اشتدت حملة النظام السوري على سبع محافظات سورية دفعة واحدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في اسطنبول، إذ قتل أكثر من 70 سورياً في مختلف المدن وفق الناشطين، فيما أعلن ناطق باسم الجيش السوري الحر ترحيبه بخطة المبعوث العربي الدولي كوفي أنان ومبادرة الجامعة العربية والاستعداد لوقف القتال في اللحظة التي يسحب فيها الجيش النظامي قواته من المدن.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن 70 سورياً قتلوا في أماكن مختلفة من الأراضي السورية على امتدادها الجغرافي، في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة أن 70 شخصاً قتلوا أمس، بينهم ثمانية جنود خلال عمال عنف متفرقة جرت في عدد من المدن السورية.
وأوضح المرصد في بيان أن مواطناً وخمسة عناصر منشقين وأربعة عناصر نظاميين بينهم ضابط قتلوا في «اشتباكات عنيفة دارت في مدينة القورية التابعة لريف ديرالزور بين مجموعات مسلحة منشقة والقوات النظامية السورية».
دمشق وريفها
وفي دمشق، ذكر المرصد أن شاباً قتل في حي ركن الدين إثر إصابته بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها قوات الامن في الحي بحثاً عن مطلوبين للسلطات السورية». وفي ريف دمشق، قال عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي لوكالة «فرانس برس»: إن قوات الأمن السورية نفذت مداهمات وحملات اعتقال في الضمير ودوما وكفربطنا.
وذكر الدمشقي أن بلدة كفربطنا في الريف شهدت «استنفاراً أمنياً كثيفاً وانتشاراً للدبابات في كل الحواجز واطلاق نار من رشاشات ثقيلة» مضيفاً أن «القناصة يستهدفون أي شيء يتحرك».
كما سمع صوت إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة وثقيلة ودوي عدة انفجارات فجراً في قرية معربا، بحسب الدمشقي. وقال المرصد: إن أربعة جنود من الجيش النظامي أصيبوا إثر استهداف حاجز عسكري في قرية معربا.
وقال المرصد السوري، في بيان، إن شابا قتل فجر أمس في مدينة الضمير «في كمين نصبته له قوات الامن السورية التي تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في المدينة أسفرت عن اعتقال أربعة اشخاص».
وفي مدينة دوما، تمركزت ثلاث ناقلات جند مدرعة صباح أمس، وسمع دوي اطلاق نار في ارجاء المدينة ونفذت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات.. في وقت نقلت شبكة «شام» الإخبارية عن شهود سماع إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة «بي.تي.آر» في مضايا بريف دمشق إثر حدوث انشقاق في أحد الحواجز المتمركزة في سهل مضايا، ولكنها لم تذكر معلومات حتى الآن عن حجم الانشقاق الحاصل هناك.
ريف إدلب
في ريف ادلب، ذكر المرصد في بيان أن «أربعة جنود نظاميين على الاقل قتلوا واصيب 11 بجروح اثر استهداف مجموعة مسلحة منشقة لقافلة عسكرية صباح الاحد قرب قرية الجانودية الحدودية والتابعة لجسر الشغور».
كما افاد المرصد عن «استشهاد امرأة اثر اصابتها برصاص قناصة صباح أمس في معرة النعمان التي عثر فيها على جثمان رجل اعتقلته السلطات السورية يوم أول من أمس»، مشيراً إلى «اشتباكات في عدة قرى بريف بلدة سراقب بين مجموعات مسلحة منشقة والجيش النظامي الذي ينفذ حملة مداهمات في المنطقة».
من جهة أخرى، قتل في حمص سبعة اشخاص في احياء عدة في المدينة بنيران القوات النظامية. كما أفيد بقصف أغلب أحياء حمص القديمة، لا سيما أحياء الحميدية والبستان والديوان والصفصافة.
وتحدثت شبكة «شام» الإخبارية عن قصف عنيف على ديرالزور بالتزامن مع حملة مداهمات واعتقالات نفذتها قوات النظام.
ريف حماة
وفي الأثناء، أفادت شبكة «شام» بأن قوات الجيش التابع للنظام اقتحمت مدينة اللطمانة بريف حماة بعد محاصرتها وتطويقها، وأضافت أن الجيش قام بحملة حرق ونهب لعدد من المنازل هناك.
كما هدم جيش النظام منزل الوزير السابق أسعد مصطفى، وذلك بسبب مواقفه الحالية من النظام السوري في حيالين في ريف حماة. كما نفذت قوات الأمن حملة مداهمات للبيوت في حي مشاع الطيار في حماة، حسب شبكة شام الإخبارية.
وفي حماة، جرح ثلاثة من قوات الامن اثر استهداف سيارة امنية من قبل مجموعة مسلحة منشقة، حيث تقوم القوات النظامية بحملة أمنية في حي جنوب الملعب وتهدد الاهالي باعتقال الشباب في حال عدم تسليم عناصر المجموعات المسلحة المنشقة.
الجيش الحر
في هذه الأثناء، أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل الأحد ترحيبها بخطة المبعوث الدولي كوفي انان، مشددة في الوقت نفسه على مواصلة القتال الى ان تكف القوات النظامية عن قصف المدن.
وقال الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين لوكالة «فرانس برس»: «نحن مع مبادرة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية».
وأضاف القول، في اتصال من محافظة حمص «عندما يتوقف القصف على المدن وتنسحب الدبابات منها، عندها سنوقف القتال»، موضحاً أن العمليات التي يقوم بها عناصر الجيش الحر «هي عمليات خاطفة، كر وفر ومهاجمة للحواجز الأمنية والشبيحة، وأحيانا نرصد القوات العسكرية التي تكون في طريقها لمهاجمة المدن والقرى ونستهدفها في الطريق».
وأوضح سعد الدين أن هذه القيادة تعمل بالتنسيق مع المجلس العسكري في الخارج الذي أعلن تشكيله السبت الماضي في تركيا والذي يضم العميد مصطفى الشيخ والعقيد رياض الأسعد.
