شهد الملف السوري أمس، حراكاً دبلوماسياً مكثفاً تمثل في لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، تزامناً مع زيارة غير معلن عنها لرئيس الدبلوماسية الأردنية ناصر جودة إلى اسطنبول واجتماعه بنظيره التركي أحمد داوود أوغلو، في حين صدرت إشارات متضاربة من فريق المبعوث الأممي كوفي أنان الذي دعت بعثة مراقبيه إلى إقامة ممرات إنسانية آمنة، فيما نفى الناطق باسمه مثل هذا التوجه، توازياً مع تسريبات روسية عن «تثبيت» أقدامها في المياه الدافئة بانتداب سفينة دائمة إلى طرطوس.

وصرح رئيس بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا الجنرال النرويجي روبرت مود أمس، انه «إذا استمرت الأطراف في احترام وقف اطلاق النار، فمن المهم جدا فتح المجال امام مساعدة انسانية مكثفة في أسرع وقت ممكن»، مؤكدا أن «مليون سوري محرومون من المواد الغذائية والأغطية والماء». وقال مود ان «سوريا بحاجة أيضا إلى اعادة إعمار والدمار هائل إلى حد انه في بعض المدن دمرت المدارس والمستوصفات والمؤسسات العامة على آخرها ويجب اعادة بنائها».

وأوضح الضابط النرويجي ان «وقف اطلاق النار يبدو محترما مع شيء من التحفظ، ومن المقلق ان نرى معلومات غير مؤكدة حول اعمال عنف في حمص والمنطقة الحدودية لكن الانطباع العام هو تطبيق وقف اطلاق النار».

وأضاف ان «الالتزام بوقف اطلاق النار بشكل يكاد يكون كاملاً يدل على ان الاطراف عازمة على الانتقال الى نهج آخر» يختلف عن العنف.

 

مساعدات لا ممرات

بدوره، دعا الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان الى ضمان وصول «مساعدات انسانية» الى اكثر من مليون شخص في سوريا هم بحاجة اليها. وقال الناطق باسمه احمد فوزي ان «وصول المساعدات الانسانية امر ضروري»، موضحا انه «أساء التعبير» عندما تكلم هو نفسه عن «ممرات إنسانية». وقال لوكالة «فرانس برس»: «كنت أريد ان اتكلم عن ضمان وصول المساعدات الانسانية».

 

السعودية وتركيا

وفي هذه الاثناء، بحث العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية خاصة الوضع في سوريا. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الجانبين بحثا خلال الاجتماع «الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها»، مضيفة القول إن البحث تناول أيضا «آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين». وأفادت مصادر ان الملف السوري تصدر محادثات الطرفين.

الأردن وتركيا

سياسيا أيضا، ناقش وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو ونظيره الأردني ناصر جودة التطورات في سوريا. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن داوود أوغلو قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني في اسطنبول إن «تركيا والأردن هما البلدان اللذان سيكونان الأكثر تأثراً بالتطورات في سوريا».

 وأشار إلى أنه وجودة «ناقشا المستجدات في سوريا في إطار مهمّة أنان»، مضيفاً أنهما «بحثا في ثلاث نقاط مهمّة الأولى تتعلق بالوضع الإنساني والثانية، التأثير الممكن لسوء الوضع الأمني في سوريا على تركيا والأردن». وأردف متحدثاً عن النقطة الثالثة ان المناقشات تناولت «تأثير التطورات في سوريا على التوازن الإقليمي، حيث ان تركيا والأردن توليان أهمية كبيرة للاستقرار الإقليمي»، مضيفاً أن أنقرة والأردن ستواصلان عقد المباحثات «على أساس متواصل».

 

سفينة روسية

وفي تطور لافت، اتخذت روسيا قراراً بنشر سفينة حربية روسية قرب السواحل السورية على أساس دائم. وقال مصدر في وزارة الدفاع الروسية إن سفناً حربية روسية ستقوم بدوريات مستمرة قبالة الساحل السوري في البحر المتوسط.