في أول موقف روسي قد يوصف بأنه «مرن» تجاه الأزمة السورية، أعلنت موسكو أنها تريد إقناع سوريا بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف «متزامن» لأعمال العنف من الجانبين بعد يوم من مشاحنات في مجلس الأمن الدولي بين روسيا والدول الغربية حول سبل إيجاد حل للأزمة، في وقت أطلقت الصين تصريحات تقربها من الموقف العربي بإعلان موفدها إلى الشرق الأوسط أن بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بينما طالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بـ«تحقيق دولي» في الجرائم ضد المدنيين السوريين، مؤكداً أن ما قدمته الجامعة هو أقصى ما يمكن تقديمه لأنها ليست لديها جيوش لتحركها.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تريد إقناع سوريا بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف «متزامن» لأعمال العنف من الجانبين.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفلبيني البرت ديل روزاريو، إن موسكو درست هذا الاقتراح مع دول الجامعة العربية والأمم المتحدة حيث بحث مجلس الامن الدولي الاثنين الأزمة السورية.
واضاف لافروف: إن «الهدف هو أن يدرك الجانبان أن هناك مراقبين دوليين مستقلين لمراقبة تطبيق هذا المطلب، وسنقوم بصياغة هذا المطلب من أجل وقف إطلاق نار فوري». وتابع: «يجب أن يتم هذا الأمر بشكل متزامن. لا يمكننا مطالبة الحكومة بمغادرة المدن والقرى في حين أن المجموعات المسلحة لا تقوم بالشيء نفسه». وقال: إن «الانسحاب الاحادي الجانب للقوات الحكومية غير واقعي على الاطلاق. لن تقوم السلطات السورية بذلك، شئنا أم أبينا». وتسعى روسيا إلى أن تضع على المستوى نفسه اعمال العنف التي يقوم بها النظام وتلك التي تقوم بها المعارضة السورية المسلحة، إلا أن البلدان الغربية ترفض هذا المسعى.
ودعا وزيرا الخارجية الفرنسي والبريطاني آلان جوبيه ووليام هيغ أول من أمس روسيا للانضمام الى البلدان الغربية في إدانة النظام السوري بعد مشاحنات مع روسيا التي اتفقت مع البلدان العربية السبت الماضي على خمس نقاط تدعو أولا إلى «وقف العنف من أي مصدر كان».
توافق صيني عربي
في الأثناء، قال الموفد الصيني الى الشرق الاوسط تشانغ مينغ ان بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة ايجاد حل سياسي للازمة.
واكد الدبلوماسي الصيني امام الصحافيين بعد اجتماع مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة ان «هناك توافقا كبيرا بين الصين والجامعة العربية حول حل الازمة السورية سياسيا». واضاف ان الحكومة الصينية اوفدته «كمبعوث خاص الى الشرق الاوسط لتبادل وجهات النظر مع كافة الاطراف في الشرق الاوسط على أساس رؤية صينية ذات ست نقاط لايجاد حل سياسي للمسألة السورية وبلورة توافق دولي» حول تسوية سياسية.
تحقيق دولي
من جهة اخرى، طالب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي بـ«تحقيق دولي» في الجرائم ضد المدنيين السوريين خصوصا في حمص وادلب.
وقال العربي في بيان: إن «ما تناقلته وسائل الاعلام من مشاهد مريعة حول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الابرياء في حمص وادلب وأنحاء مختلفة من سوريا يمكن وصفها بأنها جرائم ضد الانسانية لا يجوز من الناحية الاخلاقية والانسانية السكوت عن مرتكبيها ولابد من أن يكون هناك تحقيق دولي محايد يكشف حقيقة ما يجري من احداث ويكشف المسؤولين عن هذه الجرائم ويقدمهم للعدالة».
وفي تصريحات منفصلة، قال العربي: إن ما قدمته الجامعة من حلول للأزمة السورية هو أقصى ما يمكن تقديمه، مضيفا أن الجامعة ليس لديها جيوش لتحركها ولا يمكن أن تجبر أي دولة على شيء، حيث إن الجامعة لا تملك سياسة عقوبات ولكن لديها سياسة المقاطعة التي فعّلتها بعض الدول وكان لها تأثير.
