في خطوة مفاجئة، أعلنت جوبا أن قواتها المسلحة شرعت في الانسحاب من منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها مع الخرطوم على ان تكمل الانسحاب في غضون ثلاثة أيام، مشيرة إلى أن الخطوة جاءت «استجابة لنداءات مجلس الامن وإشاعة اجواء تسهم في استئناف الحوار مع الخرطوم»، التي قالت من جانبها إنها «حررت» هجليج، في تضارب للانباء، تزامن مع الإعلان عن مقتل 79 جنديا من القوات الحكومية السودانية وميليشيات تابعة لها في كمينين بولاية النيل الأزرق المحاذية للحدود مع دولة الجنوب.

ووسط تسريبات باستمرار القتال، أعلن رئيس جنوب السودان سالفا كير انه اصدر الامر لجيشه بالانسحاب بدءا من أمس من منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها مع الخرطوم والتي سيطر عليها في العاشر من ابريل الجاري.

وأوضح كير في بيان قرأه الناطق باسم الحكومة برنابا ماريال بنجامين في مؤتمر صحافي بجوبا ان جنوب السودان اعلن ان قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان «تلقت الاوامر بالانسحاب من هجليج». وأردف القول ان انسحابا منظما سيبدأ على الفور ويكتمل في خلال ثلاثة ايام. وأضاف كير في بيانه ان قرار الانسحاب «لا يغير في شيء في موقفنا الذي يؤكد ان بانتو (اسم هجليج في جنوب السودان) تبقى منطقة لا تتجزأ من جمهورية جنوب السودان».

وأكد سلفا كير في البيان ان الانسحاب تقرر استجابة لنداءات مجلس الامن وعدد من مسؤولي المجتمع الدولي وكذلك لاشاعة «اجواء تسهم في استئناف الحوار مع السودان»، على حد وصفه. وسبق ان اكدت الخرطوم منذ الاستيلاء على هجليج انها ستستعيدها «بكل الوسائل الممكنة» نظرا لاستراتيجيتها وانها تنتج نصف انتاجها من الخام، لا سيما ان جنوب السودان حصلت بالاعلان عن استقلالها في يوليو 2011 على ثلاثة ارباع الاحتياطي النفطي الموجود ما قبل الانفصال.

 

تحرير هجليج

أما الخرطوم، فأعلنت على لسان وزير دفاعها عبد الرحيم محمد حسين ان جيش بلاده استعاد بـ«القوة» السيطرة على هجليج. وقال حسين بعد اقل من ساعتين من خطوة جوبا، ان قواتنا تمكنت من «تحرير» مدينة هجليج بالقوة واستعادتها.

79 قتيلاً

في غضون ذلك، أكدت مجموعة سودانية متمردة لوكالة «فرانس برس» انها قتلت 79 من افراد الجيش السوداني وعناصر القوات شبه العسكرية في كمينين في ولاية النيل الازرق المجاورة لجنوب السودان والتي تشهد معارك عنيفة منذ سبتمبر الماضي.

وقال الناطق باسم «الجيش الشعبي لتحرير السودان ـ الشمال» ارنو نغوتولو لودي ان الجنود وافراد الميليشيا الـ79 قتلوا في كمينين نصبا الثلاثاء والاربعاء الماضيين في منطقة تبعد نحو 35 كيلومترا عن الدمازين عاصمة النيل الازرق. ولم يتسن التحقق من صحة هذه المعلومات بسبب القيود الشديدة على دخول المنطقة وأوضح لودي ان 67 جنديا وعنصر ميليشيا قضوا في كمين نصب لقافلة عسكرية، كما قتل اثنا عشر اخرون في الهجوم الثاني. وأردف القول: «في احد الكمينين سقط لنا ثلاثة قتلى وجريحين»، موضحا ان خمسة متمردين اصيبوا بجروح في الهجوم الاخر.

واشار لودي الى تجدد المعارك في النيل الازرق منذ العاشر من ابريل الجاري عندما استولت قوات جنوب السودان على منطقة هجليج الواقعة في ولاية جنوب كردفان المجاورة حيث يوجد بئر نفطية ضخمة. وشنت القوات السودانية من جانبها غارات جوية على جنوب السودان.

واتهم الناطق باسم المتمردين الخرطوم بـ«استخدام موضوع هجليج لتعبئة ميليشياتها ومقاتلين اخرين ضد الجيش الشعبي لتحرير السودان، الشمال».

 

أفريقيا الوسطى

أمنيا ايضا، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر وصفتها بـ«المتطابقة» ان احد عشر من جنود افريقيا الوسطى المشاركين في مهمة في السودان في اطار القوة الثلاثية، السودان ـ تشاد ـ افريقيا الوسطى، لمراقبة حدود الدول الثلاث قتلوا الاربعاء الماضي في اطلاق قذائف. وأوضح مصدر حكومي في بانغي: «سقط 11 قتيلا وتسعة جرحى في صفوف جنود افريقيا الوسطى». وبحسب المصدر: «استهدف الهجوم قيادة القوة الثلاثية المتمركزة في السودان في منطقة ام دافوك الحدود الثلاثية، ونسب الهجوم الى «متمردين جاءوا من جنوب السودان».

 

 

 

 

 

حدث وحديث

واشنطن: لا حرب

 

قال المبعوث الاميركي لدولتي شمال وجنوب السودان برنستون لايمان شدد في وقت سابق ان البلدين يريدان ايجاد سبل لتجنب اندلاع «حرب شاملة» مع تصاعد العنف وتهديد الرئيس السوداني عمر البشير «بالقتال» ضد جارته الجنوبية. وصرح لايمان للصحافيين عقب محادثات في البلدين ان الجانبين يريدان طريقا للخروج من الازمة.

 

أوغندا تدعم جوبا

 

نقلت صحيفة «ديلي مونيتور» الأوغندية عن قائد قوات الدفاع الجنرال اروندا نياكايريما قوله إن بلاده ستساند جارتها المستقلة حديثا، جنوب السودان، حال اندلاع حرب بينها وبين شمال السودان.

وقال نياكايريما إن بلاده «لن نقف مكتوفة الايدي، وستشارك لاننا عانينا من حرب بالوكالة من جانب الخرطوم».

من جهته، اكد الناطق باسم الجيش الاوغندي فيليكس كولاييجي ان نياكايريما ادلى بالفعل بالتصريحات المنشورة في «ديلي مونيتور».

وقال نياكايريما: «عانى شعبنا في شمال اوغندا وتشير معلومات استخباراتنا أيضا إلى أن جيش الرب للمقاومة الذي يملك ما يقدر بنحو 200 مدفع على اتصال مجددا بالخرطوم».