مع بدء فريق المراقبين الدوليين مهمته في سوريا، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري أمس إلى توخي «أقصى قدر من ضبط النفس» للمحافظة على وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه الخميس، والذي أقرّ بأنه «هش للغاية»، فيما واصلت قوات النظام قصفها العنيف لمدينة حمص، تزامناً مع خروج مظاهرات في أكثر من مكان قمعتها السلطات السورية بعنف.
وبدأ فريق المراقبين الدوليين، أمس مهمته في سوريا للتحقُق من وقف إطلاق النار الذي يشهد سلسلة خروقات يومية تثير قلقاً لدى المجتمع الدولي.
ويرأس بعثة المراقبين الصغيرة المؤلفة من ستة أشخاص، التي وصلت مساء أول أمس إلى سوريا، ضابط مغربي هو الكولونيل أحمد حميش الذي قال للصحافيين فور وصوله إلى العاصمة السورية: «نحن هنا خمسة مراقبين كدفعة أولى، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2042 لمتابعة مهام عملنا وفق القرار الدولي».
مقر للبعثة
ومن جهته أوضح الناطق باسم الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي أنان أن مهمة المراقبين «بدأت بفتح مقر رئيس لهم صباح أمس، والاتصال بالحكومة السورية وقوات المعارضة لكي يفهم الطرفان بشكل كامل دور المراقبين الدوليين».
وعقد الفريق المؤلف من ستة أشخاص يرتدون اللباس التابع للأمم المتحدة كاملًا، اجتماعاً مقرراً في مقر وزارة الخارجية في وقت مبكر من صباح أمس، وقال مسؤول سوري لوكالة الأنباء الألمانية «نرغب في أن يبدأوا مهمتهم في حمص، حيث إنها مازالت منطقة تشهد خروقات يومية لوقف إطلاق النار».
وقال مصدر في الأمم المتحدة لوكالة الأنباء الألمانية إنه «يجري العمل على توقيع بروتوكول اتفاق تعاون مع السلطات السورية، لأن الأمم المتحدة لا يمكن أن تقوم بمهامها دون توقيع اتفاقات وبروتوكولات تعاون مع الدول التي تستضيف بعثاتها». واكتفى المصدر بالقول «إن الأجواء إيجابية».
ضبط النفس
إلى ذلك دعا كي مون النظام السوري أمس إلى توخي «أقصى قدر من ضبط النفس»، غداة تعبيره عن «قلقه الشديد» إزاء الوضع على الأرض في سوريا، مطالباً السلطات السورية في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل بـ«إبداء أكبر قدر من ضبط النفس»، مضيفاً القول: «على قوى المعارضة أن تتعاون أيضاً بشكل كامل» حتى يمكن تطبيق خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا كوفي أنان.
وقال بان كي مون خلال زيارة له في بروكسل: إن «عملية وقف أعمال العنف هذه هشة للغاية، و(لذلك) تتطلب كامل الدعم والتعاون من جانب كافة الأطراف المعنية - السلطات السورية وقوات المعارضة». ورحبت الحكومة السورية بوصول مجموعة من مراقبي الأمم المتحدة يشكلون أول فريق من العديد من فرق المراقبين التي من المقرر وصولها إلي البلاد لمراقبة وقف إطلاق نار هش توسطت فيه الأمم المتحدة.
قصف واعتقالات
ميدانياً، استأنفت القوات النظامية السورية قصف أحياء في مدينة حمص، حيث قتل مدنيان فجر أمس إثر إطلاق الرصاص على سيارتهما من القوات النظامية السورية في مدينة حماة وسط سوريا. وتوفي بعد ساعات شخص ثالث كان معهما متأثراً بجروح أصيب بها في إطلاق النار.
كذلك وقعت بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات عنيفة فجر أمس في مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة، واستؤنفت الاشتباكات بعد الظهر ما تسبب بمقتل أربعة أشخاص. وقتل شاب في السادسة عشرة في إطلاق رصاص في حقل زراعي في بلدة خطاب في إدلب التي شهدت حملة اعتقالات واسعة. ووقعت اشتباكات أيضاً في عربين في ريف دمشق. في درعا (جنوب)، قتل مواطن برصاص القوات النظامية في مدينة انخل.
وبحسب إحصائية جديدة للمرصد فقد أسفرت أعمال العنف في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية قبل أكثر من عام عن مقتل 11117 شخصاً، هم: 7972 مدنياً و3145 عسكرياً بينهم حوالى 600 منشق. ومن بين هؤلاء55 قضوا بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الخميس الماضي.
في الأثناء، خرجت صباح أمس تظاهرات تطالب بإسقاط النظام السوري، بحسب ما أظهرت أشرطة فيديو وزعها ناشطون على موقع «يوتيوب» الإلكتروني.
