكّنوا من قرصنة مواقع يستخدمها تنظيم القاعدة في اليمن».ونقلت وسائل إعلام أميركية عن كلينتون قولها، «تمكن فريقنا خلال 24 ساعة من الدخول إلى المواقع ذاتها وتغييرها لتظهر الضرر الذي ألحقته القاعدة بالشعب اليمني ومعلومات حول مدنيين قتلوا في عمليات إرهابية»، مشيرة إلى أن «عملية القرصنة تمثل ازدياد التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين وزارة الخارجية والاستخبارات والجيش الأميركي».

من جهة اخرى شيع اليمنيون امس في صنعاء بمشاركة وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد عددا من الجنود قتلى الهجوم الانتحاري الذي وقع الاثنين الماضي في ميدان السبعين خلال تدريب عسكري غداة «عيد الوحدة اليمنية». في الوقت الذي شيعت فيه محافظات البلاد الأخرى عدداً آخر من قتلى التفجير.