كعادتهم كل جمعة، منذ أكثر من عام، تظاهر مئات الآلاف من السوريين في 550 نقطة احتجاج، أمس، باحتجاجات حاشدة في جمعة «خذَلَنا المسلمون والعرب»، التي سقط فيها 55 قتيلاً برصاص القوات الموالية للنظام، والتي قصفت مدينة حمص وريف دير الزور بالصواريخ بعنف، ترافقت مع حملة حرْق طالت أكثر من مئة منزل في بلدة جرجناز بريف إدلب وسط موجة نزوح.
وقال ناشطون وشهود عيان ولجان التنسيق المحلية، أمس، إن القوات الموالية للنظام قتلت 55 محتجاً في عدة مدن، بينهم 13 في دير الزور، وعشرة قتلى في حمص، وتسعة في درعا، وأربعة في إدلب، وثلاثة في حلب، وقتيلان في دمشق، وضحية في حماة، خلال احتجاجات جمعة «خذَلَنا المسلمون والعرب» التي وصل عدد نقاط التظاهر فيها إلى 550.
حرْق منازل
ونفَّذت القوات الموالية للنظام حملة دهم وإحراق منازل في بلدة جرجناز بريف إدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان: «بدأت القوات النظامية السورية حملة عسكرية في جرجناز، وسُمعت أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في البلدة، تبعتها حملة مداهمات».
وقال ناشط من البلدة إن الميليشيا الموالية للنظام، والتي تُعرف بـ«الشبّيحة»، أحرقت، بالتعاون مع قوات الأمن، أكثر من 100 منزل، مشيراً إلى أن البلدة «تحترق بالكامل وسط موجة نزوح غير مسبوقة من البلدة والقرى المجاورة».
وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب نور الدين العبدو إن «القوات النظامية قصفت المستشفى الميداني والمكتب الإعلامي». وأشار إلى عدم إمكانية مواجهة المنشقين للقوات النظامية في جرجناز «بسبب طبيعتها الجغرافية السهلية المنبسطة». وخرجت تظاهرات ضخمة ضمت عشرات الآلاف في مدينة إدلب وريفها، حيث بلغت نقاط الاحتجاج 88.
تظاهرات دمشق
وفي العاصمة دمشق، خرجت تظاهرة ضمت الآلاف في حي جوبر، عملت قوات الأمن على تفريقها قبل أن تقع اشتباكات بينها وبين جنود منشقين، بحسب ما أفاد الناطق باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي. كما خرجت تظاهرات شارك فيها الآلاف في أحياء القابون والحجر الأسود.
فضلاً عن كفرسوسة الذي قُتل فيه متظاهر أثناء تفريقها برصاص الأمن. وأشار المرصد السوري إلى «انتشار أمني كبير في الأحياء التي شهدت تظاهرات». واقتحمت قوات أمنية وعسكرية حي برزة، ونفّذت حملة دهم للمباني المحيطة بالساحة التي نُظِّمت فيها التظاهرات.
ريف دمشق
أما في ريف دمشق، فأفاد المرصد السوري بـ«اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات مسلحة منشقة» الليلة قبل الماضية «استمرت حتى الفجر في مدينتي حرستا وعربين في ريف دمشق، بعد استهداف مركز أمني بقذيفتي آر بي جي».
كما «استُهدف حاجز عسكري في وسط مدينة عربين» بهجوم «أدى إلى مقتل جندي من القوات النظامية وإعطاب آلية عسكرية ثقيلة». كما «خرجت تظاهرات من 12 مسجداً، في مدينة دوما واجه الأمن تظاهرتين منها بإطلاق النار».
تظاهرات حلب
وفي حلب، أفاد الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي بخروج 30 تظاهرة ضخمة، شارك فيها الآلاف في المدينة، لا سيما في أحياء الحمدانية والفردوس والشعار وأرض الحمرا والسكري وصلاح الدين والميسر وبستان القصر والمرجة ومساكن هنانو والصاخور والأشرفية». وأفاد المرصد السوري بمقتل شخص في حي السكري لدى إطلاق الأمن الرصاص لتفريق المتظاهرين.
وفي ريف حلب، أفاد الحلبي بخروج 41 تظاهرة ضمت عشرات الآلاف في مناطق الريف، لا سيما في جرابلس والباب، التي قُتل فيها شخص إثر إطلاق الرصاص على حافلة كانت عائدة من لبنان.
«هاون» حمص
وفي مدينة حمص، أفاد المرصد السوري بسقوط «15 قذيفة هاون على أحياء باب تدمُر والصفصافة والحميدية وبستان الديوان في مدينة حمص». وسمع سكان في حمص دوي نيران المدفعية وقذائف «المورتر» في أحياء مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد. وقُتل شخص برصاص قناص في حي الخالدية الذي تعرض لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة، وسُمعت فيه أصوات انفجارات شديدة.
دير الزور وحماة
وفي دير الزور، وقعت اشتباكات بين منشقين وقوات الأمن، حاولت تفريق تظاهرة ضخمة ضمت الآلاف في مدينة القورية، ما أسفر عن مقتل 13 محتجاً. وقال ناشطون إن قوات النظام نفّذت حملة القصف بالدبابات بعد فشلها في اقتحام المدينة التي تؤوي الجيش الحر.
أما في حماة، فأفادت لجان التنسيق المحلية بسماع إطلاق نار في ساحة العاصي خلال محاولة آلاف المتظاهرين الوصول إلى الساحة. وتحدثت لجان التنسيق المحلية في بيانات عن اشتباكات صباحية «عنيفة في حي غرب المشتل في حماة بين الجيش الحر وجيش النظام». وأشار المرصد، من جهة ثانية، إلى مقتل محتج «إثر إصابته بشظايا في حي طريق حلب»، مشيراً إلى خروج تظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف في مدينة كرناز بريف حماة.
تظاهرات درعا
وفي محافظة درعا، خرجت 50 تظاهرة ضمت عشرات الآلاف. وقال عضو اتحاد تنسيقيات حوران لؤي رشدان إن قوات الأمن «منعت سكان مدينة بصر الحرير التي اقتحمتها القوات النظامية من إقامة صلاة الجمعة إلا في مسجد واحد». وفي مدينة داعل بريف درعا، رفعت لافتات بالإنجليزية تسخر من اجتماع «أصدقاء سوريا» وتلكُّئه بمساعدة الثورة من قبيل: «هل سيكون اجتماع أصدقاء سوريا كذبة أول إبريل؟».
تظاهرات الأكراد
كما تظاهر عشرات آلاف السوريين الأكراد في معظم المدن والبلدات الكردية، حيث رفعوا شعارات طالبت بإسقاط النظام، كما انتقدوا ما اعتبروه «رفض» المجلس الوطني المعارض «الاعتراف بالحقوق القومية للأكراد» في وثيقة العهد خلال مؤتمر إسطنبول الأخير. وشهدت مدن عامودا والقامشلي وسري كانيه وكوباني وعفرين تظاهرات.
