واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين، أحدهم طفل في الثانية عشرة من عمره، في سلسلة غارات مستمرة تستهدف القطاع لليوم الثالث على التوالي، ما يرفع حصيلة الضحايا منذ الجمعة الى 18 شهيدا واكثر من ثلاثين جريحا. فيما تبحث السلطة الفلسطينية تدويل هذا التصعيد من خلال التوجه إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال الناطق باسم لجنة الاسعاف والطوارئ في قطاع غزة أدهم أبوسلمية: إن «عادل صالح الاسي (60 عاما) استشهد في غارة شنها الطيران الحربي الاسرائيلي على مجموعة من المواطنين» شرق شمال مدينة غزة، موضحاً أن الاسي يعمل حارساً في الأرض التي استهدفت.
وكانت مصادر طبية ذكرت ان غارة اسرائيلية في شرق مخيم جباليا ادت الى استشهاد الطفل ايوب عسلية (12 عاما)، وجرح شقيقه في السابعة من عمره.
كما أعلن ابوسلمية استشهاد فلسطيني ثالث وجرح اثنين آخرين ليل السبت الاحد في غارة اسرائيلية جديدة على حي الزيتون شرق مدينة غزة. وقال: إن «المواطن أحمد ديب (23 عامل) استشهد وأصيب آخرون بجروح متوسطة في غارة صهيونية على حي الزيتون».
وجرح فلسطيني آخر في غارة ثانية صباح أمس شرق مدينة غزة.
تدويل وتنديد
في هذه الاثناء، بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي تلقاه من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة والسبل الكفيلة لوقفه.
وأوردت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية أن عباس تشاور مع العربي في إمكانية التحرك تجاه مجلس الأمن «في حال استمر هذا التصعيد الخطير، الذي أودى بحياة عشرات المواطنين الفلسطينيين وعشرات الجرحى».
ونددت السلطة الفلسطينية بالموقف الأميركي من التصعيد الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين د. صائب عريقات للإذاعة الفلسطينية الرسمية «ندين ونستنكر تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ونؤكد أن المطلوب من الطرف الأميركي هو إلزام إسرائيل بوقف العدوان على قطاع غزة وإعادة التهدئة».
إلى ذلك، حمّلت «حماس» إسرائيل المسؤولية. وقال الناطق باسمها سامي أبوزهري: «نحمل الاحتلال مسؤولية التصعيد الذي بدأ باغتيال الشهيد القائد زهير القيسي.. الاحتلال يتحمل مسؤولية كل التطورات التي ترتبت وقد تترتب على ذلك».
وشدد أبوزهري على «حق الفصائل الفلسطينية في الدفاع عن نفسها»، مشيرا الى انه «لا يوجد الآن شيء مثمر حول جهود وقف العدوان على غزة والعدوان مستمر».
من جهته، قال الناطق باسم الجهاد الاسلامي داوود شهاب: إنه «لا جديد، التصعيد الاسرائيلي مستمر، والاستهداف مستمر، وبالتالي نتعامل مع التصعيد، لا اتصالات طالما العدوان الاسرائيلي متصاعد ويوقع ضحايا، ولا مجال للحديث عن تهدئة في ظل العدوان».
كمين
كتب محللون عسكريون في الصحف الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي خطط للتصعيد في قطاع غزة، وأنه لن يتردد في توسيعه إلى عملية عسكرية برية، ورأى أحدهم أن التصعيد الحالي يتضمن تلميحات للقيادة المصرية الجديدة، ورسم خطوط حمراء أمامها.
بالمقابل، استبعد المسؤولون الاسرائيليون شن عملية عسكرية اسرائيلية واسعة النطاق على قطاع غزة، أقله في الوقت الراهن، وشدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على فاعلية البطاريات المضادة للصواريخ «ايرون دوم» (قبة الحديد) لتدمير الصواريخ التي تطلق من غزة، مستبعداً هجوماً برياً وشيكاً على القطاع.
لكنه أشار إلى أن جولة التصعيد الحالية ما زالت في أوجها، وقال: «ما زلنا في حالة استنفار، وهذا الأمر (الاغتيال) أدى إلى جولة، ونحن ما زلنا في أوجها، والجيش الإسرائيلي يضرب بقوة شديدة وقد جبينا ثمناً ولا نزال نجبي الثمن، وسنعمل كلما تطلب الأمر ذلك».
وقال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان: إن «عملية برية في غزة غير مرغوبة اذا لم نحدد في الحال أن أحد أهدافها سيكون الإطاحة بنظام (حركة المقاومة الإسلامية) حماس في غزة والقضاء على الإرهاب».
واضاف: إن «هذا القرار سيتخذ في الوقت المناسب من قبل الهيئات المختصة»، بينما ذكر وزير البيئة جلعاد اردان أن التهديد النووي الايراني يبقى الاولوية، في اشارة الى انه اهم من التصعيد في غزة.
