حذر السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة لمجلس الأمن الليلة قبل الماضية، من استشهاد عشرة اسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وتم نقلهم الى المستشفى في حالة خطرة، فيما هم متمسكون بخوض معركة «الأمعاء الخاوية» لانتزاع حقوقهم من سجانهم. في وقت يخوض عدد من المسؤولين في الحكومة التونسية ونواب بالمجلس التأسيسي إضراباً عن الطعام في حركة رمزية للتعبير عن تضامنهم مع الأسرى.

وقال السفير رياض منصور، في رسالة إلى الرئيس الدوري لمجلس الأمن سفير اذربيجان اغشن مهدييف، ان «حياة عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ ما بين 59 الى 67 يوما اصبحت في خطر».

واشار منصور الى 10 أسرى معتقلين في سجن الرملة، والذين تطلبت «خطورة وضعهم الصحي» نقلهم الى مستشفى السجن. واشار خصوصا الى اثنين منهم هما بلال دياب وثائر حلاحلة المضربين عن الطعام منذ 29 فبراير الماضي.

وقال في الرسالة انهما يعانيان خصوصاً من «نقص كبير في الوزن، وتوتر عصبي، ونقص في المياه، وانخفاض بضغط الشرايين». وأضاف ان «إسرائيل مسؤولة عن صحة هؤلاء الأسرى»، كما يتوجب على مجلس الأمن أن يذكرها بـ«واجباتها الشرعية في هذا الخصوص».

يشار الى ان ما لا يقل عن ثلث الأسرى الفلسطينيين، البالغ عددهم نحو 4700 اسير، مضربون حاليا عن الطعام لليوم التاسع عشر على التوالي، بحسب ادارة السجون الاسرائيلية ومصادر فلسطينية رسمية.

وأكد مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش أن الأسرى مصرون على عدم إنهاء معركة الأمعاء الخاوية إلا بتحقيق جميع مطالبهم العادلة، والتوصل إلى استجابة حقيقية من مصلحة السجون على جميع الطلبات المقدمة، وعلى رأسها إنهاء سياسة العزل الانفرادي. وأكد الخفش أن الأسرى لم يضربوا عن الطعام من أجل أن تزيد لهم مصلحة السجون بعض قنوات الافلام والموسيقى كما ادعت، معتبرا أن تقديم مثل هذه العروض يعد استخفافا بمعاناة الأسرى. وأوضح الخفش أن رقعة الإضراب تتسع يوماً بعد يوم، وأن عدد المضربين تجاوز 3000 أسير، وسط هجمة شرسة من قبل مصلحة السجون الاسرائيلية.

بدورها، قالت جمعية «واعد» للأسرى والمحررين ان رد مصلحة السجون لا يستحق أن يدرس أصلا لأنه «خداع وتضليل ومحاولة بائسة للالتفاف على الإضراب».

 

تضامن تونسي

في خضم ذلك، بدأ 2500 مواطن تونسي ووزيران وشخصيات سياسية تونسية إضراباً عن الطعام تعبيراً عن دعمهم للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وأعلن كل من: وزير النقل عبدالكريم الهاروني ووزير التعليم العالي منصف بن سالم وزير التعليم العالي، المنتميين لحركة النهضة الإسلامية التي تقود الحكومة التونسية، مساء الجمعة دخولهما في إضراب عن الطعام لمدة يومين متتاليين.

وشارك الوزيران في هذا الإضراب 2500 شخص من حقوقيين وسياسيين ونواب ومثقفين وشخصيات عامة تونسية، ضمن حملة تحت شعار «نجوع نهار.. من أجل الأحرار».