واجه الرئيس السوري بشار الأسد انتقادات عنيفة من باريس، وعلى نحو غير مسبوق، من موسكو وبكين، اللتين بات ظاهراً أنهما نأتا بنفسيهما عنه. ففي حين وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأسد بـ«القاتل» مؤكداً ضرورة مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية، برز موقف غير مسبوق من قِبَل حليفته روسيا التي انتقد وزير خارجيتها سيرجي لافروف «تأخُّر» إصلاحاته، فيما ذكرت الصين أنها «لا تحابي أي طرف»، مشددة على احترامها طموحات السوريين للتغيير.
وقال لافروف، خلال جلسة أسئلة وأجوبة في البرلمان الروسي، أمس، إنه «يعود للشعب السوري أن يقرر مَنْ ينبغي أن يكون في السلطة. إننا لا ندافع عن النظام، بل عن الحق، عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بأنفسهم بطريقة ديمقراطية».
واستطرد رأس الدبلوماسية الروسية أن النظام السوري «اعتمد إصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، ولكن ذلك تأخَّر كثيراً». وأضاف: «للأسف كل نصائحنا لم تطبق حتى الآن في الوقت اللازم على الإطلاق»، موضحاً: «هدفنا هو تحقيق السلام في سوريا وإنقاذ أرواح، وتفادي انفجار طائفي في منطقة الشرق الأوسط». وتابع القول: «نؤيد وقف إطلاق النار الفوري، وبالتنسيق مع جميع الأطراف تحت إشراف دولي حيادي»، مؤكداً أن الأسلحة التي باعتها روسيا لسوريا «لا تُستخدم ضد المدنيين».
وأردف لافروف: «نحن لا نسلِّم سوريا أسلحة تُستخدم ضد المتظاهرين والمدنيين. ما نبيعه لسوريا أسلحة ضرورية للدفاع الوطني والأمن القومي»، على حد تعبيره.
موقف الصين
بدوره، قال رئيس الوزراء الصيني وين جياباو إن بلاده «لا تحابي أي طرف في سوريا» وحضّ على وقف أعمال العنف.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن جياباو قوله إن بكين «لا تحابي أي طرف بمن فيهم الحكومة السورية». وأردف: «نحن نقوم بحكمنا الخاص والصائب ونحدد موقفنا حول المسألة استناداً إلى الوقائع»، مستطرداً أن بلاده «تؤمن بضرورة احترام وتلبية مطالب الشعب بالديمقراطية».
وأردف المسؤول الصيني أن بلاده «تتعاطف بعمق مع الأزمة الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري، وقد شاركت في تقديم المساعدات الإنسانية، وستستمر في ذلك»، منوهاً بأن بكين «تحترم طموح الشعب السوري الشرعي بالتغيير، وتدعم مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان».
موقف ساركوزي
إلى ذلك، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن الأسد «يتصرف كقاتل»، مؤكداً أنه سيعاقَب في النهاية على جرائمه في المحكمة الجنائية الدولية.
وقال ساركوزي في مقابلة مع إذاعة «يوروب ـ 1»: «أعتقد أن الأسد يتصرف كقاتل، وسيضطر إلى الإدلاء بتوضحيات في المحكمة الجنائية الدولية». وأضاف: «من المؤكد أنه يجب التوصل إلى تشكيل ممرات إنسانية في سوريا، ولهذا الغرض، علينا إقناع روسيا والصين بعدم استخدام حق النقض في مجلس الأمن».
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن «العسكريين الفرنسيين لا يمكنهم القيام بنشاط في سوريا ولا بأي شكل من الأشكال بدون تفويض من الأمم المتحدة».
