وصل تأثير الانعكاس السلبي لمهلة العاشر من أبريل التي حددها المبعوث الأممي العربي كوفي أنان إلى ذروته أمس، إذ شنّت القوات الموالية للنظام حملة هي الأعنف منذ شهور بهدف إخضاع البيئة الحاضنة للجيش الحر وإظهار المنشقين كـ«منتهكين» لخطة انان في حال ظهورهم مرة أخرى في تلك المناطق بعد نهاية المهلة.
وسقط غالبية القتلى الذين اقترب عددهم من الـ 140 قتيلاً في ريف حماة التي شهدت مجزرة راح ضحيتها 70 مدنياً في مدينة اللطامنة، فيما تعرضت بلدة حريتان في ريف حلب إلى قصف وعمليات قتل بطريقة الذبح ضد المدنيين، في وقت شهدت حمص مجزرة في حي دير بعلبة. وقال ناشطون ولجان حقوقية إن 133 شخصاً قتلوا في مناطق مختلفة من سوريا في تصعيد عام ومتنقل هو الأخطر منذ شهور.
70 قتيلاً
وفي مجزرة جديدة، قتلت القوات الموالية للنظام التي كانت ترافقها ميليشيا «الشبيحة» 70 شخصاً من مدينة اللطامنة في ريف حماة.
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس الثورة في حماة ابوغازي الحموي لوكالة «فرانس برس»: «تحركت ليلا مدرعات الجيش الى محيط المدينة، وقصفتها من بعد، ثم تقدمت فيها ببطء في ظل مقاومة خفيفة وسيطرت عليها وبدأت فيها حملة ترويع». وقال احد سكان بلدة اللطامنة ابو درويش في اتصال مع «فرانس برس» ان «القوات النظامية دخلت صباحا الى البلدة وبقيت فيها حوالى ثلاث ساعات قبل ان تعود وتنسحب بعدما ارتكبت مجزرة بحق السكان».
إعدام عائلة
وقال ناشطون إن الجيش أعدم عائلة بأكملها بعد دخوله المدينة، كما قتلت عائلتان إثر القصف العشوائي وعدد من عناصر الجيش الحر الذين كانوا يتصدون لاقتحام الجيش النظامي للمدينة.
وأظهرت صور بثها ناشطون على شبكة الإنترنت عددا من الجثث لرجال في أعمار مختلفة.. في وقت أوضح ناشطون أن الجثث لا تزال متناثرة في المدينة وهناك أخرى تحت الأنقاض، مشيرين إلى أن الأمن يقتحم المستشفيات ويخطف الجرحى.
الريف الشمالي
وفي بلدة طيبة الامام في ريف حماة التي اقتحمتها القوات النظامية أمس بحسب ناشطين، قتل اربعة مدنيين جراء العمليات العسكرية. وقتل اربعة منشقين في مناطق ريف حماة الشمالي، وفقا للمرصد.
وفي مدينة حماة، اقتحمت القوات النظامية حي القصور، بحسب ابوغازي الحموي الذي اشار الى ان «عناصر الامن احرقوا بيتا لناشط معارض في الحي». واضاف الحموي ان «احياء عدة في حماة شهدت ليلا اشتباكات متزامنة بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر».
مجزرة وذبح
في ريف حلب الذي يشهد عملية واسعة النطاق للقوات النظامية منذ يوم الخميس الماضي، افاد المرصد السوري بمقتل ضابط وثلاثة عناصر في قوات الامن اثر كمين نصب لهم قرب بلدة حريتان بعد منتصف الليلة قبل الماضية، وقتل جنديان في اشتباكات مع منشقين. وعثر على جثامين عشرة أشخاص تحت الأنقاض في بلدة حريتان التي تعرضت للقصف، حيث ذبح ضحاياها بالسلاح الأبيض وأحرقوا وفقا للشبكة السورية لحقوق الانسان. وهاجم مقاتلون منشقون مطار منّغ العسكري ليلا حيث دارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية.
وفي مدينة حلب، هاجم منشقون فرع الامن العسكري في حي حلب الجديدة. ولم يفد المرصد السوري بوقوع قتلى.
قصف عنيف
وفي مدينة حمص التي قتل فيها 25 شخصاً، تعرض حي دير بعلبة لقصف عنيف، بحسب الناشط هادي العبد الله. وعثر على جثامين 13 مواطنا في حي دير بعلبة وفقا للمرصد. وقال ناشطون إن القوات المولية للنظام ارتكبت مجزرة في دير بعلبة بإعدام 13 من سكانها.
وافادت لجان التنسيق المحلية ان القوات النظامية تقصف القرى والمزارع المجاورة لمدينة الرستن في ريف حمص بعد ان نزح «80 في المئة» من سكان المدينة نتيجة القصف الى هذه المناطق المجاورة.
وقال هادي العبد الله ان «القوات النظامية تحاول اقتحام مدينة الرستن من مدخلها الشمالي، وتدور اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش السوري الحر في ظل تساقط الصواريخ على وسط المدينة».
انتهاك خطة انان
وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات ليلا في مدينة عربين بين القوات النظامية ومنشقين عنها بعد خروج تظاهرات مسائية في المدينة تضامنا مع دوما وباقي المدن التي تشهد عمليات عسكرية، بحسب ما افاد الناطق باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي.
وبثت تنسيقيات دمشق مقاطع على الانترنت تظهر استمرار انتشار الدبابات والمدرعات التابعة للقوات النظامية في مدينة دوما، في اشارة منهم الى عدم التزام السلطات بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان.
وفي الزبداني في ريف دمشق، قال عضو تنسيقية الزبداني عبد عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس» عبر «سكايب» ان «المدينة تعرضت منذ الصباح لقصف عنيف، واصابت عدة قذائف منازل في المدينة». واكد المرصد تعرض سهل الزبداني للقصف، بدون الاشارة الى وقوع قتلى.
وقتل 13 محتجاً في ريف ادلب حيث دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في عدة مواقع عدة من هذه المنطقة المتاخمة للحدود مع تركيا. واشار المرصد السوري إلى تعرض قرى قريبة من مدينة جسر الشغور للقصف.
وفي درعا (جنوب) قتل ستة جنود نظاميين في اشتباكات مع منشقين.
