يباشر فريق طليعي مؤلف من ستة مراقبين بقبعاتهم الزرق ضمن البعثة الدولية لمراقبة الهدنة في سوريا مهامهم اليوم بعد وصولهم الأراضي السورية في وقت متأخر أمس في أول اختبار ميداني لمصداقية النظام السوري في الالتزام بوقف إطلاق النار الذي انتهك أمس مراراً في قصف على مدينة حمص ومناطق اخرى كانت حصيلته مقتل 21 شخصاً تزامناً مع تعهد دمشق بتوفير الحماية للمراقبين، فيما قدّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن عدد النازحين داخل سوريا تجاوز مليون شخص.
ووصل ستة مراقبين تابعين للأمم المتحدة إلى دمشق أمس لمراقبة وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ الخميس الماضي بموجب خطة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي انان. وقال الناطق باسم المبعوث الأممي العربي احمد فوزي إن افراد الفريق سينضم اليهم 24 آخرون على الأقل في الأيام المقبل في إطار القرار الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي اول من امس وفوّض بنشرهم.
وأردف فوزي قائلا لوكالة «رويترز» في جنيف: «الدفعة الأولى المكونة من ستة مراقبين تصل الليلة (أمس) وسيكونون على الأرض بقبعاتهم الزرقاء» اليوم. وتابع ان الفريق الاعزل الذي يقوده عقيد مغربي سيصل من نيويورك. وقال إنه سيتم تعزيزهم سريعا بما يصل الى ما بين 25 و30 من المنطقة ومناطق أخرى».
تعهد بالحماية
في الأثناء، أكدت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان انه سيتم تأمين الحماية الكاملة للمراقبين الدوليين في كل خطوة يتحركونها في سوريا.
واعتبرت شعبان في لقاء مع عدد من الصحافيين ان وجود المراقبين مصلحة لسوريا لبسط الأمن والأمان في البلاد ويساعد في اظهار من يقوم بأعمال الخطف والقتل والتدمير. وبينت ان بدء عمل المراقبين سيكون على مرحلتين الأولى لدى وصول طليعتهم أي 30 مراقباً.
حيث سيتم خلالها التوصل الى التوقيع على بروتوكول ينظم عملهم والثانية عند ارتفاع العدد الى 250 مراقباً. ولفتت الى انه جرى الاتفاق مع رئيس الفريق الفني الاممي الجنرال روبرت مود على بعض بنود هذا البروتوكول وهناك بنود اخرى سيتم استكمال البحث فيها بعد عودته. وشددت شعبان على انه لسوريا الحق خلال عملية التفاوض على البرتوكول ان توافق او لا توافق على جنسيات بعض المراقبين. مشيرة إلى أن «القرار ينص على مسؤولية سورية عن أمن المراقبين وأن دمشق «لن تكون مسؤولة إلا إذا كانت شريكة».
مليون نازح
وفي السياق، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان مليون شخص على الاقل نزحوا الى داخل سوريا خلال الاشهر الـ13 الماضية منذ بداية الازمة.
وقال بان كي مون عقب اجتماع مع مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان في جنيف: «لدينا قلق بالغ لأن مليون شخص على الأقل نزحوا الى داخل سوريا وثمة لاجئون سوريون كثر في البلدان المجاورة». كما اعلن الامين العام ان مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس ستنظم الاسبوع المقبل في جنيف اجتماعا لمساعدة سوريا. وأوضح ان اموس «ستدعو الى مؤتمر انساني حول سوريا في 20 ابريل في جنيف وآمل انه سيكون قادرا على حشد الموارد الانسانية اللازمة بما يؤمن حصول الأشخاص المحتاجين على كل الدعم الإنساني اللازم».
21 قتيلاً
ميدانياً، واصلت القوات الموالية للنظام انتهاكاتها للهدنة المفترضة حيث قتلت 21 محتجاً في عدة مدن، وقصفت بالمدفعية والدبابات حي الخالدية بوسط حمص.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان: «سقط ثلاثة مدنيين في احياء الخالدية وجوبر والقصور اثر سقوط قذائف هاون ورصاص قناصة». واشار كذلك الى العثور على جثمانين احدهما في حي دير بعلبة وآخر من حي الدبلان اختطفته قوات الامن قبل ثلاثة ايام.
بدوره أفاد الناطق باسم مجلس قيادة الثورة خالد أبو صلاح بقصف طائرات الاستطلاع لأحياء جورة الشياح والقرابيص والقصور.
وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن «القوات السورية قصفت حي الخالدية اليوم بمعدل ثلاث قذائف في الدقيقة». واضاف ان القصف «تزامن مع تحليق لطيران استطلاع في سماء الحي».
وفي شمال البلاد، دارت اشتباكات عنيفة فجر أمس بين قوات الامن السورية والجيش السوري الحر المنشق قرب مفرزة الأمن السياسي في مدينة الباب بريف حلب وسمع اصوات انفجار وإطلاق رصاص في المدينة، بحسب المرصد. وأشار المرصد الى استهداف قسم للشرطة في المدينة بعدة قنابل لافتا الى عدم ورود أنباء عن سقوط خسائر بشرية.
أما في درعا، شهدت منطقة الصنمين حملة دهم وتفتيش واعتقالات واسعة من قبل قوات الأمن ترافقت مع الضرب المبرح لأصحاب المنازل وسرقة ممتلكاتها وحرق أثاثها، كما شهدت المنطقة انشقاق بعض جنود الجيش وانضمامهم للجيش الحر.
