لعل الاشتباكات الأخيرة بين السودانيْن في منطقة هجليج النفطية أعادت إلى الأذهان شبح اندلاع الحرب الشاملة مرة أخرى بعد سبعة اعوام كاملة من توقيع اتفاق السلام الشامل وتسعة أشهر من الانفصال.
ويقول المحلل جون أشوورث إن «مسألة الهوية» كانت السبب الرئيسي للحروب الأهلية التي اجتاحت السودان خلال معظم تاريخ ما بعد الاستقلال، مضيفاً إن «السودان اعتاد أن يكون دولة متعددة الثقافات والديانات واللغات والأعراق، ولكن خلال فترة طويلة تمكنت مجموعة هوية واحدة من السيطرة على البلاد».
واردف: «لقد عرّفت بنفسها على أنها الهوية السودانية، وكانت في أوقات عديدة تقوم بالاضطهاد والتهميش، ساعيةً إلى تدمير الهويات الأخرى». وفي سلسلة ردود الأفعال على الهجوم على بعض الكنائس، أصدرت حركة «تغيير السودان الآن» «اعتذاراً علنياً»، مشيرة إلى أن الاحداث «تظهر قلقاً متزايداً من تفشي العنف في البلاد بشكل أكبر، نتيجة دعاية التهميش البغيضة التي يقودها حزب المؤتمر الوطني الحاكم». ولفتت إلى أن «هذه الأنواع من أعمال العنف البغيضة والجرائم العنصرية، غير مقبولة ولا أخلاقية أو دستورية».
مؤكدة أن «شعب السودان يتكون من أعراق وديانات وأجناس مختلفة، ويقف ضد مثل هذه الجرائم». ويشير وليام وهو أحد السودانيين الجنوبيين الذين كانوا يعيشون في مخيم مؤقت حول محطة قطار شجرة، إلى أنه «كلما يندلع القتال على الحدود أبقى هنا، فأنا مثلاً لم أخرج من هذا المخيم لمدة أسبوع». ويردف وليام أن بعض أصدقائه تعرضوا للضرب، وتمت مهاجمتهم من قبل أشخاص يطلقون على سكان جنوب السودان تسمية «الأعداء» الذين يريدون الاستيلاء على السودان، مضيفاً: «مشكلتي الكبرى الآن هي أنني لم أعد مقيماً بصورة قانونية، ويمكن أن أتعرض للسطو أو الضرب أو حتى القتل ولن يأبه أحد بي أو يتعرف علي».
