جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس انتقاداته للسياسة الاسرائيلية، مؤكدا أن الأفق السياسي أصبح مغلقا بسبب سياسات تل ابيب المتعنتة، مؤكدا في الوقت ذاته أن السلطة ستطلق يديها وستصبح حرة في الاتجاه إلى الامم المتحدة والمنظمات الدولية وستسعى إلى عزل الاحتلال في حال لم يتم الرد على الرسالة التي وجهها إلى الاسرائيليين بشأن السلام، بينما شدد على عدم يأسه من تحقيق المصالحة رغم العراقيل وأنه بانتظار رد من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
وقال عباس في لقاء خص به مجلة «الموقف» التي تصدر عن هيئة التوجيه السياسي والوطني الفلسطينية أمس: «نحن لم نكف يوما عن التأكيد على رغبتنا في مفاوضات جدية مباشرة ومثمرة، وخلال كل جولات التفاوض، بما فيها المحادثات الاستكشافية في عمان، قدمنا رؤيتنا وتصورنا لحل القضيتين الأبرز وهما الحدود والأمن.
لكن الجانب الإسرائيلي لم يقدم شيئاً مكتوبا واكتفى بإعلان اصراره على الاحتفاظ بسيطرته على منطقة الغور والحدود الشرقية واستمراره في التوسع الاستيطاني بمعدلات خطيرة للغاية ما يعني استحالة قيام دولة فلسطينية مستقلة، اذن باتت المفاوضات أمراً غير ذي مغزى ولا طائل من ورائها».
وأضاف ابومازن: «ارسلنا خطابنا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، واجملنا فيه محطات عملية السلام والموقف الراهن، وفي الوقت نفسه قدمنا للجنة الرباعية الدولية رأينا وتصورنا، وفي حال لم نجد استجابة مشجعة فإننا سنكون أحراراً في رسم خطواتنا المقبلة، سنذهب إلى الجمعية العمومية للامم المتحدة وإلى كل المنظمات الدولية المنبثقة عنها وسنتابع تحركنا الدبلوماسي الرامي إلى عزل السياسة الإحتلالية وكشف الأطماع الإسرائيلية في أرضنا ومياهنا ومقدساتنا، إلى أن ينتبه العالم إلى حقيقة ان السلام يحتاج إلى دور دولي أكثر حزما وأكثر فاعلية وتأثيراً».
حل السلطة
وبالنسبة لمسألة حل السلطة الذي يردده بعض الساسة كأحد الخيارات الفلسطينية للرد على الوضع القائم، أجاب عباس: «هذا ليس واحداً من خياراتنا، ولم يسبق أن قلنا إننا قد نحل السلطة، ما قلناه هو أن السلطة الوطنية نشأت كأداة لإجتياز المرحلة الإنتقالية ولنقل الشعب الفلسطيني من الإحتلال إلى الدولة المستقلة، وإذا لم تحقق السلطة هذه الغاية فإنها ستكون قد فقدت أحد أسس تكوينها، وهذا يعني أن على العالم التدخل بشكل فعال والضغط على إسرائيل بشكل مباشر لثنيها عن سياساتها المتشددة كي لا نصل إلى وضع تفقد فيه السلطة كل مبررات وجودها».
المصالحة الوطنية
وبشأن المصالحة الوطنية، قال الرئيس الفلسطيني: «بعد اتفاق الدوحة الذي تم مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، سمعنا تصريحات تشير إلى وضع داخلي مضطرب في حماس، وإلى رفض بعض قياداتها الاتفاق الذي تم التوصل إليه». واردف: «نحن لا شأن لنا بما يجري داخل حماس، لكننا ننتظر الجواب من مشعل الذي يواجه ربما وضعاً صعباً».
واستطرد: «لن نيأس من اتجاهنا إلى المصالحة وسنستمر في محاولاتنا إعادة اللحمة إلى وطننا وشعبنا لأنه لا يجوز استمرار هذا الوضع، ولا يمكن لنا التقدم باتجاه الاعتراف العالمي بحقنا في دولة مستقلة وفي العضوية الكاملة في الأمم المتحدة إذا استمر انقسامنا».
