لا تزال حرب المدافع والألسنة مستعرة بين دولتي السودان على خلفية دخول القوات القادمة من الجنوب منطقة هجليج النفطية. ففيما نقلت الأنباء قصف الجيش السوداني معسكرا لجنود حفظ السلام في منطقة على حدود البلدين، اتهمت جوبا جارتها الشمالية بما سمته «محاولة فتح جبهة جديدة للقتال في شمال شرق أراضيه في منطقة لم تطلها المعارك».. في وقت اعتبر رئيس برلمان السودان حكومة الجنوب عدواً، داعياً إلى إسقاطها.
وقصف طيران السودان معسكراً لجنود حفظ السلام في ولاية في جنوب السودان على الحدود بين البلدين، حسب ما أكّد مسؤولون في جنوب السودان والأمم المتحدة. وأكد وزير الإعلام بالولاية جدعون غاتبان أن «الغارة لم توقع ضحايا، وأنها شنت مساء أول أمس الأحد مستهدفة معسكراً في قرية «مايوم» الواقعة في ولاية الوحدة الغنية بالنفط على الحدود بين البلدين.
وقال غاتبان إن «أضرارا لحقت بالمعسكر وان قصفا آخر طال مايوم، أوقع سبعة قتلى و14 جريحا»، مضيفاً ان «السودانيين نفذوا عملية قصف هنا، لقد قصفوا مايوم وبنتيو عاصمة ولاية الوحدة».
من جهته، أشار الناطق باسم بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان إلى أنه «لم يسجل سقوط ضحايا».
«جوبا عدواً»
وفي إطار الحرب الكلامية الناشبة بين البلدين، أعلن البرلمان السوداني اعتبار حكومة جنوب السودان «عدوا» للخرطوم في جلسة تصويت عقدت أمس بعد ان احتلت قوات الجنوب حقل انتاج النفط السوداني في منطقة هجليج.
وقال القرار «نعلن حكومة جنوب السودان عدوا للسودان وعلى مؤسسات الدولة السودانية معاملتها وفق لذلك»، في وقت دعا رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر إلى «الإطاحة بحكومة جنوب السودان».
وقال الطاهر «نعلن أننا سنصادم الحركة الشعبية إلى أن ننهي حكمها للجنوب»، مضيفاً «سنعمل على لملمة كل مواردنا لتحقيق هذا الهدف».
نفي قصف
ورداً على اتهامات جوبا، نفى السودان أمس قصف طائراته الحربية حقلاً نفطياً سيطرت عليه قوات جنوب السودان، منحياً باللائمة على الجنوب في أي أضرار لحقت بالمنشأة خلال القتال الذي اندلع الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن وزير الإعلام السوداني عبدالله علي مسار قوله «إذا كان هنالك تخريب قد حدث في هجليج فإن ذلك قد يكون من جانب جيش دولة جنوب السودان، وإن الحكومة السودانية تحمل دولة جنوب السودان اي تخريب يحدث لآبار ومنشآت البترول».
اتهامات
على الصعيد ذاته، اتهم جيش جنوب السودان الخرطوم بــ «محاولة فتح جبهة جديدة للقتال في شمال شرق أراضيه في منطقة لم تطلها المعارك الدائرة بين البلدين في الأيام الأخيرة، الأمر الذي نفاه السودان.
وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان الكولونيل فيليب اغوير إن «القوات المسلحة السودانية هاجمت منطقة كويك على الحدود مع ولاية النيل الابيض السودانية، وتقدمت داخل ولاية أعالي النيل»، موضحاً أن «الجيش الشعبي لتحرير السودان تصدى للهجوم وتمكن من صده».
على الصعيد ذاته، اتهم الناطق باسم جيش جنوب السودان الخرطوم «بتأجيج التوتر في بحر الغزال الغربي»، عبر تشجيع قبيلة الرزيقات العربية على التمركز فيها، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يمكن أن يضر بأمن السكان المحليين».
