حذرت مصادر حقوقية فلسطينية من تدهور خطير في الوضع الصحي لأسيرين فلسطينيين مضربين عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية، فيما نقلت إدارة معتقل ريمون الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير أحمد سعدات إلى مستشفى سجن الرملة بعد تدهور صحته.. في وقت أعلن فيه عشرات الأسرى انضمامهم للإضراب المفتوح عن الطعام المستمر منذ 13 يوما.

وقالت الحركة الشعبية لنصرة الأسرى، في بيان صحافي لها، إن الأسير محمد حلس من مدينة غزة تم تحويله الليلة قبل الماضية إلى مستشفى سوروكا الإسرائيلي في بئر السبع وهو في حالة حرجة وخطيرة، لافتة إلى أن الأسير عماد السراج من غزة يعاني أيضا من حالة صحية خطرة وحرجة، حيث بات يتقيأ دما ويعاني من سياسة الإهمال الطبي الإسرائيلي.

على الصعيد ذاته، نقلت إدارة معتقل ريمون الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير أحمد سعدات، المضرب عن الطعام منذ 13 يوماً، إلى مستشفى سجن الرملة بعد تدهور صحته.

وقالت مصادر من المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن «سعدات المعزول في زنازين سجن ريمون منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويخوض مع رفاقه وأخوانه الأسرى اضرابا مفتوحا عن الطعام منذ السابع عشر من مارس الحالي بهدف الضغط على سلطات السجون الصهيونية لوقف سياسة العزل الانفرادي اللا انسانية بحق أكثر من 20 أسيراً من قادة شعبنا البواسل، ولتحقيق مطالب أخرى».

وكان أسرى الجبهة الشعبية رفضوا عرضا من ادارة السجن بوقف اضرابهم عن الطعام مقابل انهاء عزل سعدات الانفرادي وتحويله لأقسام السجن العادية.

يذكر أن صحة سعدات في تدهور مستمر نتيجة استمرار عزله الانفرادي منذ سنوات، وفقدانه لعشرات الكيلوجرامات من وزنه نتيجة اضراباته المتكررة عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقاله.

 

توسيع الاحتجاج

في هذه الأثناء، أعلن عشرات الأسرى في معتقلي: عوفر ومجدو انضمامهم إلى بقية الأسرى في إضرابهم عن الطعام.

وذكر الأسرى، في رسالتين منفصلتين لهما، أن العشرات منهم بدأوا خوض الإضراب المفتوح عن الطعام تحت اسم «إضراب النخبة».

من جهته، قال مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان إن مصلحة السجون الإسرائيلية طرحت أمس عددا من الحلول لإنهاء العزل الانفرادي مقابل فك الإضراب المفتوح عن الطعام.

واعتبر المركز، في بيان صحافي له، أن هذا الطرح يؤشر إلى تصدع كبير في موقف مصلحة السجون التي كانت ترفض نقاش قضية إنهاء العزل الانفرادي للأسرى. وذكر أن هذا التصدع حدث عندما طرح أحد مديري الاستخبارات في أحد السجون حلا وسطا لإنهاء إضراب الأسرى، حيث طالب بتجميع المعزولين في قسم واحد، وتقديم تعهد من قبل الأسرى الذين سيخرجون من العزل بعدم التدخل في أي شأن خارج السجن، وعدم إعطاء أي تصريح. وأضاف إن «العرض تم رفضه من قبل الأسرى، وقالوا إن إنهاء العزل الانفرادي حق كفله القانون الدولي».

 

نداء استغاثة

 

بأيديهم الصغيرة التي حملوا بها الشموع وأشعلوها لتضيء عتمة السجن لآبائهم وإخوانهم، وجه أطفال غزة نداء استغاثة إلى العالم لمساندة الأسرى الفلسطينيين في إضرابهم عن الطعام. وحمل الأطفال خلال فعالية نظمها أهالي وذوي الأسرى الليلة قبل الماضية بساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة لافتات كتب عليها باللغة العربية والانجليزية: »الحرية للأسرى، تحيا فلسطين«، وأخرى تتمنى لهم دوام الصحة والعافية. (