شنت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد هجوماً هو الأعنف على مدينة ادلب وبلدات المحافظة منذ اندلاع الثورة السورية قبل عام، حيث قصفتها بشكل كثيف جداً مع قطع كافة وسائل الاتصال والكهرباء عنها ومحاصرتها من عدة محاور؛ تمهيداً لعملية تشبه تلك التي نفذت في حمص بهدف إخضاع معاقل الانتفاضة، حيث سقط قتلى من المدنيين بالقصف، في حين لقي عشرات الجنود المنشقين والنظاميين حتفهم باشتباكات متبادلة، وسط حديث المنشقين عن إسقاط مروحية في المحافظة.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» امس ان المدينة تعرضت إلى «القصف الاعنف منذ ارسال تعزيزات الى ادلب الاسبوع الجاري، مشيرا الى ان القصف «يمهد لاقتحام». واوضح عبدالرحمن ان القصف «طال احياء عديدة، وهناك اطلاق نار بالرشاشات الثقيلة على احياء القصور والضبيط والحارة الشمالية».
وذكر ان القصف «ترافق مع تحليق لطائرات مروحية». بدوره، وصف عضو الهيئة العامة للثورة السورية ميلاد فضل في اتصال مع «فرانس برس» من ادلب ان القصف «عنيف جدا»، مضيفا انه «بدأ الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي وتسبب بسقوط ثلاثة ابنية في شارع الثلاثين».
واشار الى ان القوات النظامية «تقصف من خارج المدينة، وتحاول الدخول من محاور عديدة»، معتبرا ان «العملية تهدف لاخضاع المنطقة». وجاء في صفحة «الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011» على موقع «فيسبوك» الالكتروني ان القصف على المدينة «ترافق مع اشتباكات بين عناصر الجيش الحر وكتائب الأسد». وفي شريط مصور نشر على الصفحة، سمعت اصوات انفجارات القذائف في مناطق عدة من المدينة تتصاعد على اثرها اعمدة الدخان الابيض من امكنة عديدة.
كما ذكر نشطاء أن 12 شخصا على الأقل قتلوا في عملية شنتها قوات الحكومة السورية في إدلب، في حين لقي مدني حتفه باطلاق رصاص من قوات النظام على بلدة كفرنبل في المحافظة، حيث نفذت حملة مداهمات واعتقالات في كفرنبل اسفرت عن اعتقال سبعة اشخاص من عائلة واحدة بينهم فتيان.
وبالتزامن، تعرضت مدينة سراقب في المحافظة ايضا الى «قصف واطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية تسبب باصابة اربعة سوريين بجروح احدهم في حالة حرجة». وقطعت جميع الاتصالات والكهرباء والماء عن المحافظة. في مؤشر على أن النظام بدأ عمليته واسعة النطاق. واستقدمت القوات الحكومية خلال الايام الماضية تعزيزات عسكرية كبيرة الى ادلب، مشددت الحصار عليها. وتأتي هذه التطورات تزامنا مع وصول المبعوث الاممي العربي المشترك كوفي انان الى دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الاسد.
نظاميون ومنشقون
وفي ادلب ايضا، قتل 16 جنديا منشقا في كمين نصبته قوات النظام في مدينة جسر الشغور، بينما قتل اربعة جنود نظاميين واسر خمسة في عملية للمنشقين في مكان آخر في المدينة. وقال المرصد السوري: «استشهد قرب مدينة جسر الشغور 16 من المجموعات المنشقة بينهم ضابط برتبة ملازم اول وآخر برتبة ملازم في كمين نصبه الجيش النظامي». واشار الى ان المنشقين «كانوا في طريقهم للمشاركة في القتال ضد القوات النظامية في مدينة ادلب، عندما احاط بهم الجنود النظاميون واشتبكوا معهم، وتمكنوا من قتل 16 عنصرا واعتقال آخرين».
واوضح ان عنصرا في المجموعة المنشقة «تمكن من النجاة، رغم اصابته بجروح خطرة، وادلى بهذه المعلومات». وفي عملية اخرى، افاد المرصد في بيان عن مقتل «اربعة على الاقل من جنود الجيش النظامي السوري واصابة ثلاثة اخرين بجروح اثر استهداف مجموعة منشقة قافلة عسكرية قرب ناحية بداما في منطقة جسر الشغور». وتمكنت المجموعة من «اسر خمسة جنود من الجيش النظامي». كما قتل ثلاثة جنود نظاميين باشتباكات عنيفة في وقت مبكر.
إسقاط مروحية
وفي تطور لافت، تحدث قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد عن انشقاق 30 عسكريا ودبابتين في إدلب، وتدمير ست دبابات، وإسقاط مروحية في سرمين قرب المدينة. اما في مدينة أريحا بالمحافظة، فاقتحمت القوات الموالية المدينة وقصفت المنازل التي تقع على طريق الاوتستراد ونفذت حملة دهم واعتقالات عشوائية طالت حي التل وتم اقتحام المنازل.
