واصلت قوات النظام السوري أمس عملياتها العسكرية ضد معاقل الثورة، متجاهلة تماماً وجود المراقبين الدوليين المكلفين مراقبة وقف إطلاق النار، حيث ارتكبت مجزرة في مدينة حماة التي سقط فيها 28 قتيلا بقصف على حي الأربعين، رافقه قصف مماثل على مدينة حمص، التي زارها المراقبون، فضلا عن تفقدهم مناطق في ريفي حلب ودمشق، الذي شهد اشتباكات مع منشقين، وسط استمرار التظاهرات المناوئة للرئيس بشار الأسد.
وقال نشطاء أمس: إن 28 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 60 بجروح في قصف لقوات النظام السوري لحي الأربعين في مدينة حماة، ضمن 36 سقطوا برصاص الجيش النظامي في عدة مدن. وقال ناشط من المنطقة يدعى مصعب: «بدأ الأمر في الصباح بالدبابات والمدفعية، كانت هناك منازل تحترق، دخلت قوات الجيش وأطلقت النار على الناس في الشارع».
تحليق طيران
وفي سياق متصل، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن تحليق مكثف للطيران فوق عدة بلدات ومدن في ريف حماة منها كفر نبودة وكرناز وقلعة المضيق واللطامنة. وقال ناشطون: إن قوات النظام اجتاحت الليلة قبل الماضية مناطق في حماة رغم وجود مراقبي الأمم المتحدة. كما أفيد أن قوات النظام قصفت دير الزور بالأسلحة الثقيلة، ما أدى الى تضرر عدد من المباني.
وأشار ناشطون الى سماع انفجارات في ريف دمشق تبعها اطلاق نار في عربين وعند أطراف حرستا. وأكد هؤلاء أن اشتباكات وقعت بين القوات النظامية وجنود منشقين على مشارف العاصمة دمشق، حيث سمعت أصوات انفجارات في المنطقة. وقال الناشط هيثم العبدلله لوكالة الأنباء الألمانية: إن دوي ما لا يقل عن عشرة انفجارات سمعت في المنطقة. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.
قصف حمص
بدوره، رأى عضو المكتب الاعلامي في حمص أبو يزن الحمصي أن دور المراقبين الدوليين المكلفين بالتحقق من وقف إطلاق النار في سوريا «لن يكون مؤثرا في وقف الانتهاكات»، مضيفا ان «القصف على حي الخالدية في حمص استمر طوال الليل حتى ساعات الصباح، على مسمع من المراقبين وتحت عيونهم». كما أشار في اتصال مع «فرانس برس» الى سماع اصوات طلقات رصاص في حيي بابا عمرو والانشاءات اللذين تسيطر عليهما قوات النظام.
وقال الحمصي: «لا أعلم ما هي بالضبط مهمة المراقبين الدوليين. اذا كانت مهمتهم اعطاء مزيد من المهل لبشار السفاح، فنحن في غنى عنهم»، متسائلاً: «كيف يراقبون وقف النار والرصاص يطلق عليهم وليس فقط بحضورهم؟». وذكر الحمصي ان الوضع في حمص «مأساوي، فالناس منذ اربعة اشهر لم يذهبوا الى عملهم، ولا يتقاضون رواتبهم». وتابع: «النظام يستغل وجود المراقبين في منطقة فيقتل ويداهم في منطقة أخرى»، مشيرا الى ان النظام «لم يطبق اي بند من بنود خطة المبعوث المشترك كوفي أنان ولم يسحب الآليات العسكرية والمدرعات من الشوارع، ولم يتم إخلاء أي سجين أو موقوف».
استمرار التظاهرات
رغم استمرار أعمال العنف، سجل منذ وصول المراقبين انحسار في العمليات العسكرية وانتعاش في التظاهرات المناهضة للنظام. وسارت تظاهرات عدة الليلة قبل الماضية لا سيما في مدينة ومحافظة حلب ومدينة ومحافظة حماة. ورفعت إحدى التظاهرات في طريق حلب في المدينة لافتة كتب عليها: «الى رئيس اللجنة سيادة العقيد أحمد حميش، شكراً من أهالي حماة. نريدك أن تقول وتوصل الحقيقة الى العالم».
جولات المراقبين
في هذه الاثناء، زار اعضاء في فريق المراقبين مدن الزبداني، في ريف دمشق، وحمص وحلب. وقال الناطق باسم المراقبين الدوليين نيراج سينغ: إن «فريقاً من المراقبين زار مدينة الزبداني في ريف دمشق»، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل، لافتا إلى وصول المزيد من المراقبين خلال الأيام المقبلة للمشاركة في مهمة مراقبة وقف إطلاق النار. وكان سينغ أفاد في وقت سابق أن «فريق القبعات الزرق سيزور مناطق قريبة من دمشق»، مشيراً الى أن المراقبين «يتابعون مهمتهم ويقومون بزيارات يومية ويتواصلون مع جميع الأطراف من أجل التحضير لمهمة بعثة مراقبي الأمم المتحدة».
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية في خبر مقتضب أن وفد المراقبين «زار حي الوعر بمدينة حمص والتقى الأهالي». بدوره، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن «مراقبين وصلوا الى مدينة الباب في ريف حلب»، مشيرا الى ان الزيارة «تزامنت مع حملة مداهمات واعتقالات نفذتها القوات السورية في المدينة». وفي كل مكان يذهب اليه المراقبون الدوليون، يتجمع الناس في تظاهرات تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد ويسعون الى إسماع المراقبين شكاواهم عن المعتقلين وضحايا العنف، بحسب ما تظهر أشرطة مصورة يبثها ناشطون على شبكة الانترنت.
