في ما اعتبره البعض عودة إلى أساليب النظام السابق ومرشحي الحزب الوطني المنحل، لجأ عدد من أعضاء حملات دعم المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية المصرية، والتي من المقرر أن تجرى يومي 23 و24 مايو المقبل، إلى استخدام كارت «الرشاوى» لجذب عدد أكبر من المواطنين لتحرير استمارات التوكيلات لمرشحيهم كي يستطيعوا الترشح للانتخابات الرئاسية وسط تكهنات بأن أكثر من 95 في المئة من الذين تقدموا بطلب الترشح سيستبعدون لعدم قدرتهم على تحقيق التوقيعات اللازمة.. في الوقت الذي أثيرت فيه أيضاً اتهامات لعدد من موظفي مكاتب الشهر العقاري بتقاضي رشى لتسهيل مهمة الحصول على التوقيعات الشعبية.
وحددت لجنة الانتخابات الرئاسية ثلاث طرق أمام راغبي الترشح ليكون ترشحهم صحيحاً: أولها، الترشح عن طريق أحد الأحزاب، أو جمع توكيلات من 30 ألف مواطن في 15 محافظة من محافظات مصر، أو الحصول على موافقة 30 نائباً من أعضاء مجلسي الشعب والشورى.
مبالغ مالية وفياغرا!
ومن أبرز آليات الرشى التي شهدتها بعض مقار الشهر العقاري، هو شراء توكيلات الأفراد بمبالغ مالية بدأت من 100 وتصل إلى 250 جنيهاً حتى يوم أمس الثلاثاء، فضلاً على توزيع الحلويات والشكولاتة والوجبات الغذائية على المواطنين بهدف الحصول على توكيلات منهم.
وفي محافظة بورسعيد، حرر مؤيدو عدد من المرشحين المحتملين، أبرزهم عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحي، محضراً إدارياً ضد مؤيدي المرشح المحتمل حسام خيرالله، متهمين إياهم بتقديم رشاوى لشراء الأصوات والتوكيلات بـ100 جنيه، وهو الأمر الذي نفاه خيرالله، مؤكداً أن حملات صباحي وأبو الفتوح وموسى تقوم باختراق الصمت الانتخابي بعمل دعاية للمرشحين الثلاثة، فضلاً على قيامهم بالاعتداء على أحد أفراد حملته الانتخابية، بما جعله يلجأ إلى تحرير محضر ضدهم.
وفي محافظة سوهاج، ظهرت «الفياغرا» كواحدة من آليات الرشى الانتخابية التي يقدمها المرشحون المحتملون للمواطنين! وبلغ سعر التوكيل نحو 150 جنيهاً، لمصلحة عدد من المرشحين المحتملين.
تهم ونفي
من جانبها، اتهمت حملة أبوالفتوح موظفي الشهر العقاري بتقاضي رشى من خلال ملء نموذج التوكيلات لمصلحة أحد مرشحي الرئاسة مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 250 جنيها دون حضور الموكلين أنفسهم.. كما رصدت الحملة في بيان لها حافلات تنقل عمال اليومية بالحي العاشر لعمل توكيلات لمرشحٍ ما مقابل مبلغ 100 وحتى 200 جنيه.
ومن أبرز المرشحين الذين تثار حولهم تهم بتقديم رشى كان حسام خيرالله الذي نفى تلك التهم إجمالاً وتفصيلاً، فضلا عن الفريق أحمد شفيق، الذي اعتبرها اتهامات للنيل منه ومن سمعته، مؤكداً أن كل التوكيلات التي حصل عليها سليمة من الناحية القانونية بنسبة 100%، وأن الحديث عن قيامه بتقديم رشى هو أمر مختلق ولا دليل عليه أبداً.
أما السفير عبدالله الأشعل، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية في مصر، فقد هدّد بالقيام بتحرير محاضر ضد مجموعة من المرشحين المحتملين يتهمهم فيها بتقديم رشى انتخابية لعمل التوكيلات لمصلحتهم.. يأتي هذا في الوقت الذي اعتبر فيه المستشار هشام البسطويسي، المرشح المحتمل، أن تقديم رشى أسلوب رخيص جداً، وعودة إلى أساليب حكم النظام السابق، وطريقة إدارته للعملية الانتخابية، بما أفسد الحياة السياسية من قبل.
ومن المتوقع خروج نسبة تصل إلى أكثر من 95 في المئة من المرشحين الذين قدموا أوراق ترشيحهم من هذا السباق، وخاصة أنهم مغمورون، لتنحصر المنافسة بين أشخاص مرموقة بعينها، أمثال: د.عبد المنعم أبوالفتوح، والشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، والفريق أحمد شفيق، وعمرو موسى، ومنصور حسن.
