تكبدت قوات النظام السوري أمس، الخسائر الأكبر منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع، حيث قتل 21 جنديا برصاص الجنود المنشقين المنضوين تحت لواء «الجيش الحر»، في وقت أكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود إن لبعثته «تأثيراً مهدئاً» للوضع الميداني، مقراً في الوقت ذاته ان وقف اطلاق النار «هش».

وأسفرت الاشتباكات امس بين القوات النظامية السورية و«الجيش الحر» في ريفي حلب ودمشق عن مقتل 21 من القوات النظامية وعنصرين منشقين. ففي ريف حلب، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إنه «قتل 15 من قوات الامن السورية هم 13 عنصرا وضابطان كبيران برتبة عقيد إثر كمين نصب لهم على طريق بلدة الراعي».

وكانت البلدة شهدت الليلة قبل الماضية اشتباكات اسفرت عن مقتل عنصرين منشقين. وتجددت العمليات العسكرية في الايام الماضية، بحسب ناشطين في مناطق ريف حلب، بعد ان كانت توقفت خلال الاسابيع الماضية، مع دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في الثاني عشر من ابريل.

 

ريف دمشق

وفي ريف دمشق، أضاف المرصد السوري القول إنه «استشهد شخصان برصاص القوات النظامية السورية عندما كانا في حافلة صغيرة بمدينة داريا» التي شهدت اشتباكات عنيفة بعد منتصف الليلة قبل الماضية أصيب خلالها خمسة من قوات الامن السورية بجراح.

كما دارت اشتباكات عنيفة في مدينة حرستا ليلاً واستمرت حتى الفجر بين القوات النظامية من جهة، وجنود انشقوا عنها ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة من جهة اخرى اسفرت عن مقتل ستة جنود نظاميين.

ونفذت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات في حرستا والزبداني، وانتشارا أمنيا وعسكريا في بلدتي سقبا وكفربطنا. وتشهد مناطق ريف دمشق عمليات مستمرة للقوات النظامية، لا سيما في مدينتي دوما وحرستا.

 

دير الزور ودرعا

وفي محافظة دير الزور، أفاد المرصد السوري بتعرض قرية الدحلة لقصف القوات النظامية، فيما تعرضت مدينة القورية لحملة اعتقال ومداهمات وحرق لمنازل بعض النشطاء.

وفي درعا، قتل سوري بنيران القوات النظامية في منطقة اللجاة، فيما سمع صوت اطلاق رصاص كثيف في داعل، في حين استمر قصف قوات النظام لحمص وريفها.

موقف مود

من جانب آخر، رفض رئيس البعثة الجنرال روبرت مود في تصريح لشبكة تلفزيون «سكاي نيوز» البريطانية من دمشق، في أول مقابلة تلفزيونية له، الانتقادات بأن بعثة المراقبة الدولية في سوريا تعمل ببطء. وقال الجنرال النرويجي إن عدد المراقبين المنتشرين على الارض في سوريا «سيتضاعف خلال الأيام المقبلة»، مضيفاً القول: «هذا ليس أمراً سهلاً، ونحن نرى من خلال الاعمال والانفجارات وإطلاق النار أن وقف اطلاق النار هش فعلاً». وتابع الجنرال مود: «ولكن ما نراه أيضا على الأرض هو انه في المناطق التي يتواجد فيها مراقبونا، يكون لوجودهم تأثير مهدئ، كما أننا نرى أن العاملين على الارض يأخذون النصائح من مراقبينا».