كشفت التطورات الميدانية في سوريا خلال الساعات الـ 24 الماضية رجع صدى إعلان النظام بدء تطبيقه لخطة الحل الدولية، حيث قتل 55 شخصاً على الأقل في أنحاء سوريا. وتوسعت حملة القصف جواً وبراً على مناطق ريف حلب التي «تحترق» تحت وطأة الحملة العسكرية للقوات النظامية، وشملت بلدة تركمانية. وبينما تحولت معظم احياء حمص إلى هدف لصواريخ «المورتر» وتوجهت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مدينة الرستن ريفها.. سجلت محافظة الحسكة تطوراً لافتاً بتنفيذ الجيش السوري الحر عملية استهدف القوات النظامية أسفرت عن مقتل ستة جنود في هذه المنطقة للمرة الأولى منذ بدء الانتفاضة.
وقال ناشطون ولجان حقوقية إن حملة القوات النظامية في معاقل الاحتجاجات أسفرت عن مقتل نحو 55 شخصاً، من بينهم 25 قتيلاً في حمص، وثمانية في ادلب، وسبعة في حماة، فيما سقط ثلاثة قتلى في درعا وقتيل في كل من ريف دمشق ودير الزور.
ووسّعت القوات المولية للنظام حملة القصف على ريف حلب التي اشتعلت أمس على طول الخط الغربي. وقالت لجان التنسيق المحلية إن بلدة «تركمان بارح» التي تقطنها غالبية تركمانية تعرضت إلى قصف مدفعي عنيف استخدمت خلالها القوات النظامية الصواريخ والرشاشات الثقيلة، فيما كان الطيران الحربي يحلق فوق البلدة.
وأفادت اللجان أن معظم المحلات التجارية في مدينة مارع تعرضت إلى الحرق والنهب من قبل قوات الأمن وميليشيا «الشبيحة». وتحدثت اللجان عن استهداف منظم لمنازل وممتلكات الناشطين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان «دبابات الجيش تقصف بلدة مارع التي تحلق فوقها مروحيات». وأشار الى ان دبابات الجيش تتمركز على اطراف البلدة التي حصلت اشتباكات قربها بعد منتصف الليلة قبل الماضية. وقال الناشط ابو عمر الموجود في محيط بلدة مارع، في اتصال مع وكالة «فرانس برس» عبر «سكايب»، ان «القصف العنيف مستمر».
وقال ان «اعمدة الدخان تتصاعد من المدينة، والقصف يسمع من مسافة بعيدة»، مشيرا الى حصول حركة نزوح عائلات من البلدة. وذكر المرصد في بيان لاحق ان قرية حور النهر المجاورة لبلدة مارع تتعرض لقصف ايضا من القوات النظامية السورية «التي تحاول السيطرة على المنطقة». وأفاد ناشطون بتجدد القصف على مدينة تل رفعت وعندان.
مجزرة في حمص
وفي السياق، قال ناشطون ان 26 شخصا على الاقل قتلوا خلال قصف الجيش السوري لمنطقتي البياضة والخالدية في مدينة حمص.
وقال ناشط عرف نفسه باسم ابو ياسر: «انهم يهاجمون البياضة بالمورتر من ثلاثة مواقع مختلفة. الناس لجأوا الى بعض المدارس، والآن ضربت بعض المدارس». وأبلغ «رويترز» في اتصال هاتفي: «لدينا على الاقل 20 شهيدا و70 جريحا غالبيتهم نساء وأطفال». وجاء في تقرير سابق لناشطين ان ستة قتلوا في قصف الجيش لحي الخالدية في حمص. وقال وليد فارس وهو ناشط: «استيقظت على صوت القصف الساعة الثامنة والنصف صباحا، وأسمع الآن دوي قذيفة كل عشر دقائق أو نحو ذلك»، متحدثاً عن سقوط قذائف مورتر على أحياء في وسط وشرق حمص.
تعزيزات الرستن
وفي ريف حمص، قالت لجان التنسيق إن مدينة الرستن تعرضت إلى قصف مدفعي عنيف على المدينة والمناطق المحيطة بها مثل قريتي غرناطة وزمير. ووصلت تعزيزات عسكرية للقوات النظامية السورية فجر امس الى الرستن، حسبما افاد ناشطون. وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان صدر قرابة الثانية فجراً ان «تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت الى المناطق الشرقية من مدينة الرستن التي تم تطويقها بشكل كامل». كما افادت اللجان عن قصف مدفعي على مدينة تلكلخ في محافظة حمص القريبة من الحدود اللبنانية بعد منتصف الليل.
توقيت القصف
في الأثناء، ذكر مجلس قيادة الثورة في حماة ان قوات النظام اقدمت مساء الاثنين على قصف قرية حيالين في محافظة حماة بقذائف دبابة، مشيرة الى حصول حملة مداهمات في القرية.
وفيما يبدو انه تكتيك جديد تتبعه قوات النظام للالتفاف على كاميرات الناشطين، قال الناشط والصحافي منهل أبو بكر انه سمع القصف خلال الليل، وإن الدبابات كانت لاتزال تجوب شوارع مدينة حماة. وأضاف انه في الساعة الثانية صباحا سمع دوي قذيفتين تسقطان وأصوات دبابات تتحرك في الشوارع.
«الحر» في الحسكة
وفي تطور لافت، قتل ستة عناصر من القوات النظامية في هجوم شنه الجيش السوري الحر في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، بحسب ما افاد ناشطون. واوضح المرصد السوري ان «ستة من القوات النظامية السورية قتلوا اثر هجوم بالرصاص شنه مسلحون مجهولون استهدفهم بين قرية مسعدة وبلدة مرقدة» في محافظة الحسكة. وتعتبر محافظة الحسكة بعيدة نسبياً من نشاطات الجيش الحر، ويقطنها موزاييك من القوميات والأديان هم أكراد وعرب وآشوريون وسريان وأرمن.
