دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد أمس إلى «التصرف خلال الأيام المقبلة» بشأن مقترحات المبعوث الأممي ـ العربي المشترك كوفي أنان، الذي بحث في قطر نتائج زيارته إلى دمشق قبيل توجهه إلى تركيا، في وقت أطلع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مندوبي دول مجلس الأمن على فحوى مناقشات أنان في العاصمة السورية. وقال كي مون في تصريحات بنيويورك امس إن النظام السوري «يستخدم قوة غير متكافئة في بعض المدن»، واصفاً هجمات الجيش بـ«المخزية». وحض كي مون الرئيس السوري على «التصرف خلال الأيام المقبلة بشأن مقترحات المبعوث الأممي ـ العربي المشترك كوفي أنان».
مواقف وكلمات
بدوره، قال رئيس الدبلوماسية البريطانية وليام هيغ في تصريحات بنيويورك ان بلاده «تقوم بجمع ادلة لتوثيق جرائم النظام السوري»، في حين ذكر نظيره الفرنسي آلان جوبيه ان «الوقت سيأتي لمحاكمة مرتكبي الجرائم، وحان الوقت للتصرف الآن لوقف القتل».
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فأعرب عن «القلق البالغ» إزاء الوضع، محذراً من «التلاعب» بمجلس الأمن في مسألة سوريا، في وقت انتقد نظيره الألماني غيدو فيسترفيله موقف موسكو، قائلا انها «تقف في الجانب الخطأ من التاريخ». من جهتها، ذكرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان «الوقت حان للجميع للتوحد ضد وقف قتل المدنيين»، موضحة ان واشنطن «ترفض المساواة بين عنف النظام ضد شعبه ودفاع المدنيين عن أنفسهم».
جولة أنان
في هذه الأثناء، أطلع انان المسؤولين القطريين على نتائج زيارته الأخيرة الى سوريا. وذكرت وكالة الأنباء القطرية ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «استعرض تطورات الأوضاع فى سوريا» مع انان. واضافت ان رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بحث مع انان «سبل الخروج من الأزمة الراهنة وفق المبادرة العربية في 22 يناير الماضي»، التي تنص على نقل السلطة الى نائب الرئيس وتشكيل حكومة مهمتها التحضير لانتخابات. وغادر المبعوث الأممي العربي المشترك الدوحة باتجاه تركيا.
العربي يجتمع
وفي سياق متصل، طلب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن «الدائمين وغير الدائمين» دعم المبادرة العربية. وأطلع العربي المندوبين «على الموقف العربي الصادر عن اجتماع الوزاري العربي الأخير، والذي يطالب في فقرته الأولى الحكومة السورية بالوقف الفوري لأعمال القتل».
وقال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي خلال مؤتمر صحافي إن العربي «أبلغ السفراء بمجمل تطورات الأوضاع والموقف العربي من معالجة الأزمة، والاتصالات التي أجراها مع أنان في ختام زيارته لدمشق، ونتائج محادثاته مع الحكومة السورية، كما أطلعهم على مهمة وولاية أنان فيما يخص الأزمة، والمحددة بستة شهور». وأفاد بن حلي أنه «ليس من المناسب الإعلان عن تفاصيل المهمة التي مازالت في بدايتها»، داعياً مجلس الأمن إلى «اصدار قرار يؤيد الجهود العربية والمبادرة العربية لمعالجة الأزمة السورية ولمهمة المبعوث المشترك».
دعم صيني
إلى ذلك، أعلنت الصين دعمها لقرار المجلس الوزاري العربي بشأن سوريا. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن الناطق باسم وزارة الخارجية ليو وامين أن القرار «يظهر استعداد الدول العربية والجامعة العربية لحل المسألة السورية عبر السبل السياسية». واعتبر أن لقرار الجامعة العربية «تأثيراً إيجابياً على إزالة التوتر وتوسيع الإجماع بين كل الأطراف المعنية»، مضيفاً أن الصين «منفتحة على أية اقتراحات وإجراءات تفضي إلى حل سياسي». وأردف: «نعتقد أن صيغة النقاط الخمس لها أهمية حقيقية وإيجابية بالنسبة للحل السياسي للقضية السورية».
«البنتاغون» تدرس التدخل العسكري
حذر مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» من أن أي تدخل عسكري في سوريا «قد يكون محفوفاً بالمخاطر وقد يتطلب أسابيع من الغارات الجوية التي تشنها القوات الأميركية حصراً، ما يهدد بمقتل عدد كبير من المدنيين ويجذب البلاد أكثر نحو الحرب الأهلية».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في «البنتاغون» أن سوريا «تشكل مشكلة أكبر بكثير من ليبيا حيث تطلب الأمر فيها سبعة شهور من الغارات الجوية من حلف شمال الأطلسي ألقت فيها مئات الطائرات نحو 7700 قنبلة وصاروخ».
وقال المسؤولون إنهم «يقلقون من اربعة تحديات، هي خطر مهاجمة الدفاعات الجوية الروسية التي تمتلكها سوريا والموجودة بالقرب من مناطق كثيفة سكنياً ما سيؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا حتى لو كانت الغارات دقيقة، وتسليح المعارضة المنقسمة، واحتمال بدء حرب بالوكالة مع إيران وروسيا، الحليفين الرئيسين لسوريا، وغياب حلف دولي يرغب في العمل العسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد».
وقال أحد المسؤولين إن «إنشاء ملاذات آمنة للمدنيين في سوريا عملية معقدة جداً إلى درجة أن المخططين العسكريين يدرسون احتمال إرسال قوة برية أميركية للمساهمة في إقامة هذه الملاذات والحفاظ عليها في حال إقامتها».
وقالت الصحيفة إن الخطط تأتي «في إطار طلب وجهه الرئيس الأميركي باراك أوباما لإجراء تقييم حول خيارات عسكرية ابتدائية من البنتاغون، على الرغم من أن الإدارة الأميركية لاتزال ترى أن الأسلوب الدبلوماسي والضغوط الاقتصادية هي الطريقة الأفضل لوقف العنف الذي يمارسه النظام». وتشمل الخيارات التي تتم دراستها «جسراً جوياً إنسانياً ومراقبة بحرية لسوريا وإقامة منطقة حظر جوي». وقالوا إن المعارضة السورية «لا تفرض سيطرتها على منطقة محددة في سوريا كما كانت تفعل في ليبيا».
