وسط إقبال كثيف في أول مشاركة رسمية لهم في أولى الاستحقاقات الرئاسية بعد الثورة، دشن المغتربون المصريون عملية الاقتراع في مارثون الرئاسة، حيث شهدت السفارات والقنصليات في معظم الدول إقبالا لافتا كما هو الحال في الإمارات حيث توافد المصريون المقيمون في الدولة على سفارة بلادهم منذ الساعات الأولى للإدلاء بأصواتهم في هذا الحدث التاريخي.

وفيما قررت اللجنة العليا للانتخابات إلغاء شرط تقديم صورة من بطاقة الرقم القومي ضمن مستندات وأوراق التصويت، خاض المصريون المقيمون في الدولة أول تجربة انتخابية رئاسية، حيث توافدوا منذ الساعات الأولى على سفارة بلادهم في أبوظبي لاختيار رئيسهم المقبل.

وشكلت السفارة فرق عمل لمتابعة سير العملية الانتخابية وتقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة للناخبين حرصاً على إدلائهم بشكل صحيح وفقاً للقواعد التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.

وقال السفير المصري لدى الدولة تامر منصور إن هناك إقبالا ملحوظا على المشاركة، مشيراً إلى أن أبناء مصر المقيمين في الخارج «يشعرون بالفخر لمشاركتهم للمرة الأولى في الانتخابات الرئاسية، وهو ما شكل لهم دافعاً قوياً». وأوضح أن السفارة عقدت خلال الفترة الماضية العديد من الاجتماعات مع موظفيها من اجل تشكيل فرق العمل اللازمة لتقديم المساعدة والإرشاد للناخبين، كما تم توفير الدعم اللوجستي مثل صناديق الاقتراع الزجاجية، وتوفير خدمات الأنترنت وطابعات ومظاريف للناخبين من أجل مساعدتهم على استكمال بياناتهم والمشاركة بفاعلية، كما تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل بطاقات التصويت من مقارّ البريد المختلفة إلى مقارّ لجنة الانتخابات.

وأوضح السفارة تستقبل المصريين المقيمين في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، في حين تستقبل القنصلية العامة في دبي المقيمين في دبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة.

وأوضح أن المصريين في الدولة، يسجلون المركز الثالث من حيث عدد المسجلين في كشوف الناخبين في .

وتقدم تامر منصور بخالص الشكر والتقدير للسلطات الإماراتية التي قدمت كافة التسهيلات والدعم لتيسير عملية التصويت داخل المقار الدبلوماسية بالدولة، وهو الأمر الذي يحقق النجاح للعملية الانتخابية.

إقبال كثيف في السعودية

وفي السعودية، أقبل المصريون على الإدلاء بأصواتهم أمس، بشكل لافت. وشهدت عملية التصويت إقبالا واضحا إذ اصطف المئات أمام مقر السفارة المصرية في الرياض لكن سير العملية اتسم بالبطء نظرا لاستغراق وقت في البحث عن اسم كل ناخب داخل الكشوف.

وقال المستشار الإعلامي للسفارة المصرية نبيل بكر «في ظل الحجم الكبير للجالية المصرية في السعودية هناك لجنتان للانتخابات إحداهما في مقر السفارة بالرياض والأخرى في مقر القنصلية العامة بجدة، هذا الوضع موجود في نحو تسع دول فقط بالعالم». وأضاف إن الإقبال «كثيف».

وفي تصريحات سابقة لوكالة «رويترز» قدر السفير حسام الدين عيسى قنصل مصر العام في الرياض حجم جالية بلاده في المملكة بنحو مليوني شخص وتقدر تحويلاتهم المالية إلى مصر بنحو ثلاثة مليارات ريال سعودي.

وقال حمادة الجرادي 34 عاما، إن هذه الانتخابات تجربة وليدة، وهي الأولى من نوعها التي يعيشها المصريون بعد الثورة. وأردف القول أرى فيها الكثير من الارتباك الشعبي والسياسي والمجتمعي، كل ذلك متوقع ليس فقط لأنه عقب ثورة شعبية أطاحت بالنظام السابق ولكن أيضا لأن الشعب المصري لا يزال يتلمس أولى خطواته نحو الديمقراطية، سوف نخطىء ونتعلم من أخطائنا.

ولم يختلف الحال في الكويت، حيث تقاطر المصريون للتصويت بشكل كبير. وطبقا للموقع الإلكتروني الرسمي للانتخابات الرئاسية بلغ إجمالي المصريين الذين سجلوا أسماءهم في الكويت 119 ألفا. ولا توجد أرقام رسمية لعدد المصريين في الكويت لكن يعتقد على نطاق واسع أنهم يزيدون عن 400 ألف.

وخارج مقر السفارة التي تمثل المقر الرسمي لعملية الاقتراع تجمعت أعداد كبيرة مع بدء التصويت. وقال السفير المصري بالكويت عبد الكريم سليمان إن السفارة قدمت كل التسهيلات الممكنة لتسيير عملية الاقتراع وبث الثقة في نزاهة الانتخابات. وأضاف إن الأمور متطورة هذه المرة عن الانتخابات البرلمانية، ولدينا صناديق شفافة تعطي رسالة اطمئنان للناخبين.

وقال زهير ماهر وهو مدرس انه جاء مع زوجته في الصباح الباكر للإدلاء بصوته قبل أن يحدث تكدس، متوقعا ألا يتخلف عن التصويت الا من يتعذر عليه احضار صورة بطاقته المصرية. وأشارت تقارير إخبارية أن معظم الدول التي انطلقت فيها الانتخابات شهدت إقبالا لافتا من المصريين المغتربين.