تجتمع في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الخميس مجموعة «أصدقاء سوريا»، في لقاء هو الثالث، بعد تونس وتركيا، بهدف توجيه رسالة حازمة إلى دمشق بسبب العراقيل التي يضعها النظام في وجه مهمة المبعوث العربي الدولي كوفي أنان، تزامناً مع دعوة وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني روسيا إلى إقناع النظام السوري باحترام وقف إطلاق النار وسحب القوات من المدن، غير أن موسكو حملت المعارضة وأطرافاً خارجية مسؤولية محاولة إفشال خطة أنان، محذرة من «خصخصة» المهمة.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في تصريحات صحافية امس أن 15 وزير خارجية سيشاركون في مؤتمر أصدقاء سوريا اليوم في باريس، من بينهم رؤساء الدبلوماسية الأميركية والألمانية والأردنية والقطرية والسعودية والمغربية. وأوضح جوبيه أن السبب للدعوة إلى الاجتماع يعود إلى «العراقيل التي تضعها دمشق أمام انتشار مهمة المراقبين الأمميين ومواصلة القمع من قبل النظام السوري بما يخالف تعهداته، وهو ما يتطلب رد فعل قوياً من الأسرة الدولية».
ورداً على سؤال عما إذا كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيشارك في الاجتماع، قال جوبيه إنه دعا عدداً من نظرائه في مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» إلى باريس للوقوف على الوضع وتوجيه رسالة حازمة إلى دمشق ورسالة دعم للمبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان.
ورداً على سؤال آخر عما إذا كان الاجتماع سيبحث فرض عقوبات على دمشق، أفاد أن هذا اللقاء «ليس بديلاً من عمل مجلس الأمن، ولن يكون من الملائم تالياً دعوة أعضاء هذا المجلس بصفتهم المذكورة»، مضيفاً أنه «عملية مكملة دعماً لعمل مجلس الأمن».
وأضاف أنه «بعد أن أنشأنا في باريس، في اجتماع مجموعة العقوبات، هيئة خاصة بشأن سبل تطبيق العقوبات، سنؤكد رغبتنا بعدم السماح بالانحراف عن العملية السياسية الضرورية للشعب السوري».
دعوة مغربية
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية المغربية سعد الدين العثماني كافة أطراف النزاع في سوريا إلى الامتناع عن أعمال العنف وعدم انتهاك بنود خطة أنان. ونقلت وسائل إعلام روسية عن العثماني قوله في مؤتمر صحافي مشترك بعد محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «نساند خطة أنان، ونعتبرها إمكانية واقعية للخروج من الأزمة»، مضيفاً: «نعتقد بأن روسيا لعبت دوراً كبيراً في البدء بتنفيذ الخطة من خلال إقناع الحكومة السورية بالموافقة عليها، وإن هذا يشير إلى أن دور روسيا مهم في تسوية الأزمة».
وأردف: «نتمنى النجاح لمهمة أنان، ونعتقد أن بإمكان روسيا أن تلعب دوراً فعّالاً في إقناع القيادة السورية، باحترام وقف إطلاق النار وشروط سحب القوات من المدن».
موقف روسي
من جانبه، قال لافروف إن موسكو تدعو أطراف المجتمع الدولي التي تتمتع بتأثير في المعارضة السورية المسلحة، إلى استخدام هذا التأثير لمنع الاستفزازات ومراعاة الهدنة المعقودة.
وذكر أن روسيا تكرر تأكيدها بإصرار على ضرورة قيام «من له تأثير في مختلف مجموعات المعارضة السورية، وخاصة المسلّحة منها، باستخدام هذا التأثير خدمة للشعب السوري، ولمنع وقوع استفزازات ومراعاة الهدنة»، مضيفاً أنه حتى الآن لم تعلن أطراف رئيسية في المعارضة السورية ومن ضمنها المجلس الوطني السوري، عن موافقتها رسمياً على خطة أنان.
وأشار لافروف إلى وجود أطراف في المجتمع الدولي «ما زالت تتمنى فشل خطة كوفي أنان كي يتم العمل بخيارات أخرى، أولها خيار استخدام القوة». وأردف: «نحن قلقون بشأن المحاولات المتواصلة لخصخصة خطة أنان وتفويض مهمّة تقييم تطبيقها لهيكليات تأسست ذاتياً مثل مجموعة أصدقاء سوريا».
