أعلن وسيط لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى ثابو مبيكي انطلاق مباحثات القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان خلال الأسبوع المقبل، في حين أكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير التزام الخرطوم بإقامة سلام دائم مع جوبا.

و قال مبيكي عقب اجتماعه مع الرئيس السوداني : تم التوصل إلى اتفاق بين البشير ورئيس دولة الجنوب سلــفاكير ميارديت على اجتماع لجــنتي المفـاوضات بين البلدين الأسبوع المقبل، للنظر في مجمل قرارات مجلس الأمن والسلم الإفريقي التي تبناها مجــلس الأمن الدولي، وتوقع الوسيط أن تحرز عملية التفاوض تقدماً "وبشكل أسرع" لإيجاد حلول للقضايا العالقة.

وكان مجلس الأمن تبنى بداية الشهر الجاري قراراً بالإجماع يطالب البلدين بوقف الأعمال العدائية خلال 48 ساعة والدخول في مفاوضات من دون شروط، وأمهلهما ثلاثة أشهر لحل الخلافات، مهدداً بفرض عقوبات إذا لم يتوصلا إلى حلول لتلك الخلافات. ودعا مشروع القرار الذي تقدمت به خصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا إلى «استئناف المفاوضات من دون شروط» -تحت رعاية الاتحاد الإفريقي- حول جميع النقاط الخــــلافية وخاصة تقاسم العائدات النفطية، وإنجازها في مهلة ثلاثة أشهر.

من جانبه أكد الرئيس السوداني خلال اللقاء، التزام بلاده بإقامة سلام دائم مع دولة جنوب السودان.وقال رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني الحاكم في السودان إبراهيم غندور : إن البشير أكد لمبيكي التزام بلاده بسلام دائم مع دولة الجنوب، وبــتنفيذ قرار مجلس الأمن ومجلس السلم الأمني الإفريقي، مشدداً على أن القضـــايا الأمنية لها الأولوية بين البلدين.

ويأتي التعــهد السوداني الأخير بعد يوم من إعلان جوبا رفضها الدخول في مفاوضات مع الخرطوم إذا ظلت الأخيرة متمسكة بشروطها المسبقة قبل التفاوض، وذلك بعدما أبلغت الخرطوم مبيكي بموافقتها على العــودة إلى طاولة المحادثات مع جوبا بشرط أن تبدأ بحسم الملف الأمني.

وكانت الخرطوم أكدت في السابق عدم استعدادها لأي اتفاق مع الجنوب قبل حسم القضية الأمنية التي تشمل سحب الجيش الجنوبي من المناطق المتنازع عليها، والالتزام بحدود 1956، وابتعاد الجنوب عن دعم الحركات المتمردة في دارفور، وفك الارتباط بين الفرقتين التاسعة والعاشرة من المتمردين الشماليين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.