تقترب مهمة المراقبين الدوليين في سوريا من الاصطدام بجدار الخروقات اليومية التي ترتكبها قوات النظام السوري، حيث أقرّ رئيس الفريق الطليعي للمراقبين العقيد احمد حميش ان مهمة البعثة التي زارت أمس محافظة درعا بأنها «صعبة»، فيما اكتنف الغموض مصير رئيس البعثة الجنرال النرويجي روبرت مود وسط تقارير متضاربة عن استقالته واستبداله بجنرال هندي، في وقت دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دمشق الى ضمان حرية حركة كاملة للمراقبين، تزامنا مع مقتل 51 شخصاً في قصف وعمليات عسكرية للقوات الموالية للنظام في أربع محافظات.

وأكّد رئيس الفريق الطليعي للمراقبين الدوليين الموجود في سوريا ان مهمة البعثة التي اقرها مجلس الامن الدولي «صعبة»، مشددا على ضرورة التنسيق «مع جميع الاطراف».

 

تنسيق جماعي

وقال رئيس الفريق العقيد المغربي احمد حميش الذي بدأ عمله اول من امس في تصريح مقتضب للصحافيين قبل مغادرته مكان اقامته في احد فنادق دمشق، «انها مهمة صعبة».

واضاف: «لا بد من التنسيق والتخطيط والعمل خطوة خطوة. الامر ليس سهلا ولا بد من التنسيق مع جميع الاطراف، مع الحكومة بالدرجة الاولى ثم مع جميع الاطراف».

ووصلت طليعة البعثة المؤلفة من ستة اشخاص مساء الاحد الماضي الى سوريا بقيادة المغربي احمد حميش، بموجب قرار مجلس الامن الذي نص على ارسال بعثة من 30 مراقبا للاشراف على وقف اطلاق النار الهش الذي بدأ تطبيقه الخميس الماضي. ويفترض ان يكون هؤلاء مقدمة لاكثر من 250 مراقبا يتم ارسالهم لاحقا، الا ان ذلك سيحتاج لاسابيع عدة والى قرار جديد في مجلس الامن.

 

زيارة درعا

وفي السياق ذاته، قام وفد من المراقبين بزيارة محافظة درعا جنوب سوريا، بينما استأنف عدد منهم مباحثاتهم في وزارة الخارجية السورية. وقال الناطق باسم الأمم المتحدة في سوريا خالد المصري لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال» إن «عدداً من المراقبين الدوليين قاموا بزيارة مدينة درعا جنوب سوريا والتقوا محافظها محمد خالد الهنوس ثم قاموا بجولة في المدينة». وأضاف المصري إن «الفريق التقني للمراقبين الدوليين استأنف اجتماعاته مع الجانب السوري في مقر وزارة الخارجية السورية، لإنجاز بروتوكول عمل بعثة المراقبين الدوليين والذي من المنتظر إنجازه» اليوم «تمهيداً لقدوم المراقبين الـ25 الآخرين خلال 48 ساعة المقبلة».

 

غموض الجنرال

ولفّ الغموض حول تقارير تحدثت عن استقالة الجنرال النرويجي روبرت مود الذي يرأس بعثة المراقبين. ونفت الأمم المتحدة نبأ الاستقالة على لسان نائب الموفد الأممي العربي كوفي انان. وكان روبرت مود توجه بفريق من عشرة أفراد إلى سوريا في الخامس من ابريل الجاري وعاد إلى جنيف في العاشر من ابريل لتقديم تقرير إلى أنان. لكن مود عاد بعد ذلك إلى اوسلو ولم يسمع عنه اي شيء علانية منذ ذلك الحين. لكن سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين اتهم مود «بالتخلي عن منصبه في منتصف المهمة». وذكرت تقارير أنه تم استبدال الجنرال مود بالهندي أبهجيجت أنمول وهو مستشار عسكري ومساعد إدارة مهمات حفظ السلام في الأمم المتحدة، لإدارة عمل بعثة المراقبين في سوريا.

وجاء في مقال افتتاحي في صحيفة «ديلي ستار» البيروتية ان «غموض رئيس البعثة المفقود» يحتاج الى توضيح. وأضافت انه اذا كان رئيس الاركان النرويجي السابق غير راغب في قيادة فريق تحركاته محدودة ويخضع لسيطرة سوريا «فانه امر حيوي الان لمود ان يتحدث بصوت مرتفع».

 

حرية الحركة

في هذه الأثناء، دعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية الى ضمان حرية حركة كاملة للمراقبين الاجانب. وقال كي مون على هامش زيارة رسمية الى لوكسمبورغ ان «من مسؤولية الحكومة السورية ضمان حرية حركة المراقبين». واضاف ان المراقبين الذين وصلت طلائعهم مساء الاحد: «يجب ان يسمح لهم بالتحرك بحرية في اي مكان لكي يكونوا قادرين على مراقبة وقف اعمال العنف». وتابع الامين العام للامم المتحدة ان «مجلس الامن طلب مني تقديم اقتراح رسمي بشأن بعثة مراقبة للامم المتحدة.. وسأفعل ذلك» بحلول اليوم. واقر كي مون بان الوضع على الارض في سوريا «لا يزال هشا».

 

خروقات للهدنة

ميدانياً، قتلت القوات الموالية للنظام 51 شخصاً في عمليات عسكرية واسعة في اليوم السادس للهدنة المفترضة. وجاء غالبية القتلى في محافظة ادلب التي قتل فيها 38 شخصاً. وذكرت لجان التنسيق المحلية إن ثمانية من القتلى اعدموا ميدانياً، مشيرة إلى ان العدد مرشح للارتفاع «نتيجة وجود جثث لم يستطع الأهالي انتشالها بسبب الانتشار الأمني الكثيف»، وأشارت إلى «تبول عناصر قوات النظام على بعض الجثث». واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى استخدام القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والحوامات المجهزة برشاشات وقذائف الهاون في عملياتها بادلب.

وفي حمص، تعرض حيا الخالدية والبياضة في المدينة لقصف عنيف من الجيش. وبدت في شريط فيديو وزع باكرا امس سحب من الدخان الابيض تتصاعد من امكنة مختلفة لدى سقوط القذائف على احياء حمص.

في درعا قتل ستة أشخاص واصيب العشرات نتيجة قصف على بلدة بصر الحرير مصدره «القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة»، بحسب بيان للمرصد السوري.

واشار المرصد الى تعرض منطقة اللجاة ايضا «لقصف واطلاق نار من الرشاشات الثقيلة من القوات النظامية السورية». وتضم منطقة اللجاة الصخرية الوعرة تجمعا كبيرا للمنشقين.