أصدرت السلطات السورية قراراً منعت بموجبه السوريين الذكور الذين تقل أعمارهم عن الـ42 عاماً من السفر، في خطوة فُسّرت بأنها جاءت لتعويض الانشقاقات التي حصلت في الجيش النظامي، في وقت تواصل القوات النظامية السورية تتبعها لخط نزوح الأهالي من حي بابا عمرو إلى الأحياء الداخلية في حمص، حيث شنت موجة جديدة من القصف المدفعي العنيف على حي الخالدية وأحياء حمص القديمة تمهيداً لاقتحامها بعد دخول قوات الجيش الحر إليها لحماية المدنيين. وتصاعدت التطورات في العاصمة دمشق وريفها بعد تقارير عن مقتل رئيس فرع الاستخبارات الجوية في دمشق على يد المنشقين ووقوع انفجارات استهدفت مقار أمنية في مدينة حرستا.
وقالت مصادر سورية رسمية: إن السلطات أعادت العمل بقرار كان معمولاً به في العقود الماضية يمنع بموجبه سفر السوريين الذين دون 42 عاماً من الذكور.
وذكرت مصادر شبه رسمية أنه صدر قرار بمنع سفر أي سوري عمره بين 18 عاماً و 42 عاماً ما لم يحصل على موافقة شعبة التجنيد (إحدى الجهات العسكرية التابعة للجيش والقوات المسلحة) التابع لها. وقالت مصادر إعلامية: إن هذا القرار بدأت السلطات المختصة بتطبيقه في المنافذ الحدودية وتمت إعادة العديد من الشبان الذين كانوا في طريق سفرهم دون علمهم بقرار السلطات المحلية. ويأتي هذا الإجراء في محاولة من النظام لتعزيز الجيش بعناصر جديدة للمشاركة في حملة قمع الثورة. وقال مسؤولون في نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا: إن عدد المغادرين سوريا انخفض بنسبة 60 في المئة منذ تطبيق الإجراءات.
قتلى في قصف
ميدانياً، قال ناشطون ولجان حقوقية: إن 36 شخصاً قتلوا برصاص الأمن في عدة مدن خلال العمليات العسكرية التي تشنها القوات الموالية للنظام.
وتعرض حي الخالدية في مدينة حمص لقصف بقذائف «المورتر». وذكرت لجان التنسيق المحلية في رسالة إلكترونية أن القذائف سقطت على حي الخالدية الذي يتعرض لقصف متواصل منذ حوالي أسبوع مما تسبب باحتراق للمنازل. وأظهرت لقطات فيديو حريقاً ودخاناً أسود يتصاعد من موقعين على الأقل في حمص التي أصبحت محوراً للانتفاضة المستمرة منذ عام. واتهم السكان الجيش بالقصف العشوائي.
وقال وليد الفارس وهو ناشط يقيم في حمص: «كل يوم يستمر القصف. النظام يمحو المدينة».
كما أشار ناشطون إلى أن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد تقصف كذلك أحياء حمص القديمة (باب هود وباب الدريب والصفصافة) والحميدية بقذائف الهاون والصواريخ، كما تم استهداف كنيسة السيدة أم الزنار بحي بستان الديوان بقذيفة هاون للمرة الثانية من قبل جيش النظام، وفق المصدر نفسه، وتجدد القصف على مدينة القصير بمحافظة حمص دون معرفة حجم الخسائر البشرية والأضرار التي خلفها.
مقتل قيادي أمني
وفي السياق، أفادت مصادر في المعارضة السورية بمقتل رئيس فرع الاستخبارات الجوية في دمشق العقيد إياد مندو. وأفاد ناشطون على موقع «الثورة السورية» على الإنترنت بأن مندو قتل على أيدي الجيش الحر قرب بلدة الغزلانية بريف دمشق. وقال الناشطون: إن مندو مسؤول عن مجزرة العبادة التي حدثت في «الجمعة العظيمة» من العام الماضي.
في ريف دمشق، أفاد المرصد بوقوع إطلاق نار في مدينة حرستا مصدره القوات النظامية أسفر عن مقتل شابة في الثامنة عشرة من عمرها. وأضاف المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن انفجاراً دوى في المدينة لم تعرف أسبابه. إلا أن الناطق باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أحمد الخطيب قال لوكالة «فرانس برس»: إن «الجيش الحر نفذ عملية عند ساعات الصباح الأولى على حاجز للقوات النظامية في حرستا تخللها إلقاء قنبلة واشتباك بالأسلحة الخفيفة».
نزوح واقتحام
وفي حماة، تعرضت بلدات كفر زيتا وكرناز وقلعة المضيق بريف حماة لقصف شديد وفق الهيئة العامة للثورة ونشطاء. وأفادت لجان التنسيق بأن قوات النظام مستمرة بحملة مداهمات وتقطيع أوصال بلدة كفر زيتا بالحواجز وعزلها عن محيطها وإحراق ميليشيا «الشبيحة» عدة منازل ودراجات نارية.
وذكر مجلس قيادة الثورة في حماة «حالة نزوح هرباً من قذائف الدبابات والمدفعية والصواريخ» ولاسيما إلى قرى سهل الغاب المجاورة.
تركيا تغلق سفارتها في دمشق
اغلقت تركيا أمس سفارتها في العاصمة السورية دمشق بسبب تدهور الوضع الامني في سوريا.
وأعلن مصدر دبلوماسي تركي، رفض الكشف عن هويته انه تم تعليق نشاطات السفارة التركية اعتبارا من صباح الاثنين، مضيفا ان «مجمل الطاقم الدبلوماسي التركي غادر العاصمة السورية».
وتابع المصدر نفسه ان القنصلية التركية العامة في حلب كبرى المدن في شمال سوريا والقريبة من الحدود التركية لا تزال مفتوحة.. في حين أشار مصدر قريب من الحكومة التركية الى ان «اغلاق سفارتها سيوجه بالتأكيد رسالة سياسية قوية» الى النظام السوري.
وحذت تركيا بذلك حذو العديد من دول الاتحاد الاوروبي مثل ايطاليا واسبانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا بالاضافة الى الولايات المتحدة وست دول خليجية.
وفي العام الماضي قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للرئيس السوري بشار الاسد ان عليه ان يتنحى بعد ان نفد صبره من رفض صديقه القديم انهاء الحملة التي تشنها قواته على انتفاضة شعبية ضد حكمه.
وتوفر تركيا ملاذا لأكثر من 16 ألف لاجيء سوري فروا من العنف في بلادهم كما تأوي جنود الجيش السوري الحر المعارض وتسمح للمعارضة السورية بالالتقاء بانتظام في اسطنبول. وفي الاسبوع الماضي طلبت وزارة الخارجية التركية من كل المواطنين الأتراك في سوريا العودة إلى الوطن بأسرع وقت ممكن قائلة إنها تعتزم اغلاق القسم القنصلي لسفارتها بدمشق وهو ما فعلته بالفعل يوم 22 مارس.
