حذّر مدير عام شركة كهرباء القدس هشام العمري من وضع «مظلم» للشركة، نتيجة الديون المستحقة عليها لنظيرتها الإسرائيلية، التي قدر حجمها بنحو 90 مليون دولار، لافتاً إلى أن سلطات الاحتلال تهدد بقطع الكهرباء عن الشركة، وبالتالي معاقبة المدينة المقدسة وفرض العتمة والحصار الكهربي عليها.
وقال العمري، لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال»، على هامش الاجتماع السنوي العشرين لمنتدى الاتحادات والمؤسسات الكهربائية الأورومتوسطية (ميديليك)، الذي بدأ أعماله أمس في العاصمة الأردنية عمّان: «إسرائيل هددتنا بقطع التيار الكهربائي في حال لم نسدد الديون المستحقة علينا». ووصف حال شركة كهرباء محافظة القدس بأنه «لا يبشر بالخير»، متهماً تل أبيب بمحاولة «إغراق الشركة بالديون بعد فشلها في السيطرة عليها سياسياً». وحذّر من أن الشركة قد تتوقف عن العمل.
واتهم العمري إسرائيل بمحاولة استملاك شركة كهرباء القدس، قائلاً: «لقد هددتنا بقطع التيار الكهربائي، وخاطبنا الرئيس محمود عباس بذلك، وقلنا له إن لدى إسرائيل عدة سيناريوهات، واحدة منها استملاك الشركة». وفي هذا الصدد، قال: «خاطبنا الرئيس محمود عباس بذلك، ولكن من الواضح أن قطاع الطاقة الكهربائية في القدس وباقي المدن الفلسطينية ليست من أولويات الرئاسة الفلسطينية».
وقدّر حجم الديون المستحقة للشركة على مؤسسات السلطة الفلسطينية بنحو 20 مليون دولار. وقال: «اقترضنا من البنوك 20 مليون دولار وهو مبلغ متواضع لا يفي بالحاجة».
يشار إلى أن الشركة، التي تأسست في عام 1914، تزود القدس الشرقية ورام الله والبيرة وأريحا والأغوار بالكهرباء، ولديها 220 ألف مشترك.
الموت يتهدّد رضّع غزة
وفي ما يخص أزمة الكهرباء المزمنة التي يعانيها قطاع غزة، أكد رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى محمد الدرة للأطفال د. أحمد شتات، أن هناك ثلاث حالات من الأطفال الرضّع داخل قسم العناية المركزة يتهددهم الموت في أي لحظة جراء الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.
وأشار شتات إلى أن هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الشهرين والعام، يعانون عدة أمراض، أبرزها التهابات رئوية، بالإضافة إلى أمراض دماغية وتضخم في القلب، مشدداً على ضرورة بقائهم على جهاز التنفس الصناعي، والذي سيؤدي أي انقطاع للكهرباء فيه إلى وفاتهم. وأشار إلى عدم توفر المواد اللازمة لتشغيل أجهزة تحليل غازات الدم، والتي تُستخدم لمتابعة حالة المريض على مدار الساعة. فضلاً عن عرقلة أزمة الوقود لعمل سيارات الإسعاف، خاصة في عملية نقل عينات الدم من مستشفى إلى آخر. وقال: «نحتاج تحليل دم كل ساعة، وأصبح الأمر الآن يستغرق ست ساعات لتصلنا نتائج تحليل عينات الدم».
وعلى صعيد نقص الأدوية، أكد شتات أنه «يتم اتباع الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية نظراً لقلتها، والتي تكون ضرورية جداً للطفل».
